آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:15م

بين تهديدات النفير و تغريدات السفير..الجنوب على مفترق الطرق !

الأحد - 22 مارس 2020 - الساعة 03:14 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


عندما اعلن الحوثيون إنقلابهم على الرئيس هادي ، قاموا بمهاجمة القصر الجمهوري و من ثم عزل الرئيس و محاصرته بمنزله ، ولم يكن هناك من مكان مدافعا عن الرئيس الا افراد الحماية الرئاسية من ابناء المحافظات الجنوبية ، فالجيش وقوات الأمن هناك قد انقسمت في ولائها للزعامات الشمالية ، فكانت مقسمة مابين محسن و الحوثي وصالح ، وحين كان هادي يقاوم الضغوط الحوثية حرصا و حفاظا لمصلحة الوطن ، كانت تلك الزعامات ، تتسارع خطاها في مفاوضات وعقد تحالفات لما بعد هادي ، تناست القيادات العسكرية قسمها ، تناسى الزعماء الوطن و دستوره ، تناست القبائل وشيوخها هناك اعراف القبيلة ، ولم تهرع لنجدة الرئيس و فك حصاره ، صمت الشعب هناك و صمت هيئة علمائهم ومشرعيهم و شيوخ سلفييهم ، صمتوا و كأن الأمر لا يخص رئيسهم الشرعي و ولي امرهم ، لكن الله كان خاذلهم و أفلت الرئيس من طوق حصارهم و مؤامرتهم وخذلانهم .

في اوآخر مارس 2015م شن الشماليون حرباً لإجتياح الجنوب و أكررها (الشماليون) لأن الغزاة كانوا من ابناء كل محافظات الشمال و لم يكن من بينهم جنوبياً واحدا ، وبالمثل قاوم ذلك الإجتياح كل ابناء محافظات الجنوب و لم يكن من بينهم شمالياً واحدا ، وحقق الجنوبيون النصر و حرروا محافظاتهم بعد دعم التحالف لهم.

إلى جانب دعم التحالف ، في الحرب كانت قوة المقاومة الجنوبية تكمن في وحدة الصف الجنوبي ، الأمر الذي لم يكن مرضياً لقوى الشمال ودول التحالف و الأقليم ، لذا فخلال سنوات ما بعد التحرير عمدت تلك القوى إلى ضرب وحدة الصف الجنوبي و وجدت ضالتها في بعض الجنوبيين الأُجُراء ، قادة و نشطاء و إعلاميين ، فنبشوا في الماضي وزرعوا الفتن و المناطقية ، و كانت النتيجة ان الجنوبيين اضعفوا انفسهم و باتوا فريقين شقاة لدى كفلائهم و بالأجر..

فشل الفريقان خلال السنوات الخمس و لم يستطع اي منهما اقناع الشعب الجنوبي بما يتنازعون فيه ، فلا إنفصال تحقق لدعاته و داعميه و لا دولة و وحدة اقنعنا بها جنوبيي الوحدة ، لكنهما نجحا في إستثمار الدم الجنوبي مستغلين عوزه و فاقته ، فجعلوا منه مقاتل بالأجرة.. يقاتل خارج حدوده و داخل حدوده خدمة لمن إجتاحوه مسبقا..
اليوم في عدن القوات الجنوبية تعلن جهوزيتها و نفيرها لقتال القوات الجنوبية بشقره... و اليوم القوات الجنوبية في شقرة تعلن المناورات و الإستعدادات لقتال القوات الجنوبية بعدن... اليوم علي محسن و طارق عفاش ابناء الشمال يتجولان في مدن الجنوب ، بينما ذلك ممنوعا ومحرما على الميسري و الزبيدي... اليوم السفير السعودي يغرد مهددا و متوعدا الجنوبيين وحدويين و إنفصاليين ، بل ويسعى للقضاء عليهما و تكوين بديلا عنهما ولائه له و ليس للجنوب او لهادي.. فماذا أنتم فاعلون؟!

وحدوا صفوفكم حاليا ، فالمخاطر تحدق بالوطن ، وبعدها سيقرر شعبكم لإنفصال بضم الكل او وحدة و انتم اقوياء..