آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-11:45م

التعليم الحوثي والتعليم الجنوبي في اليمن الغير موحد

الثلاثاء - 23 يونيو 2020 - الساعة 07:01 م

جمال مسعود
بقلم: جمال مسعود
- ارشيف الكاتب


فبعد أن كان التعليم في الجنوب واحدا  وحكومية انتقل  في بداية عهد الوحدة إلى التنوع بناء على التعدد السياسي في اليمنية الموحدة فإلى جانب تعليم وزارة التربية والتعليم ظهر تعليم الهيئة العامة للمعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القران التابع لحزب الاصلاح  فانقسم التعليم ومخرجاته بين الوزارة والهيئة ليذوبا بعد ذلك في قالب واحد بتوجيهات من علي عبدالله صالح قضت بدمج الهيئة بالوزارة فانقسم التعليم وتوزعت مناصب الوزارة وادارة المكاتب التربوية والمدارس والثانويات بينهما  تحت مظلة الوحدة اليمنية التي سمحت بتوغل المدارس ذات التوجه السياسي لحزب الإصلاح في  كل محافظات الجنوب وبالاخص عدن وابين وكانت مخرجاتها نواة لولادة التيار الإخواني المتحزب ولتترسخ لأنها تحمل الشعار كتاب الله 

 

 تيار آخر للتعليم ذو طابع عقائدي طائفي نشأ في مناطق الزيدية وجه به ايضا علي عبدالله صالح وبدعم سخي منه وباسم الشباب المؤمن فتحت لهم العديد من المدارس في صعدة وحجة وعمران وصنعاء وفشلوا فشلا ذريعا في التوغل جنوبا وبالذات في شبوة وحضرموت تحت غطاء تعليم آل البيت الذي هيمن عليه التيار الصوفي الذي ظل محافظا على طابع المدارس الحكومية النظامية نوعا ما حتى خرج الحوثيون يتزعمون ثورة ٢١ سبتمبر التي زحفوا بها وهم يرددون الموت لامريكا في شوارع صنعاء فوصلوا سواحل عدن وقد طويت لهم الارض طيا بتسهيل علي صالح وحيادية تيار الاخوان المسلمين الذين لايعنيهم مايحدث فاستغل الحوثيون بسطهم على السلطة واخضاعها للسيد عبدالملك الحوثي إمام اليمن  فعمموا التعليم الحوثي في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتهم عدا الجنوبية  بعد دحرها للحوثيين الذين كادوا أن يغيروا التعليم عقائديا لو تمكنوا في الجنوب وسيطروا عليه ، لقد فرضوا التعليم بالطريقة الحوثية فغيروا المناهج وأعادوا طباعة الكتاب المدرسي بالطابع الطائفي ونقلوا التعليم وإدارته إلى اتجاه لاعلاقة له باليمننة واداروه عبر العصا الغليظة فتطبعت العملية التعليمية بطابعهم وتخرجت الأجيال من الصف السابع الأساسي حتى الثالث الثانوي وهم يحملون في ذاكرتهم تعليم الصرخة وملازم حسين.

 

 لم يتمكن التعليم الحوثي من التوغل في مناطق الشرعية في مأرب ومناطق الانتقالي في عدن فترك لها تعليما ضبابيا  . ففي الجنوب يتم التعامل رسميا بالتعليم اليمني الذي رسمت سياسته الحكومة الشرعية في الرياض او مأرب بينما يعتبره السياسيون الجنوبيون تعليما متناقضا بحاجة الى تنضيد وتصويب  لمقرراته الدراسية بما يتناسب مع الحقيقة التاريخية والجغرافية للجنوب ارضا وانسانا وجرت محاولات جنوبية ثورية سعت فيها نقابة المعلمين الجنوبيين الى اعادة تذكر الهوية الجنوبية والانتماء للوطن الجنوبي  وغرس ذلك في نفوس الطلاب بتعظيم الوقوف أمام العلم الجنوبي وترديد النشيد الوطني الجنوبي في المدارس والثانويات ورفض الدروس والمقررات المزورة لتاريخ الجنوب لكن من غير المنطقي ان تتصدر نقابة تعليمية المشهد السياسي لترسم معالم التعليم الجنوبي إن لم يكن هناك توجه للممثل السياسي للجنوب في تبني مشروع التعليم وتطبيعه بالامر الواقع الجنوبي على الارض اسوة بالتعليم الحوثي الذي مضى على العمل به خمسة أعوام دراسية تعاملت معها الهيئات والمؤسسات التعليمية بشكل طبيعي .

 

فما السر في تردد الجنوبيين الذين بسطوا على الأرض ان يبسطوا على التعليم ويوجهوه توجيها حاسما لما يحقق تعزيز روح الانتماء الوطني للجنوب وإثبات الهوية الجنوية وتكوين الشخصية الجنوبية من خلال تنشئة الأجيال ودعم جهود نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في نقل التعليم من اليمن إلى الجنوبية وتعزيز الروح المعنوية للمعلم الجنوبي وانتشاله من وضعه المزري الذي اغرقته فيه دولة الوحدة ودمرت قدراته الابداعية في التعليم المدرسي والسعي لتحسين مستواه المعيشي حتى يساهم مع الجميع في وضع اللبنة الاولى لبناء مداميك دولة الجنوب القادمة وتنشئة الأجيال القادمة ابتداء من الطفولة مع مراعاة حساسية المعلم الجنوبي من سياسة العصا الغليظة فهو لايتقبلها وينفجر في وجه من يستخدمها معه .