آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-09:55ص

حريق كريتر

الإثنين - 03 فبراير 2020 - الساعة 08:11 ص

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


اندلع حريق في أحد بيوت كريتر حارة حسين و كان هذا الحريق كبير التهم بناية من أربعة أدوار وذهب ضحيته نساء واطفال بين قتلى وجرحى . هذا الحريق هو جرس إنذار لما تم فعله بكريتر من دون مسئولية من أحد ودون تفكير او محاسبة .

هرعت ست سيارات إطفاء نحو موقع الحريق لكنها وجدت صعوبة كبيرة في احتواء هذا الحريق وبقي يمتد لساعات وساعات ورجال الإطفاء يحاولون الوقوف أمامه وإخماده . لكن لا أحد ممن يدعون مسئوليتهم عن حياة المواطن سوف يحاسب نفسه لما يحدث وسيحدث .

فرح الكثير من الناس برصف شوارع كريتر بالحجارة او الإسفلت دون أن يسأل أحد نفسه ماذا فعل ذلك الرصف بمخارج المياة التابعة للدفاع المدني والتي كانت متواجدة في كل شارع وحي بكريتر وعبرها يتمكن رجال المطافي من شبك خراطيم المياه بها ومواصلة الإطفاء دون توقف ودون الحاجة إلى التزود بالمياه من أماكن أخرى .

الرصف الذي فرح به الجميع واستغله اصحاب النفوذ اخذ في طريقه تلك المخارج التي كانت سببا اوليا في نجاح مهمة رجال المطافي البالغة الأهمية في إنقاذ الناس في ساعات الخطر بالسيطرة على الحريق في أسرع وقت وأقل خسائر ممكنة . لكن عدم المسئولية وحالة الا مبالاة التي يعاني منها مسئولينا حرمت كثير من الضحايا من فرص النجاة ولو بالحد الأدنى وجعلت مهام رجال الأطفاء والدفاع المدني أكثر صعوبة في ظل عدم توفر المياه و شوارع عدن الضيقة .

شوارع كريتر ايضا تلعب دور كبير في تفاقم المشكلة فإلى جانب ضيق الشوارع في كثير من الأماكن يأتي افتقار المواطن إلى الإحساس بالمسئولية . فكثير من المواطنين قام ببناء عشوائي على أساس ( خرجات ) أمام منازلهم باعتبار أمام منازلهم ملكية خاصة فأعطوا لأنفسهم الحق في بناء إضافي كان سبب رئيسي في تضييق الشوارع و إعاقة حركة المرور للسيارات العادية فمابالكم بسيارات الإطفاء والدفاع المدني . إضافة إلى سلوك أصبحنا نواجهه كثيرا بتعمد أصحاب المحلات والساكنين إلى ترك سياراتهم فوق الأرصفة وعلى( أركان) الشوارع قاطعين أي فرصة لسيارات الأطفاء بمحاولة المراوغة للوصول بوقت أسرع مما يمكن .

يساهم المواطن إلى جانب التخطيط السيء واللامسئول ، إلى جانب سائقي السيارات المستهترين الذي لايجدون في أنفسهم حرج في تجاهل إلحاح سيارات الإطفاء والإسعاف ولايجدون في أنفسهم ذرة مسئولية تجاه كل إنسان في موقف خطر ينتظر النجاة ويكون هو سببا من أسباب عدم إنقاذه .

رجال الإطفاء وحدهم بسياراتهم لايستطيعون الوقوف في وجه الخطر ولايستطيعون تفادي الخسائر ولن يكونوا حيث يجب أن يكونوا وحدهم. يحتاج الموضوع إلى أن يشعر كل مواطن بالمسئولية التي تقع على عاتقه إلى جانب واجب الدولة ومسئوليها إن كان لديهم أدنى احساس بما يقع على عاتقهم من مسئولية .

الرحمة لمن لقوا نحبهم في حريق كريتر والشفاء للمصابين . والشكر لرجال الإطفاء الذين حاولوا جهدهم وبكل قوتهم .. والشكر ايضا لكل سائق سيارة ومواطن شعر بالمسئولية وكان عونا في وقت الخطر .