آخر تحديث :السبت-23 نوفمبر 2024-10:41ص

إلى الوالد رئيس الجمهورية

الأربعاء - 22 أبريل 2020 - الساعة 03:53 م
نزار أنور

بقلم: نزار أنور
- ارشيف الكاتب


رسالة أبعث بها إلى الأخ / رئيس الجمهورية المشير / عبدربه منصور هادي 

الوالد الرئيس أنا مواطن بسيط من أبناء هذه المدينة .... هذه المدينة التي لقت من الويلات و الكوارث ما يكفي أن يجعلها أتعس بقاع هذه المعمورة ... ويلات و كوارث لم تكن الطبيعة هي من صنعتها وحدها بل أن أعظم تلك الويلات و الكوارث كانت من صنيعة مسؤوليها القائمين على أمورها .


عفوا والدي الرئيس ... بل من كان من المفترض أنهم قائمين على أمرها .... أعتقد بأن الوقت قد حان لفعل ما كان يجب ان تفعله منذ زمن و أن الوقت قد آن بأن تخلد هذه المدينة و أهلها إلى الراحة و السكون قليلا ..

لا نريد من فخامتك بأن تعلن مدينتنا عدن مدينة منكوبة فهي منكوبة منذ زمن و ليس منذ أن غمرت هذه السيول منازلها و أتت على ما تبقى من بناها التحتية .... كما لا نريد منك أن تقدم لها المليارات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأنه و بصدق لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في هذه المدينة بوجود هؤلاء اللصوص المتنفذين على كل مفاصل الحياة فيها فتلك المليارات ستذهب أدراج الرياح كما ذهبت سابقاتها إلى جيوب أولئك اللصوص .


ما نريده منك هو اجتثاث تلك العصابات التي تتقاسم كل شيء فيها حتى معاناة أهلها و ناسها تتقاسمها .... نريد تغيير حقيقي و شامل لكل مسؤوليها الفاسدين .... تغيير ينهي وضع هذا الانقسام و التقاسم ... تغيير يفضي إلى سلام دائم لها و لأهلها ... فالوضع اليوم لم يعد يحتمل مزيد من المناكفات و المزايدات على حساب مصالح الناس و حياتهم .


استبشر الناس خيرا باتفاق الرياض بأنه سيكون نهاية لهذا الانقسام و التقاسم فمضت شهور منذ التوقيع لكن لم يرى الناس أي تغيير يحدث بل على العكس تماما رأوا مزيد من التسلط و الفوضى و البسط على مقدرات مدينتهم هذه و هم يتفرجون لا حولا و لا قوة لهم منتظرون أن يروا منكم تحركا يوقف كل هذا العبث .... فإلى متى ؟ إلى متى ستظلون تتفرجون و لا تحركون ساكنا فإما ان تكون لكم كلمة أو أفسحوا المجال أمام الآخرين لتكون لهم كلمة يسمعها الناس و يحاسبهم الناس عليها .... إلى من سيذهب هؤلاء الغلابة المطحونين ليطالبوا بتعويضهم عما لحق بهم إلى من ؟ إلى محافظ و وكلاء لا يجيدون فعل شيء غير التفكير كيف يحولون مقدرات هذه المحافظة إلى جيوبهم .... أو إلى آخرين لا يقدرون على فعل شيء و ليس بأيديهم شيء أصلا و لا يجيدون فعل شيء غير إلتقاط بعض الصور ليقولوا أننا موجودين ؟


أجبني والدي الرئيس إلى من سيذهب هؤلاء و من سيغيثهم ؟
قال الأولون حينما كانوا يرغبون في التعبير عن نفاذ صبرهم : (( قد بلغ السيل الزبى )) و عدن و أهلها اليوم يقولون لك : (( لم يبلغ السيل الزبى فقط .... بل أتى السيل على كل ما تبقى لدينا .... فأتقوا الله بنا و لو بشق ثمرة ))