آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

في ذكرى استعادة الشرعية الدستورية وتحرير عدن الباسلة

الجمعة - 17 يوليه 2020 - الساعة 11:26 م

د محمد علي مارم
بقلم: د محمد علي مارم
- ارشيف الكاتب


 

يوم 17 يوليو من كل عام يوم من ايام اليمن المجيدة والخالدة لانه يذكرنا بحقيقة هامة تؤكد على انه مهما طال الليل واشتدت الأزمة وتعقدت الظروف فإن هناك مايزال في العرين أسود.

كان اليمنيون قد اجمعوا بعد اختتام اعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل على خريطة طريق نموذجية حظيت باحترام واعجاب مختلف دول العالم لانها كفلت لليمنيين واليمنيات عبور الأزمة وتجنب الاقتتال الى شاطئ السلام دونما خسائر لكن عصابة مارقة تتمثل في ميليشيات الحوثي الانقلابية كانت تبيت أمراً آخر فكان ما كان مماهو معروف للجميع.

وبالفعل قام الإماميون الجدد الذين أبوا وأبى وأسلافهم قرونا طويلة إلا ان يكونوا سادة ويكون اليمنيون لهم عبيدا .. نعم قاموا بارتكاب جريمةِ احتجاز الشرعية الدستورية التي تحملت المسؤولية التاريخية تجاه الشعب اليمني في ظل ظروف صعبة وتحديات مستحيلة ولم يكتفوا بذلك بل سولت لهم أنفسهم المريضة ملاحقتها للقضاء عليها وعلى الوحدة والنظام الجمهوري والسيطرة بعد ذلك على سلطة الشعب ومقدراته ومحاولة العودة به الى عهود الظلم والظلام والأساطير الصفراء التي ما انزل الله بها من سلطان.

وبالفعل قاموا بغزو مدينة عدن الباسلة وقصف قصر المعاشيق حيث تقيم الشرعية الدستوريه وقائدها البطل المغوار والمناضل فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نهض ومعه الشرفاء والمخلصون من ابناء هذا الوطن العظيم بمسؤولية التصدي لهذا العدوان الغاشم ودحره خلال فترة زمنية قصيرة وهو يجر أذيال الخيبة والخسران .

ولم يكن هذا الانتصار المجيد في الواقع انتصارا لليمنيين وحدهم وانما كان انتصارا عظيما وملحمة خالدة للعرب والعروبة خاصة الاشقاء اعضاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذين كانت لهم أياد بيضاء وأدوار محورية في تحرير مدينة عدن والانتصار لقضية الشعب اليمني وشرعيته الدستورية والوقوف الى جانبها وما تزال ليس فقط ميدانيا وعسكريا وانما ايضا من خلال حشد تأييد ودعم ومساندة المجتمع الدولي على نطاق واسع.

والى جانب مايحمله اليمنيون وقيادتهم من مشاعر الامتنان والعرفان للاشقاء الغَيَارَى في دول التحالف فان التاريخ سيسجل مواقفهم بأحرف ناصعة من نور لقيامهم بتجسيد وإبراز تلاحم عربي أصيل ترددت أصداؤه في جميع اركان دول المنطقة العربية وغيرها كما ونجحوا في دحر وهزيمة مخططات وتآمر النظام الفارسي في ايران الذي صورت له أوهامه السقيمة إمكانية نشر هيمنته وسيطرته على بلادنا ومحيطها القريب والبعيد ولم يخجل ان يعلن حينذاك في غرور مقيت بانه اصبح يمتلك النفوذ والسيطرة على اربع عواصم عربية.

اننا إذ نحتفل بكل فخر واعتزاز بالسادس عشر من شهر يوليو كل عام لذكرى تحرير مدينة عدن الحبيبة والأبية نأمل بأن تكون هذه الذكرى منصة انطلاق جسورة لاستعادة الدولة اليمنية المختطفة
ودحر الميليشيات الانقلابية نهائيا كما نامل ونتطلع الى ان تكون هذه الذكرى فرصة للوقوف امام ضرورة واهمية صياغة استراتيجية متطورة نقتحم بها مع الاخوة الاشقاء من دول التحالف العربي آفاق المستقبل لتحصين الامن القومي العربي ومرتكزاته الأساسية خاصة مصر العروبة ضد مختلف المخاطر والتحديات كما وتضمن المحافظة على امن واستقرار الدول المطلة على البحر الاحمر وسلامة الملاحة الدولية.

في الختام لايسعنا في هذه المناسبة الوطنية الكريمة الا ان نترحم على ارواح شهدائنا الابرار الأشاوس وفِي مقدمتهم بطل التحرير اللواء علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة رحمة الله عليهم جميعا.

عاشت الجمهورية اليمنية دولة اتحادية أساسها النظام والقانون والمواطنة المتساوية وكل عام وبلادنا وشعبنا اليمني العظيم وقائده المناضل الغيور عبد ربه منصور هادي دائما بخير.
___________
د محمد علي مارم
سفير اليمن لدى مصر