آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:05م

وقف الحرب.. مقاربات سياسية

الخميس - 09 أبريل 2020 - الساعة 02:55 م

هدى العطاس
بقلم: هدى العطاس
- ارشيف الكاتب


أعلن #الحوثيون ما اسموه رؤيتهم لإنهاء الحرب. او كما اسموها "الرؤية الوطنية لإنهاء العدوان وفك الحصار"

مقاربات القراءة لهذا الحدث تحيلنا إلى مسائل رئيسية:

-ان المحادثات بين الحوثي والمملكة قد قطعت شوطا واوشكت على ان تصبح علنية.

- ان لغة الرؤية جاءت مخففة من حمولات شعارات الحوثي، ولم تذكر لفظة العدوان غير مرة واحدة في العنوان، وكأنما اراد بها الحوثي تذكير التحالف والمجتمع الدولي ان ما حدث هو "عدوان" من وجهة نظره وهو بذلك التأكيد غايته جني مارب كثيرة.

 نعود لمتن الرؤية التي حملت في بعض نقاطها شروطا تعجيزية، مثل خروج قوات التحالف من جميع الاراضي اليمنية، عودة الملاحة إلى الموانئ البرية والبحرية "والسماح للسفن المرور دون اعتراض" وهذا في نظر المملكة يعني السماح للسفن والطائرات الايرانية ليس فقط بالمرور ولكن بالحمولات والرسو العلني في الموانئ اليمنية! وما يعنيه ذلك من دعما للحوثي الذي حسب وقائع المشهد سيخرج الاقوى من الحرب بين كل الاطراف اليمنية.

غير ان هذه الشروط التعجيزية تدل على أمرين:

اما ان التحالف وتحديدا المملكة السعودية قد انهكت على كل المستويات فيما يتعلق بحربها في اليمن، وتوشك على التسليم ومطلبها التعجيل بإنهاء الحرب، خصوصا بعد هبوط اسعار النفط وتدابير جائحة كورونا التي ستؤثر على الاقتصاد، وانشغال اميركا والمجتنع الدولي بشئون بلدانهم بعد الجائحة، والخلافات الداخلية العاصفة التي لا تخفى بين اجنحة العائلة المالكة. 

او ان الامر كالتالي: ان المحادثات بين الحوثي والمملكة قد وصلت إلى طريق مسدود. فاراد الحوثي ان يستغل الحدث ورأى فيها فرصة ان يظهر قوته التفاوضية ويبدو من ناحية اخرى كانما "وطنيا" وحريصا على اليمن وشعبه، رافع لشعارات تدغدغ الشارع اليمني، مثل: "الحفاظ على وحدة اليمن واستقرار اراضيه" "استفتاء الشعب اليمتي على اي اتفاق" دفع التعويضات وجبر الضرر للمتضررين، وضمان دفع الرواتب لعشر سنوات قادمة من قبل التحالف، "اسقاط الديون عن اليمن" إعادة الكهرباء والاخيرة لا ادري لماذا حشرت مع أنها اجراء اداري تقني!. ولكنه ادرجها من ضمن وسائل الدغدغة الشعبية. وكل نقاط الرؤية التي وضعها على طاولة العلن ليست اكثر من وسيلة تسويق وتظهير لصورته وتصفير لجرائم حربه. واقتناصا تحويريا للمحادثات التي ربما فشلت بين الطرفين أو وصلت إلىطريق مسدود كما اسلفنا.

  وينتظر الطرفان اي الحوثي والمملكة ظرفا او ألية جديدة لمواصلتها.

----------- 

*يتبع قراءة من زاوية تخص الجنوب واطراف الشرعية