آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:11ص

في البعد تُدْرَك المحبة...

الإثنين - 03 فبراير 2020 - الساعة 09:52 ص

هدى العطاس
بقلم: هدى العطاس
- ارشيف الكاتب


في البعد تُدْرَك المحبة...
يقال انه قد مر شهر على غيابك...

سامية الحداد
هل غبتٍ حقا؟
لماذا أنا لا اتذكرك إلا حاضرة متدفقة بضحكة طازجة.
تلك الضحكة التي اطلقتيها في ارجاء ساحة باذخة ذات امسية حينما اضطررنا معا دفع مايقارب 40 يورو ثمنا لكوبي شاي اخضر، وفي اللحظة التي كنت تجادلين "الجرسون" على السعر، تناهى إلى سمعنا عزف موسيقى "فالس" يرافقه كورال سيمفوني، من احد منصات الفرق الكلاسيكية المتناثرة في تلك الساحة، لذنا بالصمت مقلدات شخصيتي شابتين ارستقراطيتين "كلاس"عشن جل حياتهن في قصر نبيل نمساوي. دفعنا الفاتورة للجرسون ونحن نحاول إدعا انصاتا ملهما للموسيقى! وفجأة انطلقت ضحكتك الطازجة الرنانة. والحقتيها بتعليق ساخر: والله انه الزوامل حقنا أحلى..

لم انعكِ في مفتتح الصباح "اليانايري" الحزين ولن افعل يا سامية.
وااااااااه غاليتي: هل تعلمين كم كان مزلزلا ان أقرا خبر رحيلك على صفخات وسيلة عامة "الفايسبوك" وانت من كنت لي خاصة جدا. لن اقول لك سوى ان الأحرف كانت رؤوسا مدببة ادمت اعيني.
اعلم أننا قد تباعدنا في السنوات الاخيرة دون خلاف او قطيعة او غضب بيننا، ودونما تلويحة كذلك، فقط أتخذت كل منا وجهة مختلفة، وابتعدنا لتذهب كل واحدة في مسارها، وكانما بهدوء مُحيت تلك الخطوط التي قاطعتنا لسنوات، صديقتين متلازمتين تشاركا الاحلام والذكريات، والدموع والضحك، ولحظات الدعة وغمرات الركون الى صديق صدوق. .
اتعلمين، سابثك امرا ارجو أن لا يغضب روحك التي عرفتها مرحة بهيجة، لقد لقد ساعدني تباعدنا وجفاؤئنا، تغلبت به على فكرة غيابك الأبدي، بهذه الحيلة، او الصنيعة القدرية، لربماهي مصادفة هيئتها عناية الله ولطفه بي، ولطالما حدث هذا معي قبلا، حينما تعلقت بآناس آخرين، وإذ بقطيعة ما تحدث بيننا، وإذ بنعيهم يصلني بعد اشهر قليلة، واصدقك القول لم اشعر بفراقهم او غيابهم كثيرا وفي الحقيقة -هذا ما أردت ان ابثك اياه- وان بدا جارحا بعض الشيء ولكن لقد تعودنا ان نصارح بعضنا، لقد تلهىت بأصطناع وجودا لهم بما ان الفراق قد حصل بيننا وبما انهم قد كانوا غائبين، فان وجداني غير المصدق ولا المتقبل لغيابهم اخترع أماكن في هذا العالم وافترض انهم لربما مختبؤن فيها، يحاول وجداني الكسير ان يهرب إلى وسيلة تشبه التحنيط ليبقي عليهم حاضرين ولو في وضع القطيعة، فهي اهون من غياب لا رجاء فيه لعودتهم.
هل ابدو انانية بهذه الحيلة يا صديقتي؟ لايهم.. فا انا لا اقوى على مواجهة ألم الفجيعة القاطعة.
إذاً هكذا الأمر، نحن متباعدتان، وانت موجودة في مكان ما من العالم، ساتخيلك تكدين جادة في عمل ما كعادتك، او تلهين ضاحكة ساخرة كعادتك ايضا، او لعلك تمارسين وعضا على احدهم وأنت أول الشاكين في تلك العضة! اتذكرين؟ ها انا ابتسم، وسافعلها، كلما تذكرتك، ولسوف اتذكرك دائما اعدك، فلست انت ممن ينسى. ومن مكانك حيث اكيدة تراقبيتي ستتاكدين انني أفي بوعدي.
سلام لك حية في مخباك ذاك في مكان ما من هذا العالم، انها قلوبنا نحن من احببناك وسنظل.