آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

شجاعة العيسي

الخميس - 06 فبراير 2020 - الساعة 04:20 م

محمد أحمد بالفخر
بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


 

كثيرا ما نسمع من أصحاب رؤوس الأموال والمقربين حولهم العبارة الشهيرة (رأس المال جبان) وعادة ما تستخدم للتهرب من كثير من المواقف الوطنية والإنسانية والمواقف التي يفترض لأصحاب المال دورهم الإيجابي والذي لو اتخذوه لربما تغيرت الكثير من المسارات السياسية ولتحول هذا الدور الإيجابي تنميةً وازدهارا لأوطانهم ومجتمعاتهم وعشائرهم، وقد استغل دهاقنة السياسة وذئابها المتوحشة هذا الخوَرَ والجُبنَ لا أقول عند البعض بل الكثير لخدمة هذا الحاكم او ذاك المسؤول المتسلّط على مقاليد هذه المحافظة او تلك وقد رأيت بنفسي وسمعت عن حوادث كثيرة تصلحُ استشهادا لهذه المقدمة، في أحد المجالس ذات ليلة في نهاية العام 2003م يتحدث أحدهم متباهيا ان الزعيم اتصل عليه وقال له اننا امام استحقاق انتخابي هيا همتكم والاّ حيفوز الحزب المنافس ومعاد بش استثمار، فقال المتحدث ركبت طائرة خاصة واحضرت شنطة بيدي فيها ثلاثة مليون دولار وسلمتها إياه،

 

وتلك شخصية أخرى من فئة المليارديرية يبعدون موظفا لديهم ضحّى معهم عقدا من الزمن إرضاء لذلك المحافظ وقالوا له لا بد ان تكون كبش فداء،

 

وذاك المحافظ ذاته وفي العام 2006م جمع التجار والمقاولين ممن ينتمون جهويا الى جهته فطالبهم من خلال توجيه مناطقي وعنصري بغيض بتسخير امكانياتهم واموالهم لنصرة الزعيم والا لو فاز المنافس فلا مكان لكم هنا بعدها،

 

 وأكتفي بهذه الاستشهادات خشية الاطالة.  

 

 (عبارة أن رأس المال جبان) جعلها الشيخ احمد العيسي تذهب ادراج الرياح فرأيناه يقف مع الوطن وشرعيته بعد سقوط صنعاء في أيدي المليشيات الانقلابية وكان بإمكانه ان يمسك العصى من المنتصف ويقول كما قال عبدالمطلب القرشي (أنا رب ابلي وللبيت رب يحميه) كما فعل الكثير لكنها الشجاعة والشهامة والرجولة قالت هذا زماننا فكان في مقدمة الداعمين للشرعية وللمقاومة ومازال،

 

خاض غمار السياسة من أوسع أبوابها وبذل جهودا حثيثة في انشاء الائتلاف الوطني الجنوبي كأحد المكونات التي تحمل القضية الجنوبية التي تسعى بالسير بها الى مسارات الحل السلمي بعيدا عن الانفاق المظلمة التي تحاول بعض الأدوات جرّها اليها،

 

وهذه بحد ذاتها تعتبر شجاعة ومثابرة من رجل اعمال جعل الوطن همه وفوق مصالحه الذاتية.

 

شدّ انتباهي حوار الشيخ احمد العيسي مع صحيفة الفجر المصرية المنشور قبل يومين وبعيدا عن الجانب الرياضي فالأجوبة الأخرى أكدت ما أشرت اليه فقد حددت وجهته ومساره السياسي بما اتفق عليه اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني (يمن اتحادي بأقاليمه الستة) الذي شاركت فيه اغلب مكونات المجتمع اليمني وقواه السياسية الفاعلة والمؤثرة

 

والتي توصلت الى هذا المشروع وأن الوحدة بحد ذاتها عمل عظيم وكبير وهي أساس القوة وان ما حصل فيها من تجاوزات واخطاء يتحمل مسؤوليتها من اساؤوا ادارتها وليس الشعب اليمني. وأن الأقاليم الستة هي فرصة للنهوض والتنافس فيما بينها ليقدم ما هو الأفضل لإقليمه

 

وأن أجمل ما عبر به الشيخ عن طموحه قال (أن أرى وطني آمنا مستقرا عزيزاً وأن يكون لي شرف المساهمة في ذلك،

 

وأن موقعي كرجل أعمال واقتصادي لم يمنعني من اعلان موقفي السياسي والتضحية في سبيله فعندما يتعرض بلدي للخطر فما قيمة المال ان كان دافعا للنكوص عن الانتصار للوطن)

 

وختاما وقالها الشيخ احمد العيسي بكل وضوح وبتحدي لكل من يروج تهم الفساد ضده بأن يثبت بالوثائق والمستندات مخالفة واحدة او اعتداء على أحد او نهب لأموال الدولة، فصنعاء والحديدة وعدن تحت سيطرة المناوئين له فهل اثبتوا دليلا واحدا؟