آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:48م

طاهش الهضبة هادئ في صنعاء هائج في عدن

الثلاثاء - 12 مايو 2020 - الساعة 09:31 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


يعتبر اسلوب التخويف في سياسة  الدولة  عنصرًا قياسيًا  وأداة ملائمة يمكن  استخدامها في  مناطق مخصصة وحسب الحاجة ، لكن السير وراء هذه السياسة  قد يتحول إلى شلل مدمر أو إلى سياسة يديرها هذا الشلل .

حملات التخويف السياسي والعسكري في اليمن اكثريتها تمارس ضد الجنوبيين  ، والان زادت حدة هذه الحملات ، لان شلة الهضبة  قلقة جدا من فشلها وانحسار قبضتها  في الجنوب ومن رغبة الجنوبيين القوية في فك الارتباط ، بينما في الشمال شلة الهضبة غير قلقة  من ضعف عضلاتها الواضح ، لان حالة الخوف المجتمعي هناك  قوية و مستقرة ، بسبب طبيعة القبول والخضوع المعيبة والمتفشية في مختلف الطبقات الاجتماعية الغير منتمية لشلة الهضبة  التي تمتلك ثروة من الخبرة في سياسة الإذلال العام ومستمرة  فيها منذ الامامة وحتى الان .

الدولة الحديثة  تعمل جاهدة للحد من الخوف الإنساني لمواطنيها  إلا  في دولة الوحدة المستنسخة  من نظام  الجمهورية العربية اليمنية ،  فقد جعلت سياسة التخويف وتهديد أمن المواطن شرط اساسي  لبقاء  الوحدة والدولة و استخدمت من اجل ذلك نوعان من  التخويف السياسي ،  الاول ثابت ويستند على التهديد المباشر بالجيش و التهديد  باجتياح  المدن والقرى بحشود من الجهلة والمغيبين  ,  والثاني متحرك وغير مباشر  وحسب الوضع والطلب ويشمل  الفتاوى الدينية التكفيرية  ، التخوين والاتهام بالعمالة  ، التلويح بورقة داعش  والقاعدة ، اعاقة صرف الرواتب والمعاشات ، تخريب المجاري وقطع  الطرقات و الكهرباء والماء والتلاعب بأسعار البترول والغاز .

اليوم هناك حملة كبيرة بأسلوب التخويف السياسي والعسكري  ضد الجنوب  ، حملة منظمة ومنسقة تم رصد امكانيات عسكرية ومادية  وبشرية  ضخمة لها ، والسبب هو اعلان الادارة الذاتية الجنوبية  الذي اوضح بشجاعة وصدق  ان زمن شلة الهضبة انتهى في الجنوب ، و بأن دولة الوحدة لم تعد قادرة على الوفاء بوعودها ، وبأن المعايير القديمة للسلوك السياسي والامني والهياكل المؤسسية  في الجنوب فاشلة وخطره قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ  بنتائجها .

التهديدات والحملة الاعلامية والعسكرية  الشرسة التي  يقودها حزب الاصلاح باسم الشرعية هدفها إرباك المشهد الجنوبي  من سقطرى حتى عدن وضرب الجنوبيين بينهم البين  ، والسؤال هو لماذا قيادات  وانصار هذا الحزب لا تحول واجهة هذه الحملة و التهديدات لتحرير ولو شبر من ارضها  وبيوتها  المغتصبة في الشمال بدلا من تهديد الجنوب  ؟  ، خاصة وان  عفاش  والحوثي قد سبقوهم ولم يستطيعوا الصمود في عدن اكثر من 3 اسابيع  وامام شباب جنوبي خالص لم يكن يحمل سوى قطعة كلاشينكوف واحدة لكل خمسة افراد وراية جنوبية واحدة  وانتصروا .

مشكلة الجنوب هي ثرواته التي  تسيل لها اللعاب وارض يسكنها  شعب  لا يحب رفع الراية البيضاء و انطلق في مرحلة استراتيجية البناء الذاتي و الاستعداد للتغيير .