آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:34ص

سعادة السفير الصغير دائما

الأحد - 17 مايو 2020 - الساعة 11:52 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


لقد تعلمنا منذ الطفولة  أن  نكون دائما أكثر ذكاءً وارقى اثناء الرد على الاهانة و ان  لا  ننحني إلى مستوى الشخص البذيء ، ولكن تخيلوا ان  تأتي الإهانة  و البذاءة  من  سفير يصف فيها  جزء كبير من شعبه ، الذي يمثله في الخارج " بالذباب " .

 " نفس الكلام الخفيف ،الذي اعتدناه من ذباب الانفصاليين " "  يعتقد الذباب ومن سار على نهجهم   " هذه العبارات ليست لعامل نظافة يحذرنا من مخاطر الذباب  ، وانما من مقاله  لسفير اليمن في الاردن   "علي العمراني " يقصد بها الاكثرية الساحقة في الجنوب المطالبة بفك الارتباط مع الشمال ،  الكلمات هذه من المفروض ان لا تصدر عن سفير  باعتباره يمثل الجمهورية اليمنية وشعبها  ، ولكن للأسف ، بسبب اشباه السفير العمراني من الفاشلين و العنصريين " متطرفي الدبلوماسية اليمنية و السياسة " هذه الجمهورية الان في طور الاختفاء  التدريجي من المشهد الدولي  .

سعادة السفير العمراني الى يومنا هذا لازال يجهل  ان الإهانة هي سلوك غير لائق لا يستحق الرد بالمثل  ولم يتعلم وهو في مرتبة سفير ان ألا يتفاعل ويتعصب  مع الكلمات المؤذية بعنصرية رخيصة  حتى وان غلفها  بثوب الضحية الحريص على الوحدة ، وبصراحة لا ادري  ما نوع السياسة الخارجية ، التي يمثلها  دبلوماسيون  من طينة سعادته  ؟ ولا ادري إذا كانت السفارات اليمنية  في عشرات البلدان تفتح على أساس استراتيجية خدمة المواطن و الوطن ام من اجل مزاج و نزوات السفراء  ؟ .

يا سعادة السفير الجميع في الجنوب اصبح يدرك وجود عدد من القضايا التي تحاولون  معالجتها من خلال الجيش وطابوركم الخامس وخاصة قضية فك الارتباط   معكم ، كما  يدرك الجنوبيون  بأنك جزء من مجموعة   متطرفة  في الخارجية اليمنية تحارب القضية الجنوبية و دبلوماسي متورط في افكار وسلوكيات  معادية  للجنوبيين  و مساحة احترامك لديهم تتضاءل ، بسبب التصريحات العدائية تجاههم  والأخلاق غير المتوافقة مع مهامك الدبلوماسية  .

يا سعادة السفير  من الافضل لك ان تركز وتعمل على ما ذكره زميلك الذي استفزك تعليقة الحقيقي والصادق ، وهو أن تتجه للكتابة " لتحرر ارضك " من الذباب الحقيقي الذي لوث فيها كل شيء  ولازال يبيض عليها بكل اريحية ، اما محاولة عزل الجنوب واهانة سكانه  ، حتى عبر ما تبقى من امكانيات وقنوات دبلوماسية لدولة الوحدة المنتهية الصلاحية  فثق بأنها لن تنجح أبدًا .

يا سعادة السفير ، عندما نشأت "الدبلوماسية الكلاسيكية" منذ قرون عديدة تعاملت في المقام الأول مع قضايا الحرب والسلام ، ولكن ليس في سياق "من سيفوز بمن" و "من سيتفق مع من لاحقًا" ، وانما  في سياق ضمان الاستقرار العسكري السياسي  " الاستقرار الاستراتيجي".