آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-11:33م


اتفاقية الرياض التي غيرت موازين القوى

الأربعاء - 05 فبراير 2020 - الساعة 02:22 م

حكيم الشبحي
بقلم: حكيم الشبحي
- ارشيف الكاتب


هذة الاتفاقية التي استفاد منها الأضعف وخسر فيها الأقوى 

ماعجزت مكونات حكومة الشرعية ان تحققه بسلاحها على الأرض حققته باتفاق الرياض على الأوراق .

ان تاريخ الصراع السياسي في البلاد فيما بين القوى المتصارعة منذو الماضي البعيد فتح مجال لحسم تلك الخلافات من خلال القضى على الخصم أو اقصاه من الشراكة في الحياة السياسية
هذا التاريخ الطويل من صراع البقاء جعل قوى محدودة هي المتربعة على كراسي الحكم والتسلط تتناوب على مؤسسات السلطة غلبة بغلبة قد تطول فترة كل فصيل أو تقصر ولكنها لاتسمح لتيار جديد ان يشاركها
وهذا الانفراد مكنها من اكتساب خبرات واسعة في دهاليز الخبث السياسي وساعدها في الانتصار على أي قوى جديدة تحاول النهوض والنضال من أجل بناء الدولة العادلة التي تظمن حقوق الشعب بمختلف مكوناته السياسية

وما جرى في حوار الرياض
اظهر ان الكيانات الحديثة برغم سيطرتها على واقع الأرض وتفوقها الا انها سرعان ماتنخدع عند الجلوس على طاولة الحوار امام القوى العتيقة التي لها صولات وجولات بالمكر والدهاء وقد تمرنة وتشبعة بالتجارب والخبرات الطويلة في كسب جولة الحوارات السياسية مع الخصوم وادخالهم في فخ وقيعتها

والمتابع لتلك الدوامة من الصراعات يشعر بأنها لم تحمل مبادئ حزبية أو دينية وإنما تحمل هم الوصول إلى السلطة مستخدمة الأقنعة الدينية والحزبية والقبلية لتحقيق ذلك الهدف
لهذا عند وصول أي تكتل لقمة السلطة يسعى إلى بناء دولة تستوعب هذة القوى ذات الاتجاهات المتناقضة كما تبدو ليظمن بقاءه في الحكم

فما نعيشه اليوم من حروب وصراعات متشعبة هو تأكيد على ذلك
فالهم الوحيد لهذة القوى هو كيفية الوصول إلى كرسي الحكم حتى وان ظهرت لنا حاملة لشعار الدين فهي منقسمه على بعضها حينا ومندمجة حين آخر بحسب ماتفرضه المصلحة والمكاسب
فترمي بقيمها الدينية والحزبية إلى عرض الحائط
فليس بغريب أن نجد كل الأطراف المتصارعة ( حوثي وإصلاح ومؤتمر ) ستجتمع في خندق واحد وعلى طاولة واحدة لمواجهة خصومها الجدد .