منذ بداية القرن الماضي شهدت شعوب العالم العديد من الزعامات التي وصفتها باالعظمة كنتاج لحجم المأسي التي عانت منها البشريه جراء الحروب الدوليه والأطماع الاستعمارية . و عند التدقيق فى الأمر نجد أن معظم هؤلاء الزعماء أو من يتصفون بالعظمة على اهمية ما حققوة لشعوبهم من منجزات الا ان ادوارهم في الاغلب محدودة ضمن فريق عمل . أما قادوا شعوبهم في حروب منظمة فيها جيوش متقدمه ومنظمة وفيها قيادات وشعوبهم تتمتع بمستويات من الوعي وتتوفر على الإمكانات والموارد وهم في حالة دفاع عن أوطانهم و شعوبهم وبالتالي فأن دوره يقتصر على كونة مدير عمليات أو قائد اول ضمن فريق من قادة وشعب واعي و متعاون ويعمل في نفس الإتجاه . أو قائد أو زعيم في شعب تواق للتحرر من الاستعمار ، فكل أفراد الشعب يرفض الاستعمار فوقفوا وقفة رجل واحد ضد المستعمر وطردوه وفي كثير من الحالات هؤلاء الزعماء مع الزمن اتضح أن الكثير منهم قام بدور اكبر ضمن ادوار للآخرين . وكثير منهم تبين في ما بعد ان كلما قام به كان لأطماع او لمكاسب شخصيه له وليس لشعبه وبالذات فى الوطن العربي كثير من الزعامات سرعان ما تبين سقوطها في مستنقع اطماعها الشخصيه دونما اكتراث بحالة شعوبها وكرامتهم .
فما أن يستقر الوضع وذهب المستعمر اوقضى على النظام السابق له حتى نرى الزعيم أو القائد اخذ يقزم من الأهداف او يظهر على حقيقتة وبدلا من أن يفكر بحجم الوطن وكيفية إعادة الكرامه والرفاه لابناء وطنه صار يعمل على تنفيذ اجندات مغايرة تخدم مصالحة ومصالح حاشيتة واعوانة و يصبح الشعب فيها مجرد اداة اومطية لتنفيذ مئاربة الشخصية بشكل ضيق ويدوس على كرامة الشعب بأنشاء الاجههزة القمعية وإثارة الضغائن والاحقاد لضمان إستمراريته فى كرسي الحكم وذريتة من بعدة . و مع تراكم وتشابك شبكات المنتفعين من ضعاف الانفس حولة لا يتورعون من ممارسة كافة صنوف الانتهاكات والفساد والا فساد دونما رادع من ضمير ،كل همهم الإستمرار في احتكار السلطة وتثبيت تصلطهم وجبروتهم ، فتزداد معانات المواطنين ويتعمق الجراح الى حديجعل المواطنين يحنوا للعهد البائد .
الا السلطان قابوس هذا الزعيم الذي تجسدة فيه كل معاني العظمة والقيم الانسانية المشبعة بمكارم الاخلاق والولاء الوطني التي تشكل القلب النابض لديننا الحنيف .
فقد كان اكبر همة الحفاض على كرامة ورفاة وعزة وسمعة شعبه ووطنة .
فعندما تخرج من اكاديمية (ساند هرست ) البريطانية كان من الطبيعي أن يعمل كما عمل امثالة بان يعود إلى أحضان أبيه السلطان ليساعدة بأبتداع أحدث وسائل السيطرة والتحكم حتى لوكانت على حساب الإجهاز على كرامة وعزة شعبة ، ومن ضمنها ان يفرح بكثرةالمغتربين العمانيين بالخارج باعتبارهم يشكلوا مصدر هام لدخل اضافي يوفر مصادر جديدة لرفد خزينة الدولة بالاموال والتي تضيف لمصادر قوتة دونما اكتراث لمعاناتهم وبعدهم عن اهلهم ووطنهم
وبهذا يكون قد وفر ضمان اضافي لاستمرار تسلطة على مقدرات شعبه دونما رادع من ضمير او دين او اخلاق .
ولكنه أبى الا ان يكون خادما امينا لشعبة يكرس كل جهد لحفظ كرامة وسمعة مواطنية فوق كل شيء ، فبدلا من أن يسارع الخطى بالعودة إلى سلطنة عمان ، عاد إلى المملكة العربيه السعوديه الشقيقة والتي كانت تستضيف أكبر عدد من العمال العمانيين الطموحين لتحسين مستواهم نظرا لحالة الفقر آلتي كانت تعيشها سلطنة عمان حينذاك . فأبى أن يعود الى الوطن الا مع أبناء جلدته وان يحصنهم في بلادهم وأن يرفع من كرامتهم . فعقد اجتماع مع الجاليه العمانيه في استاد رياضي كبير وطلب منهم الاسراع بالعودة الى الوطن مؤكدا لهم ان الوطن يناشدكم بالعوده وهوا أحوج من غيره الى جهودكم نعود ننمي بلادنا ونعمرها بأيدينا .
وأذكر أن ألذي روى لي القصة اكد أن السلطان قابوس حينها أعطاهم مده محددة للعوده من لم يعد خلال ثلاثه اشهر فلن يجدد له الجواز ولن يقبل لة عذر . وفعلا بعد هذه الحادثه عاد وعاد معه كل افراد الجاليه العمانيه .
كما اذكر قيل لي أن العمانيين اثناء خروجهم من الاجتماع اخذوا يرددون العديد من الهتافات لتمجيد سموه عرفانا بصنيعة بالاضافة الى عبارة : ( ارجع بلدك يا عماني وخذ المكنس يا يماني ) لأن الكثير منهم كانوا يعملون في تنظيف الشوارع في ذالك الوقت .
من هنا نلاحظ الفرق بين الزعيم الذي يكون جل همة صون كرامة وعزة وطنه وشعبه والمتسلط الذي ينظر للمواطن كأداة للتكسب والاستغلال وبالتالي فهو يفرح بأن مواطنيه يذهبوا إلى الخارج بغض النظر عن الظروف التي يمروا بها و مدى المهانة التي يعانون منها فى الخارج ، المهم لديهم حجم العوائد من الاموال التي يرسلها المغتربين الى الوطن لكي تستفيد منها شلل وعصابات الفساد المحيطة بالحاكم .
مثال اخر على غيرتة وولائة الوطني ما سمعتة من اخ عزيز علي كان مسؤل كبير في عدن أيام الاستعمار حينها قال ان مدير المراسم ابلغة انه عندما وصلوا السلطان قابوس الى الفندق فور وصولة عدن في طريقة الى سلطنة عمان ( حينذاك كانت عدن محطة العبور الى كثير من الدول) ان السلطان أخذ نفس عميق واطلق تنهيدة كبيرة اتبعها بعبارة : ( كم نحتاج في سلطنة عمان من الوقت لكي نصل الى مستوى التقدم الموجود في عدن ، يعني كم نحتاج مثلا حتى يكون عندنا شارع بمستوى شارع مدرم الذي مرينا خلالة في المعلا ) . هذا ان دل على شيء فأنما يدل على عظمة ووطنية وطموح الرجل ( عدن كانت متقدة بمراحل عن عمان وشمال الوطن و وكثير من البلدان المجاورة ).
وفور وصوله عمان عقد العزم على احداث نقلة نهضوية تعيد لعمان الحضارة مكانتها ومجدها بين الدول رغم الظروف ولان عملية التنمية لا تتم إلا بالمواطنين جميعا دون استثناء فقد عمل جاهدا على تأليف القلوب واطفاء الحرائق ( تجاوز معضلة الصراع في ظفار ) وحشد الموارد وتطوير التعليم والتريب والتأهيل لاحداث نقلة نوعية تشهد لها الامم ولمس خيراتها كل مواطن . رغم شحة الإمكانات نظرا لقلة الموارد النفطية بالمقارنة مع الدول المنتجة للنفط ولمستوى الامية العالي الذي كانت تعاني منة الدولة حينذاك .
ولم تقتصر فضائلة على ما سبق بل انة اثبت حرصة الشديد على استمرارية النهج المبارك بعد موتة وذلك بالوصية التي هلل الشعب العماني الشقيق فرحا بها بتزكية سمو السلطان هيثم بن طاهر ليكون خلفا لة وهو المشهود له بالعلم والحكمة والثقافة والخبرة والجرئة ، وبالتالي سيكون بأذن الله خير خلف لخير سلف . اعانة الله ووفقة وسدد خطاة وثبتة على الحق والعدل وزاد الشعب العماني الشقيق في ظلة رفعة واقتدار وسؤدد .
بهذه المنجزات العظيمة التي حققها استحق كل ما شهدنا من ثناء وعرفان من قبل شعبة الوفي وامتة العربية والاسلامية ، ومآ حاز علية من مشاعر الاعجاب والاحترام من قبل شعوب وقادة العالم . جزاءه الله عز وجل عنا وعن شعبة وامتة خير الجزاء وتقبلة برحمتة واسكنة الفردوس الأعلى من الجنة مع الانبياء و الاولياء والشهداء والصالحين ، والهم اهلة وذوية من الاسرة الكريمة وشعبه وامتة الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .
الستم معي بأن هذا الزعيم هو بحق اعظم الزعماء ... أنا أتصور ليس هناك فى الكرة الارضيه فى الزمن الذي عاشة من حقق منجزات في ظل الظروف التى كانت قائمه أفضل وأعظم مما حققه المرحوم السلطان قابوس
وللقارئ أن يقارن بينه وبين من يعرف من القاده الذين عاصرهم .