آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-03:26م

( تقبلوا الرأي الآخر أولاً ) !

الأربعاء - 22 يوليه 2020 - الساعة 09:17 م

فضل محسن المحلائي
بقلم: فضل محسن المحلائي
- ارشيف الكاتب


من لا يستطيعون تقبل الرأي الآخر المضاد بصدور رحبة وأذهان صافية وعقول متفتحة غير مؤهلين لقيادة المرحلة السياسية وخصوصاً بحجم المرحلة الراهنة الشائكة والمضنية والمعقدة , إين كانوا ومن أين ما كانوا فراداً , جماعات , أحزاب , تحالفات , اتلافات , ( إعتلافات ) ..!! – مهما بلغت مكانتهم وشعبيتهم وقوتهم على أرض الواقع , مرحلة من هذا النوع والطراز بحاجة إلى رجال ( دولة ) – وليس رجال ( دلالة ) – لديهم نفس طويل وقدرة على تحمل المصاعب , يقيسون الأمور بمقياس العاقل , الفاهم وبمنظار الخبير العارف والمدرك لطبيعة المرحلة وتعقيداتها , رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , غير شططين ولا نزقين ولا يتعاملون بردود الأفعال , يتقبلون النقد وقبل ذلك وبعده لديهم درجة عالية من الكفآة والأخلاص للوطن ولديهم آليات سياسية واعية ومنضبطة وتراتبية , وعلى من يريد قيادة مثل هذه المرحلة الصعبة تقبل وتفهم الرأي الآخر مهما كان فيه من ( القضاظة والغلاظة والفظاظة  ) – في الطرح , على من يريد تحمل هذه المرحلة السياسية الحرجة وتبعاتها ومآلاتها أمام الله والتاريخ والمجتمع أن يكون ديمقراطي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ويتقبل الرأي الآخر مهما كان مُراً وحنظلا إلى أبعد – أبعد الحدود شريطة أن لا يتعدى الرأي والقول إلى الفعل العنيف وكل رأي مهما بلغت قساوته في الطرح والقدح يبقى معقولاً ومقبولاً , في بلدان الغرب الرأسمالي حيث الديمقراطيات العريقة الرأي حق مكفول , سلوك ومسلك وطريقة ومنهج تختلف من بلد لآخر باختلاف المنهج وعراقة المؤسسات ودرجة الرقي الحضاري والعلمي والاقتصادي في كل بلد على حده , ففي فرنسا وبريطانيا الدولتان الأوربيتان العريقتان على سبيل المثال لا الحصر رؤساء الحكومات ورؤساء الدول المتعاقبين على هرم السلطة في كل من قصر ( الإليزية )- ( وداونج استريت ) – يتم نقدهم من قبل الشارد والوارد بطريقة لا ذعة وساخرة وأحياناً سافرة وفجة تخرج عن حدود اللياقة الأدبية لم يجروا أين منهم أن يحرك ساكناً لأنهم يعدون ذلك من باب الحرية الشخصية وحرية الرأي على قولة المثل الشعبي ( من يبى العسل يصبر على قبصة النوب ) – في هذا الوطن المسلوب والمصلوب والجريح والكسيح والمدعوس والملحوس من القاصي والداني كل ( قربوع ) – أبن – ( جربوع ) – ما يسوى ( هلله وفشنكة ) – ما تقدر تتخاطب معه منخاره في السماء , في هذا البلد المختلف سياسياً والمتخلف اجتماعياً وأقتصادياً وثقافياً خصوصاً وفي عالمنا العربي عموماً لا نريد تطبيق ما يجري في الغرب حرفياً لأن واقعنا غير مستعد وغير مؤهل لتقبل ذلك ولكن من الواجب العمل بالحد الأدنى من الممارسات التي تراعي حق التعبير وتتفهم النقد وحق الإنسان حتى في حدودها الدنيا , اليوم نلاحظ كثيراً من اللغط والغلط والشطط والحملات العشواء والشعواء والغشواء ضد حملة الأقلام الحرة والشريفة وضد كل صاحب رأي مُخالف ومن باب ربط الحديث بالحدث أود الإشارة بروح من المسؤولية إلى الحملات التحريضية والمُمنهجة المستعرة من قبل الذئآب المذعورة والكلاب المسعورة على سبيل المثال التي تشن بين الفينة والأخرى بحق صحيفة ( عدن الغد ) – وناشرها الأستاذ ( فتحي بن لزرق ) – والسبب يعود إلى خطها ونهجها التحريري والطرح النقدي الهادف من قبل ناشرها ولذلك لنا أمل ممن يقوم بمثل هذا الدور الذي فيه من الشطط والغلط ( أن لم تكن معي قلباً وقالبا نظرياً وعملياً فأنت ضدي أن يتخلى عن هذا المفهوم المغلوط ) – وإذا كان هناك من مشكل عويص فهو يعود إلى الذهنية المغلوطة وأية عقد مُعقدة من قبل المُعقدين يحلحلوها بأنفسهم , أن الاختلاف في وجهات النظر عند أهل العقول السديدة والأفكار المفيدة لا يفسد للود قضية كما يقولون , وأي خلافات أو اختلافات في الرأي أو ما يعتقد أنها كذلك طريقها المحاكم وليس التهديد والوعيد وبرغم ذلك صحيفة عدن الغد ما زالت ولازالت مفتوحة على مصاريعها لكل الأفكار والمشارب والآراء والاتجاهات وعلى ( بساط أحمدي ) – وإذا كان أبن ( لزرق ) – الكاتب الصحفي وصاحب الصحيفة الذي ( ما بيده حيلة ولا ببندقة فتيلة ) - بندقيته الرأي وسلاحه القلم وإذا تجاوز طرحه حدود العقل والمنطق والقانون دون رؤية ولا دليل بالإمكان جرجرته إلى ساحات المحاكم وهناك يبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود والحق من الباطل والكلام السقيم من الكلام السليم وكفة الترجيح من كفة التسطيح وفي النهاية ما يصح إلا الصحيح , ولكن بكل صدق وأمانة من خلال ملاحظتي كقاري ومتابع لصحيفة عدن الغد ودون تحيز هي الاستثناء الوحيد التي تتعامل مع كل الآراء والطروحات بصورة مرنه ومتزنة ونقدها بكل الأحوال موضعي وصادق ويستند على حقائق وإذا ما حصل من ضرر وضِرار ضد أين كان من الصحيفة وناشرها الأصل والفصل والتفصيل والمفاصلة تعود إلى المحاكم أولاً وأخيراً ولا سواها , عدن الغد بكل الأحوال هي الاستثناء الجاد والعلامة الفارقة البيضاء والمضيئة في سماء الصحافة الوطنية ,كل الصحف الأخرى السوداء والصفراء والمنحازة والمتذبذبة ومواقعها الالكترونية الإخبارية ومن يقف خلفها وأمامها ( متحزبة ومتحيزة ومتعصبة ) – ( تتجسس وتتحسس وتتبعسس وتتلصص وتتملص ) - من جملة أو عبارة لا توافق مراميها ولاتنسجم مع أهدافها ورغبات مموليها , تتعامل مع الخبر الصحفي خصوصاً والمادة الصحفية عموماً بنوع من عدم الحيادية والانتقائية والمناكفة السياسية , عدن الغد من متابعاتي الدائبة والمستمرة تتعامل مع القضايا المصيرية التي تهم الوطن وحياة المواطن وأمنه ومعيشته بنوع من الجدية  والاجتهاد دون فبركات ومِنتجات ولذلك نقول لها كصحيفة ولناشرها كصحفي مُتميز وكاتب مُميز ( برافو ) – لقد تفوقتم وكسبتم الجولة بامتياز مع مرتبة الشرف ونقول لأصحاب الصحافة السوداء والتابعة اللحقة منها والملحوق وبتاع – ( السحاوق والسحوق ) – صحافة ( سيدي وصانا وقالي لا ترجع ) – بمختلف مشاربها ومآربها وأصحاب الحملات التحريضية الشعواء ( هرد ) – لكم لقد خسرتم الجولة , كل الصحف الممولة ومن يقف ورائها بصورة معلنة أو غير معلنة تتعامل مع البتر والشتر ومقص الرقيب تتجاهل الخبر الصحفي والمادة الصحفية أوتبترهما أو يتم وضعهما في سلة المهملات إن لم تنسجم وأهدافها يرمون ( الجمل بما حمل ) – شعارهم أعطني يا ( سعد ومسعود ومسعد وسعيد ) – بضاعة من حيث أريد نقول لهؤلاء أفتحوا صفحات جرائدكم بنسبة ضئيلة للرأي الآخر المضاد ولا نقول تجاري وتضاهي عدن الغد ولكن بنسبة مقبولة ومعقولة تنعش بعض من الأمل في النفوس وإذا كنتم جادين جداً أدخلوا في تنافس شريف مع عدن الغد وهذا الفرس وهذا الميدان والدليل على ما نقول إن عدن الغد لها القيادة والريادة في مسيرة العمل الصحفي أن من يكتب فيها هم من مختلف المشارب والمذاهب والأطياف السياسية وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع بعض ما ينشر فيها ومع ناشرها تبقى في الطليعة دون منازع وصاحبة السيادة في الحقل الإعلامي فهي الأكثر حضوراً والأكثر انتشاراً والأكثر انفتاحاً والأكثر صدقية والأكثر شعبية , هذه شهادة لله وللتاريخ وما أقوله هو الصدق والحق وقل الصدق وأن قتلك هذا دون مجاملة ولا مخاتلة , الصحيفتان الاستثناء اللتان عملتا وتعملان بمهنية عالية جداً دون رقيب وتنشر المادة الصحفية نصاً وروحاً دون تدخل هما صحيفة ( التجمع ) – أيام الراحل ( عمر الجاوي ) – رحمة الله تعالى عليه ) وبعد رحيله تغيرت الصحيفة شكلاً ومضموناً وأول تغيير حصل فيها هو إلغاء أهم عمود ( الحاكم ) – ولن أدخل في تفاصيل أخرى وفي وقتنا الراهن صحيفة عدن الغد هي المنبر الحر والمهني أقول ذلك ( أمانة وديانة ) – منذ بداية امتهاني الكتابة خلال عقدين ونيف من الزمن في العديد من الصحف هناك ( رقابة ونقابة وشقابة ) تضبط وتربط وتراقب وتحاسب على كل كلمة وجملة لا تخدم أهداف ومرامي هذا الصحيفة أو تلك , هناك من الضبط والربط العسكري المؤدلج والإلزامي , صحافة على هذا الشاكلة والطراز تفتقد للمصداقية وتفتقر للمهنية ولأمانة الكلمة ولحرية التعبير مجرد صحافة للتوجيه السياسي والمعنوي , صحيفتان اثنتان لا غيرهما ولا سواهما عملتا ( بمهنية ) – لا بتوجيهات ( معنوية ) – التجمع حينها وعدن الغد حالياً دون ( حذف ) – ولا – ( نتف ) – دون ( لصق ) – ولا – ( بصق ) – الخلاصة في زمن القرن الواحد والعشرون وعصر الفضاءات المفتوحة والانتر نت وثورة المعلومات في ظل زمن كهذا وثورة معلوماتية كهذه من لا يستطيع أن يتقبل الرأي الآخر لا يستطيع قيادة مرحلة سياسية وغير مؤهل لقيادتها وخلاصة الخلاصة دعونا نتعلم جميعاً من الحاضر ونستشرف المستقبل ونتجنب أخطاء الماضي وأن لا نكررها , التكتيم والتعتيم ومحاربة الرأي الآخر بالقوة والسطوة والترهيب والترغيب يؤدي بنا إلى أسوى المسالك وإلى دروب المهالك .