المتأمل في الاحداث التاريخية المؤلمة التي توالت على الجنوب الأرض والانسان , التاريخ والهوية من شياطين الجن والإنس من الداخل والخارج على حد سواء تحير وتنبه كل ذي عقل سليم الإ من كان بعقله مرض .
فما ان يدور الزمان دورته الإ وما يلبث ان يعود الى هيئته الاولى واذا بالجنوب يتلقى دفعة من الاحداث تكون اكبر ضراوة واكثر قسوة واشد ايلاما من سابقاتها تستهدف الإجهاز عليه واطفاء نور هذه البقعة الحيوية من العالم .
ولكن صلابة واصالة هذا الشعب وعمق جذوره التاريخية وقدرته على سرعة تضميد جراحه فهو لم يمت بل يرفض ان يموت أصلا .... وها هو قد استعاد الكثير من عافيته واستعاد الكثير من توازنه في السنوات الاخيرة ..وكانت كلما تنامت الصحوة والتلاحم الجنوبي كلما كان يقابل ذلك بكثير من التبرم والقلق والانزعاج والعدوانية لدى الاعداء الذين لا يفتؤون يضعون الخطط ويحيكون المؤامرات لضرب اي وحدة جنوبية وبتعاون من الداخل في معظم الاحداث مع الأسف .
ولهذا يمكن القول انه وامام تلك المعضلة لا بد من تحكيم العقل وسلوك منهج الحكمة في مناشدة ابناء جلدتنا والتوجه اليهم مع كل الحب والاحترام والاشفاق لعل ذلك يحرك الحمية والنخوة لديهم اولئك الجنوبيين المتخذين مواقف غريبة عن هوية هذا الشعب واهدافه بل ومعاديه لها ان يعودوا الى رشدهم فالجنوب يتسع لجميع ابناءه وعليهم ان يقفوا مع انفسهم وقفه جاده يتأملون فيها ما آلت اليه اوضاع الجنوب وحجم تضحياته وهول ما يحيكه له خصومه الطامعين بازلية الهيمنة عليه الطامحين بسلخ الناس عن الولا لوطنهم وهويتهم والحاقهم رغبة او كرها باليمن الكبير باعتبارهم ينتمون لفرع عاد الى الاصل بحسب ثقافتهم المتأصلة جيل بعد جيل .
وفي خضم ما يدور على الارض .. هل آن الأوان لكل الفرقاء من النخب الجنوبية بمختلف اتجاهاتهم ان يعيدوا التفكير وبهدوء اعصاب بخططهم وبرامجهم ومراجعة مواقفهم وما جلبته سياساتهم من إحن وضغائن وبغضاء ونزيف دماء وانقسامات لا يمكن الإ ان تسر العدو وتحزن الصديق ؟
ومراعات ما تقتضيه العقول السليمة فيدرك كل منهم ان الجميع على ظهر مركب واحد تهدده الامواج العاتية من كل حدب وصوب مما يستلزم رص الصفوف وتوحيد الجهود لا تشتيتها وبعثرتها بشتى معاول الهدم والتركيز على ما يجمع لا على ما يفرق وإدراك ان العودة الى الحق مهما كان ذلك شديدا على النفس اولى من التمادي في الباطل خصوصا وهم يلاحظون ان العقلاء في انحاء شتى من العالم يراجعون اخطاءهم ويصححون مساراتهم وسقطاتهم ويحرصون على ما يلم الشمل ويصلح الاوطان .. فلا تدعون اليأس والعناد يتمكن منكم ..اكبروا , اصلحوا اوضاعكم تنازلوا ومدوا اياديكم لبعضكم , توحدوا تنتصروا , شدوا العزائم لتخرجون من الهزائم رحمه بهذا الشعب واكراما لتضحياته فاستمراركم في التنازع والتباغض هو ما يعطي للاعداء إشارات خضراء للاستمرار في إنجاز خططهم وتنفيذ مشروعاتهم فتتابع النوازل التي تتوالى على الجنوب ما كان لها ان تتم لو كانت نخبه السياسية على مستوى عال من المسئولية !!
فهل من مجيب ؟
اخيرا سأظل حتى آخر نفس في حياتي ادعو الله ان يوفق كل من يقود شعب الجنوب الى مستقبل افضل .
والله من وراء القصد
زين الرشيدي