آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:40م

سقطرى من سالمين الى هادي

الإثنين - 06 يوليه 2020 - الساعة 04:57 م

ناصر احمد بن حبتور
بقلم: ناصر احمد بن حبتور
- ارشيف الكاتب


سقطرى تلك اللؤلؤة العائمة على متْنُ المحيط،

كانت ومازالت محط أنظار الجميع..

موقع الجزيرة وطبيعتها الخلابة وسكانها الطيبين، يجعل من هذه الجزيرة محل اطماع القوى العالمية الباحثة عن موقع استراتيجي في تلك المساحة البحرية الهامة والرابطة بين قارات العالم ،

فهي بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي وطبيعتها الجاذبة، كثافتها السكانية منخفضة وبالتالي فعملية السيطرة عليها وإدارتها ستكون ذات تكلفة بسيطة وربما صفرية.

كانت اول محاولات السيطرة على الجزيرة في عهد رئيس اليمن الديمقراطية سالم ربيع علي (سالمين) في منتصف سبعينيات القرن الماضي،

وكانت المحاولة عبارة عن طلب من الاتحاد السوفيتي لإقامة قاعدة عسكرية سوفيتية في جزيرة سقطرى ومقابل ذلك سيحصل اليمن الديمقراطي على مساعدات اقتصادية مجزية..

فكان قرار القيادة اليمنية آنذاك صادم للقيادة السوفيتية حيث أرسل الرئيس سالمين لجنة للتفاوض مع القيادة السوفيتية برئاسة الضابط عبدربه منصور هادي (الرئيس اليمني الحالي) وكانت نتيجة المفاوضات رفض يمني لأي تواجد اجنبي في جزيرة سقطرى.

كان لقرار رفض التواجد السوفيتي في جزيرة سقطرى انعكاسات سلبية على العلاقات بين اليمن الديمقراطية والاتحاد السوفيتي، حيث واجهت القيادة اليمنية آنذاك ضغوطات اقتصادية شديدة بعد منع المساعدات السوفيتية عنها.. وكانت نهاية تلك الخلافات القضاء على الرئيس سالمين بأيادي رفاقه وبإيعاز سوفيتي.

لم تتوقف المحاولات السوفيتية بعد القضاء على سالمين ولكن كان للذكاء السياسي الذي يتمتع به الرئيس الأسبق علي ناصر محمد دور كبير في التملص من الضغوطات الكبيرة من قبل القيادة السوفيتية..

ولعل من حسن حظ اليمن ان فترة الضعف التي مرت بها اليمن الديمقراطية بعد حرب الرفاق في العام ١٩٨٦م ، ان الاتحاد السوفيتي بدء في الاحتضار وانشغل بمشاكله الداخلية ولم يعد في استطاعته التوسع..

وبحسب كثير من السياسيين المقربين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كانت الإدارة الأمريكية تضغط في اتجاه إقامة قاعدة عسكرية في سقطرى ،

وكان الرئيس صالح قد وعد الأمريكان بتوقيع اتفاقية بذلك شريطة دعم الأمريكان له في حرب العام ١٩٩٤م ،

ولكن صالح راوغ ونجح في التملص من الاتفاق، وهو ما دفع الأمريكان لدعم اريتريا في احتلالها لجزر حنيش الكبرى والصغرى اليمنية في البحر الأحمر، وذلك ما يفسر الطريقة التي تعاملت بها القيادة اليمنية واختيار طريق المحكمة الدولية لاستعادة جزر حنيش لإدراكها الدور الأمريكي فيما حدث..

اليوم وفي ظل الظروف القاسية التي يمر بها اليمن ومايتهدده من اخطار تحيق به من كل جانب، ولعله من محاسن الصدف فأن ذلك الضابط الذي ترأس وفد التفاوض مع الاتحاد السوفيتي بخصوص جزيرة سقطرى والذي رفض التواجد العسكري السوفيتي في الجزيرة، اليوم هو رئيساً للجمهورية اليمنية..

 

د. ناصر حبتور