.
. بقلم أ.د.محمد احمد السعيدي
.. الحلقة الثالثة
.
. و كانت قمة العطاء في حكومة المرحوم الدكتور فرج بن غانم حيث شكل الاثنان ثنائي قوي امام قوى الفساد.
. فقد شهدنا تغييرا نوعيا في اداء مجلس الوزراء فور تعيين المرحوم الدكتور فرج بن غانم رئيسا للوزراء وتعيين الدكتور عبدالكريم نائبا لة حيث تحول الجهاز التنفيذي للمجلس الى خلية نحل قامت فيه الادارات المختصه بالرقابه بتوجيه صارم من قبل رئيس الوزراء بدورها الفاعل في متابعة قضايا الفساد و التحقيق فيها و رفعها لرئيس الوزراء الذي بدوره اتخذ كل اجراء ممكن وفق صلاحياتة للحد من تلك التجاوزات . و لا ننسى دور المرحوم الدكتور احمد البشاري و الذي كان حينها وزير دولة لشؤن مجلس الوزراء .
. و الحقيقه انهم لم يكتفوا بتحرير مذكرات فحسب بل كما يلاحظ القارئ من الوثائق المرفقه كانوا يتابعوا الموضوعات بل حتى و يرفعها الى اعلى المستويات . فعندما امتنع وزير الكهرباء و الماء عن تنفيذ امر رئيس الوزراء الدكتور فرج بن غانم و التي تلزمة بتنفيذ توصيات جهاز الرقابه و المحاسبه و تمكين قيادة المؤسسه من اداء مهامها القانونية تصدى له الدكتور عبد الكريم ( بصفته كان حينها قائم باعمال رئيس الوزراء لسفره الى الخارج ) بالزامه بالتنفبذ و لما استمر الوزير في مخالفته ضاربا عرض الحائط بكل الاوامر العليا , اعتقدت انني ساوقعهم في حرج فقد بدا لي الوزير و كانه مسنود من قوى خفيه تجعلة اقوى من رئاسة الوزراء فلم اشا احراج رئيس الوزراء و نائبه مره اخرى فاثرت الانسحاب من المشهد و قدمت استقالتي , و قد فوجئت بالرد المزلزل من قبل الدكتور رحمة الله عليه اخذ القلم و حرر الرساله المرفقه بخط يده لرئيس الجمهوريه فطلبت منه ان لا يرسلها فقد تخلق له مشاكل مع منظومة الفساد فأكد لى انه لا يدافع عني بل عن المصلحه العامه لانه لو نفذت استقالتي وانتصر الفساد بالمؤسسه فان الدول و المنظمات و البنوك المانحه للمساعدات ستوقف تمويل المشاريع في الؤسسة آلتي تعتمد على التمويل الخارجي .
. وفي ذات السياق و لاثبات تفانيه في عملة و مصداقيته و شفافيته و تحليه بفظيله الرجوع الى الحق, اذكر انه بعد ان حقق الفساد اكبر انتصاراته بازاحة الطاهر فرج بن غانم و تصعيد راس الفساد الى منصب نائب رئيس الوزراء و بدا الفرز الممنهج من قبل مؤسسة الفساد لملاحقه كل الشرفاء و التضييق عليهم و ازاحتهم من اعمالهم . حينها كنت قد تخليت عن العمل الحكومي و تفرغت للعمل في جامعة العلوم التطبيقيه , حينها كنت قد سمعت ان راس الفساد هذا ذكرني في احد مقايله مهددا انه لن يسمح لي بتحقيق اي نجاح في الجامعة و انه سيلاحقني و يفسد عملي اينما كان و سيبدا باغلاق كلية الطب لانها اكبر كليه تفخر بها الجامعه .
. و فعلا نفذ تهديده فما هي الا ايام حتى اصدر مجلس الوزراء قرارا بناء على وشاية نائب رئيس الوزراء هذا باغلاق الطب بالجامعات الخاصه و عدم قبول خريجي الجامعات الاهليه بالوظائف الحكوميه والغاء العمل بالاتفاقيات التي عقدتها الجامعة مع الجامعات العربية والاجنبية .
على اثر ذلك تحرك اتحاد الجامعات الاهليه وكلفني انا و د.طارق ابو لحوم بمتابعة الموضوع ، و طلبنا انا والمرحوم د. طارق سنان ابو لحوم مقابلة مع رئيس الوزراء الدكتور عبدالكريم حينها باعتبارنا ممثلين لاتحاد الجامعات الخاصة و لم تكن المفاجاه حالة الغضب الشديد التي قابلنا بها رئيس الوزراء و حسم القظيه باليمين بان لا يبقى طب في الجامعات الاهليه و هو على كرسي الرئاسه , بل ان المفاجاه الحقيقيه تمثلت في حالة التد ليس و الكذب من قبل رئيس مؤسسة الفساد حينها و الذي استغل وقفه امام مجلس الوزراء من قبل بعض الاطباء يبحثون عن عمل في الحكومه و صور لمجلس الوزراء ان الجامعات الاهليه فتحت كليات طب بدون ترخيص و بدون معاييرووو......الى اخر الاكاذيب.
. و لما عرف رئيس الوزراء انهم دلسوا عليه و على المجلس زورا وبهتانا بعدم وجود ترخيص ولما تأكد من حقيقة ان الجامعتيين الاهليتين التي فيها طب بشري حينها لديها ترخيص رسمي من الوزاره حينها امر بتشكيل لجنه دوليه محايده و فعلا وصلت لجنة من منظمة اليو نسكو و من جامعة ليفربول البريطانيه و ماهي الا بضع اسابيع حتى دعونا لاجتماع في منزل وزير الصحه برئاسة رئيس الوزراء و بحضور وزراء الصحه و التعليم العالي و الخارجيه و مسئولين اخرين . و تم قراءة التقرير و الذي نص على توصية باغلاق كليات الطب في كل الجامعات الحكوميه عدى جامعة صنعاء على شرط تخفيض عدد المقبولين الى حدود الطاقه الاستيعابيه للجامعه و هي 60 طالب و جامعة عدن 40 طالب بينما اوصوا باستمرار الطب بالجامعتبن الاهليتيين بل و زادوا بالاشاده بالمستوى الممتاز لطلاب الطب في جامة العلوم التطبيقية بزيادة 10% بالمقارنة مع الجامعات الاخرى . و فعلا اعادوا طرح الموضوع مع التقرير على مجلس الوزراء الذي الغى قراره السابق مؤيدا استمرار تدريس الطب في الجامعات الخاصه .
. قد يبدو هذا الامر طبيعي لدى البعض باعتبار انه من صميم اختصاص اي مسؤل و لكن بالمقارنه مع ما حصل فيما بعد يظهر للقارئ الكريم مدى عظمة الرجل .
. فما ان تمكن راس الفساد من الجلوس على كرسي رئيس الوزراء حتى كرس كل مقدرات الدولة لتد مير كل ما تبقى من قوى خيره شكلت او كانت تشكل عائقا امام اطماع منظومة الفساد او مئاربا في توسيع قاعدة الفساد . فبدلا من ان يكون هو الحكم باعتباره رئيسا للوزراء صار هو الخصم .
. فحتى ينتقم من رئيس جامعة العلوم التطبيقيه وحتى يبعد التهمة عن شخصنة القرار لان كل المسؤولين حينها يعرفون عدائة مع رئيس الجامعة لانة كان يقف امام اطماعة الفاسدة قبل ان يحالفة الحظ ويصبح رئيس وزراء , اصدر قرارا باغلاق كافة الجامعات الاهليه دون رادع من ضمير او حتى يضع اعتبار لما يترتب على هكذا قرار من تشويه بسمعة التعليم في اليمن و حتى سمعة الدوله . و عندما قابلناه انا و ثلاثه من رؤساء الجامعات كممثلين لاتحاد الجامعات الاهليه استخدم كل ما لدية من مواهب في امتصاص غضب الحضور بكلام منمق يشبه السحر و كانه يعتذر و يتاسف , بل و ذهب ابعد من ذلك موكدا انه ليس عيب ان تكون الجامعات ضعاف فجامعة هارفارد افضل جامعه بالعالم بدات بشقة صغيره ووو...............الخ على حد تعبيره .
وودعنا وداعا جميلا و كانه يعتذر عما حصل و مع ذلك لم يفي باي وعد . فقد استمرت الته الاعلاميه باعادة نشر القرار و التذكير به في عملية تشويه للتعليم غير مسبوقه و لم يحدث لها مثيل في اي بلد في العالم . و لم يمر وقت طويل حتى تكشف للجميع ان الغايه من هذا القرار لا تعدو كونها عملية انتقام او ثار شخصي من رئيس جامعة العلوم التطبيقية.
.
وقد اعتبرت الحادث الابرز لشخصنة الدوله حيث كرست امكانات و مواردالدولة لخدمة شخص رئيس الوزراء ومساعدتة على الانتقام , فيما يمكن اعتباره اختطاف للدوله و الذي شكل بدايه النهايه للنظام برمته . فعندما تعطل القوانين والنظم والاحكام القضائيه و تسخر كل الامكانات لخدمة مئارب شخصيه في اي بلد فلابد ان ينهار ذلك النظام .
. من هذه المواقف يبدو الفرق جليا بين عظمة الاول و (.فساد...) الثاني . و الحقيقه انه منذ ازاحه اخر امل في غدا افضل و المتمثل في المرحوم الدكتور فرج بن غانم بدى و كانه سيل عرم جديد اخذ يجرف الارض من تحت اقدام هامات الوطن , امثال الدكتور الارياني والدكتور حسن مكي والوجيةووو الخ حتى اصيب النظام بكاملة بالتصحر و الذ بول و الذي ادى الى اصابته في مقتل او انهيار امام جماهير الثوره في 2011م .
. وقد كان الدكتور وامثاله من اوائل من شعر بفداحة مايجري واذكر انني كنت في زيارة الدكتور عبد الكريم في منزله عندما حضر لزيارته دولة الاخ المناضل الدكتور حسن مكي رحمة الله تغشاه . فبعد اداء واجب السلام والتحيه , فوجئت به يوجة للدكتور عبد الكريم سؤال بصراحته المعهوده قائلا : هل تعلم بقرار اغلاق جامعة العلوم التطبيقيه ؟ فاجابه الدكتور عبد الكريم بنعم , فرد عليه الدكتورمكي لماذا لم تكلم باجمال يلغي قراره . فالجامعة من افضل الجامعات كما تعلمون , واغلاقها يعتبر خساره وطنيه . فرد عليه الدكتور عبد الكريم قائلا : كلامك صحيح ولكن لاجدوى من الحديث معه لانه اتخذ القرار انتقاما من الدكتور محمد السعيدي وليس لاي سبب موضوعي يخص الجامعه .
. فرد الدكتور مكي قائلا : الدكتور السعيدي قدم خدمات جليله للوطن ولايجب ان نتركه وحيدا ... فالواجب يحتم علينا الوقوف معه ومساعدته ... فسرعان مارد عليه الدكتور عبد الكريم قائلا انت تعلم ان باجمال لايابه بالمصلحه العامه ولايهتم الا بمصلحته الشخصيه .
. كنت احسب ان الموضوع سيتوقف عند هذا الحد و فوجئت بالدكتور مكي باصرار العظماء يواصل قائلا باعتبار باجمال مؤخرا عين امينا عاما للمؤتمر الشعبي العام وربما لووضحتوا له ما للدكتور السعيدي من بصمات و ادوار بنائه في المراحل المختلفه من تاسيس و تطوير المؤتمر الشعبي العام , ربما قد يحمله ذلك عن التوقف عن استهدافه او الاضرار به ... و بكل تلقائيه اجاب الدكتور قائلا: و من قال انه يابه بمصلحة المؤتمر الشعبي او يعيرها اي اهتام يذكر.ج