آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:25م

سعيد سعد.. الصوت الغائب

الخميس - 25 يونيو 2020 - الساعة 02:50 م

يوسف عمر باسنبل
بقلم: يوسف عمر باسنبل
- ارشيف الكاتب


العظماء وحدهم مثل الأشجار لايسقطون بل يظلون واقفين يصارعون ويكابدون دون أن يشعر بمعاناتهم أحد إلاّ من رحم ربي ، يهملهم الجميع لكن يظلون قريبين من قلوب من أحبوهم ، ولأننا أصلا نعيش في زمن لا مجال فيه لتقدير الإبداع والمبدعين ولا مجال لتقدير القامات والتباهي بالهامات ، فنترك هؤلاء المبدعين يتناثرون من أيدينا وينسلون فجأة دون أن نشعر بهم أو حتى نلتفت إليهم رغم وأنه واجب علينا أن نقدم إليهم ما يستحقون نظير ما قدموا هم من خدمات ، والإعلامي الإذاعي سعيد سعد خنبري أحد هؤلاء الذين يجب علينا أن نقف وقفة إجلال واحترام لما قدموه طول سني حياتهم من خدمات إعلامية .

ومن باب الإنصاف أرى أنه يجوز لي مقارنة سعيد سعد خنبري( أبوصلاح ) ، بالعظماء الذين يكابدون ويصابرون ولا تسقطهم الضربات ، لأنه على مدى سنوات طويلة أمتع مستمعي إذاعة المكلا بصوته , ودخل قلوب الجميع إلا من لم يعرفوا قيمته ,  فهو قامة صحفية وإعلامية وخبرات متراكمة من الإبداع امتدت لأكثر من خمس وثلاثين عاما في إذاعة المكلا مذيعا ومقدما ومعدا ,والآن يعيش بيننا وهو منذ سنوات يكابد آلاما منعته من مواصلة إبداعه , قبل هذا وذاك فهو إنسان عزيز نفس ,  لا يحب أن يستجدي أحدا لأنه يفضل أن يبقى واقفا كالأشجار السامقة , ونحن بدورنا لم نعي ما علينا فعله تجاهه ، فلزمنا الصمت القاتل وافتقدنا صوته الذي غاب عننا ونحن في أمس الحاجة لسماعه .

سعيد سعد خنبري قامة صحفية وإعلامية غنية عن التعريف وخبرات متراكمة من الإبداع امتدت لأكثر من خمسة و ثلاثين عاما في إذاعة المكلا الحبيبة ولازال إلى ماقبل مرضه الأخير يتنقل بين أرجائها بروح شبابية يتحفنا نهاية كل أسبوع في برنامج (عيادة على الهواء ) يستضيف فيها فطاحلة الطب في حضرموت على امتداد أثنا عشر عاما وهو يغوص معهم في خفايا مهنتهم وكذلك اتجه إلى الصحافة الإلكترونية وأنشاء له موقع (المكلا الآن ) الذي كان يديره شخصيا رغم آلامه لكنه كان يصر على التواصل مع متابعيه  ومحبيه .

سعيد سعد فضل الصمت في زمن ربما ليس زمانه وحصل الآخرون على حقوقا أكبر مما يستحقون بينما المستحقون منعتهم عزة أنفسهم من طرق باب أحد وأكتب وهمي أن أرى سعيد سعد يعود خلف ميكرفون الإذاعة وقبل هذا وذاك تعود إليه صحته وعافيته و صار لدى البعض نسيا منسيا لكن في قلوب وعشاق سماع صوته حيا باقيا وأكتب لأني أحترم هذه الشخصية الإعلامية الذي تعلمت منه قيم وأخلاقيات كثيرة وكان بين حين وآخر يتواصل هاتفيا ليطمئن علينا بدل من أن نكون السباقين بالإتصال به لكن هكذا هم العظماء بأخلاقهم وقيمهم النبيلة .