آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

من لودر إلى العتيبي و حبتر

الجمعة - 07 فبراير 2020 - الساعة 12:59 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


    طيلة فترة الخمس سنوات العجاف من عمر الحرب في بلادنا ، كانت الحكومة الشرعية قد جمعت حولها لفيف من ( المطبلين) الإعلاميين ، وكانت قد اوكلت إليهم مهمة تلميع الحكومة و الترويج لها داخلياً وخارجيا ،  وبما انها تعلم أنهم من صنيعتها و تعلم نفاقهم و كذبهم ، الا انها قد اكتوت بنارهم في نهاية المطاف ،  فعلى مدى الخمس سنوات الماضية كانت اقلام و عدسات هؤلاء تنشر البطولات الملحمية لجيش الحكومة الشرعية ، ولدرجة ان الحكومة نفسها قد صدقت ما ينشرون ،  وفي اقرب مواجهة حقيقية على الواقع اتضح زيف ما يدعون و بانت الحقيقة و ان ما كان يكتب هؤلاء الا الوهم ،  كان بالإمكان تلافي الأخطاء و تصويب الأمور لو ان الحكومة كانت تستمع و تقرأ لاصوات و كتابات العقلاء ،  بل وزادت فوق هذا انها كانت تخونهم و تحسبهم على إطراف اخرى.

  قبل ايام تناقلت مواقع و منصات التواصل الاجتماعي خبرا لدعوة قائد التحالف الطيار مجاهد العتيبي و ناصر حبتر مسؤول اعلام التحالف و كان ذلك جميلا و مرحبا به كونه سيسهم في التعاون إلايجابي بين الطرفين من باب النصح و النقد الموضوعي البناء ،  الا ان سجالات و تغريدات بين حبتر و بعض الإعلاميين قد كشفت الهوة بين الطرفين و ان هناك خلل ما، لم يؤسس لعلاقة متينة و شفافة و الخوف ان يكون حبتر اراد ان يكرر تجربة الحكومة الشرعية في صناعة المطبلين لها.

    لودر مدينة تقع إلى الشمال من عدن ، وتبعد عنها بمسافة تقارب ال150 كم ، وحالياً يقارب عدد سكانها ال100 الف نسمة ،  وتعد العاصمة الاقتصادية و التجارية لمحافظة ابين ،  يعتمد سكانها  على شراء مياة الشرب ،  و يعادل سعر الوايت او البوزة الواحدة نصف مرتب المتقاعد ، ناهيك ان هناك أسر كبيرة قد تحتاج لإكثر من وايت ،  كانت دولة الإمارات العربية عن طريق الهلال الاحمر الإماراتي قد بدأت بالمساعدة في حل المشكلة تلك و قامت بتمويل مشروع للمياه و أنجزت أغلب مراحله و لم يتبق منه الا مرحلة أخيرة و هي مد انابيب و مواسير المياة من المشروع إلى المدينة ،  الا انها بمغادرتها للبلاد توقف انجاز ما تبقى من هذا المشروع ..

  وبما ان لودر قد تعرضت لحربين الاولى كانت مع تنظيم القاعدة  كان قد سيطر عليها و الاخرى خلال مواجهات الإجتياح الحوثي للجنوب في 2015م ، لذلك فإن غالبية نسائها امهات وزوجات و اخوات لشهداء، وقد عزفن عن إرتداء الملابس الجديدة و لم يعدن يرغبن بنقش الحناء على كفوفهن،  و هن و أطفالهن اردن نقل رسالتهن إلى القائد العتيبي و صاحبه حبتر ،  أنهن لسن بحاجة لدورات الخياطة و تعليم نقش الحناء  و أن من اراد مساعدتهن فعليه باستكمال و إنجاز ما تبقى من مشروع المياة و لا يردن غير ذلك.

  هل سيفعلها العتيبي او حبتر و يكون هدهدنا إلى حكومته ام ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها..