آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-09:47م

ماتت الضمائر فقتلوا جواهر

الأربعاء - 01 أبريل 2020 - الساعة 07:25 م

فهد حنش
بقلم: فهد حنش
- ارشيف الكاتب


عندما تختل القيم الإنسانية وتنتزع الرحمة من قلوب بعض من وصفوا بملائكة الرحمة، فعلى الدنيا السلام.

بدأت قصة الطفلة الضحية جواهر ألسوري التي تبلغ من العمر أربع سنوات من العناية المركزة في مستشفى الصداقة التي أدخلت إليها في 22 مارس 2020م حيث كانت تعاني منذ عام من مشاكل في الجهاز التنفسي وصعوبة في التنفس، فاستغل احد العمال الصحيين في المستشفى الحالة الصعبة للطفلة ليقوم بتصويرها فيديو ونشره إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي لترويج شائعة إصابة الطفلة جواهر بفيروس كورونا، وتصنيفها بأول حالة إصابة في البلاد، وبدلا من ان تقوم إدارة المستشفى بالتحقيق في واقعة التصوير والنشر وترويج الشائعات الكاذبة سيما وأن إدارة المستشفى على يقين تام من الحالة الصحية للطفلة جواهر.. الا أن الدكتورة المناوبة في قسم العناية المركزة في مستشفى الصداقة طلبت من والد الطفلة إخراجها من المستشفى مدعية ان بقاء الطفلة في الصداقة سيعرض حياتها للموت.

حاول أهل الطفلة جواهر اسعافها وهي في حالة حرجة إلى المستشفى الالماني ولم يقبلوها، ومن ثم تم اسعافها إلى مستشفى خليج عدن ولم يقبلوها، فاسعفوها إلى مستشفى صابر، ومستشفى الوالي، ومستشفى البريهي، ومستشفى الجمهورية، فرفضت جميع المستشفايات قبولها بحجة إصابتها بفيروس كورونا وفق الفيديو المسرب من مستشفى الصداقة.

أضطر أهل الطفلة نقلها إلى مستشفى الأمل المعد للحجر الصحي لعل وعسى ان تحصل الطفلة على التنفس الصناعي ولم يسمح لها بالدخول بحجة ان المشفى غير مجهز لاستقبال اي حالة.

وبعد أن استائت حالة الطفلة جواهر أدخلت إلى مستشفى ال بي بي في البريقة وهي في غيبوبة لتنتقل روحها الطاهرة إلى باريها في 28 مارس 2020ن على أثر الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرضت له من قبل مستشفيات عدن الحكومية والخاصة.

لقد شكلت جريمة قتل الطفلة جواهر من قبل اولائك الاطباء المؤتمنين على أرواحنا صدمة مروعة هزت الضمير الانساني وتحولت إلى قضية رأي عام بعد البلاغ الذي تقدمت به أسرة الضحية جواهر ألسوري إلى الجهات المعنية المنظمات الحقوقية والري العام.

نأمل من الجهات المعنية ممثلة بوزارة الصحة العامة ووزارة الإعلام وأجهزة الضبط القضائي والمنظمات الحقوقية والإنسانية التعاطي بجدية مع هذه الجريمة لردع المستهترين بحياة البشر وتجريم نشر الشائعات والترويج لها، ومحاسبة وسائل الإعلام التي نشرت الفيديو المسرب، ومن قام بتصويره ونشره باعتبارهم شركاء في جريمة قتل الطفلة جواهر.