آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:13ص

احب كورونا..حتى وان قتلني " مجدي الجلاد"

الأربعاء - 29 أبريل 2020 - الساعة 11:44 م

صالح علي بامقيشم
بقلم: صالح علي بامقيشم
- ارشيف الكاتب


عودة زمن المعجزات

احب كورونا..حتى وان قتلني " مجدي الجلاد"

من قال ان زمن المعجزات قد ولى ونحن نشهد في لحظة عاصغة احداث دراماتيكية لاول مرة تعيد ترتيب احجار رقعة الشطرنج ويتخلق على اثرها نظام عالمي جديد .

القطب الاميركي الاوحد يترنح والشركات العابرة للقارات توشك على الانهيار والنظام الراسمالي المتوحش في مأزق كبير .
فيروس كورونا يكتم انفاس اعتى الامبراطوريات واذا استمرت الثورة الكورونية على نفس المنوال فان المعادلات ستتغير ومعها ستتبدل الفلسفة الحاكمة للنظام العالمي برمته ..رغم الضرر الفادح الذي سيحيق بالطبقات الفقيرة في جميع انحاء العالم بحسب الدراسات والتوقعات .

ان ابرز المتغيرات تتمظهر في عودة " رأسمالية الدولة " مع ظهور النموذج الصيني ونجاح الدولة في تقليص الاضرار والقيام بواجباتها ودورها الرسالي والقيمي والانضباط الكبير والتناغم المدهش بين الدولة والمجتمع وبالمقابل الفشل الذريع للنظام الصحي المترهل في الغرب المحكوم بمعايير الربح والنفعية المقيتة .

من جانب اخر ، اثبتت التكنولوجيا الرقمية في الصين نجاعتها ، حين خاضت بكين معركتها منفردة ، متسلحة بمايمكن تسميته الديكتانورية الرقمية التي اطاحت بتمدد الفيروس وسط اعجاب الاصدقاء وغيظ الاعداء .

المنطقة العربية وماجاورها ، بدورها كانت ولازالت ، ساحة معركة محتدمة برعت مصر في قيادتها حتى اللحظة بجيشها الابيض وانسجام المؤسسات والتعبوية الاعلامية والشعبية ، في نفس التوقيت الذي تفشل فيه ايران وتركيا ودول الخليج العربي والكيان الصهيوني في مواجهة الفيروس لنصل الى حقيقة دامغة ان الصين ومصر ، وروسيا نوعا ما ، وافريقيا السمراء هي من تقوم ليس بتصدير الامل الى العالم فحسب بل واثبات المقدرة على قيادة المرحلة القادمة على المستوى الاقتصادي والقيمي والانساني .
مصر في لحظة تماسك تليق بقائدة المنطقة ومركز الاشعاع والصلابة بينما الدول التي لعبت دورا اكبر من حجمها وارتدت ثيابا فضفاضة انكشف لحمها الهزيل وعظامها الرقيقة .

يبدو ان زمن التغيير يلوح في الافق وهو لن يقتصر على تموقع سياسي لمراكز قوى هنا او هناك بل ستمتد اثاره على صعيد الفلسغة والدين والثقافة والسلوك لان الطاولة قد انقلبت بمايشبه المعجزة راسا على عقب وكل الاباطيل زائلة ويبقى مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع .

على حافة الوطن :
مسائل الادارة الذاتية اقلع عنها الناس منذ ان كان عمرو دياب يقيم حفلاته في العجمي !!!