آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

لماذا انحسرت الحركة الفنية بعدن؟

الخميس - 06 فبراير 2020 - الساعة 07:03 ص

هدى العطاس
بقلم: هدى العطاس
- ارشيف الكاتب


شهد الجنوب ابان حركة النضال التحرري ضد المستعمر البريطاني وبالتوازي معها، تحديدا "عدن، والمكلا" حواضر الجنوب الرئيسيتان، شهد ازهى فترات الحركة الفنية واكثرها زخما. مازلنا نجتر نتاجها وابداعاتها إلى الآن. واستمرت لها الامر قليلا في حقبة الاشتراكي، ولكن مقتله انه كان فنا موجها، ببهوت اكثر وإبداع إقل، حتى وصلت إلى الجفاف التام بعد الوحدة المشئومة.
ولكن السؤال الاهم لماذا لم يرافق الحراك الجنوبي كحركة نضالية كذلك اي حراك فني وثقافي، عدا اغاني الفنان "عبود خواجة" وهي في الغالب على جمالها وإلداعها اغان ثورية ففط، ومؤخرا خفت حتى هذا المنهل العذب للاسف.
بينما العكس يحدث الآن في الشمال وحينما اقول الآن اقصد في فترة الخمس سنوات الاخيرة التي سيطرت فيها مليشيات الحوثي ورغم اغلاق الاخيرة للحياة الاجتماعية، والتاكيد على انها ليست عنوانا للدولة المدنية، غير ان المبادرات الشخصية للفنانيين كالاخفشين والسمة ومحب الخ، انتجت لنا اغان جميلة، يجد فيها اليمنيين بعض ضالتهم الفنية، كل حسب ذوقه وميوله.
فماذا حدث للجنوبيين، لما كل هذا العقم الابداعي؟!
من وجهة نظري هناك ثلاثة اسباب رئيسية:
١_حمولة التعتيم الثقافي والفكري التي مارسها الحزب الاشتراكي وسحبت نفسها على كل مناحي الفن والابداع.
2_ الوحدة المشئومة التي جرفت الحياة الابداعية والفكرية والثقافية في الجنوب، وهمشت المبدع الجنوبي وعزلته عن مواقع القرار الثقافي وعن الاحتكاك بالعالم وحشرته في فقره وعوزه، لحساب مبدعي مركزها المقدس "صنعاء" وبقية مدن الشمال كتعز. حتى ان الوفود الثقافية التي كانت تذهب للمشاركة في الخارج يندر ان يشرك فيها او يدعى اليها مبدع جنوبي.
3- تغيير البيئة الاجتماعية زالثقافية الجنوبية وتحويلها عن عمد وقصد وترصد إلى حاضنة للتخلف والجهل، وانتشار الافكار التكفيرية والتطرف والسلوك المتشدد.
فماذا نحن فاعلون إزاء هذا الواقع المحزن والمزري؟
فالامم تعرف بثقافتها وفنونها ومبدعيها، عدا انه لا يمكن ان تشيد مجتمعات سوية بسواهم.
وليتكم تثرون المنشور باسباب اخرى غابت عني لعلنا نعرف خارطة العوار ربما نبحث ونسعى لعلاجه.معا.