آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-04:50م

حرب غير تقليدية في عدن أم وضع صحي كارثي ؟

الخميس - 16 يناير 2020 - الساعة 11:15 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


إذا كنت شخصًا منتبهًا ، فمن المحتمل أن تكون قد لاحظت بالفعل حدوث شيء غريب في اليمن على مدار العشر سنوات الاخيرة وخاصة في مدينة عدن ، حيث نموت ونضعف من خلال الاصابة بأمراض فتاكة دون معرفة السبب والمصدر فهل هذه الحالة طبيعية ومنطقية ؟.

 

أنا شخصياً أعرف العديد من الناس الأصحاء ، الذين نشأوا في قرى ذات بيئة مدهشة الينابيع والجبال الخضراء والطعام الصحي الطبيعي ، ولكن لسبب ما  لم يعد ورثتهم جميعًا مثلهم يملكون العافية وكثير منهم توفوا في عمر الشباب بسبب الذبحة الصدرية , وإذا لم تكن البيئة هي السبب في وفاتهم فما هو يا ترى ؟   أم أن النخبة العالمية لا تخطط لترك مجموعات عرقية على وجه الأرض لا تسهم في التطور و العلم وتتضاعف بسرعة و اليمن ليست استثناء.

 

تعتمد حيوية الدولة على حيوية الأشخاص و في المقام الأول على الصحة الجسدية لنصف الذكور من السكان  وهذا ليس انتقاص من حقوق النساء وسلامتهم النفسية والجسدية ، وإنما الوضع الصحي في اليمن للرجال يتدهور بشكل مخيف ، لذلك سأركز على هذا الموضوع كون الاوضاع الصحية لهم في عدن بالذات لا تبشر بخير  ، يمكن بسبب رداءة وضعف المنظومة الصحية المدمرة بسبب الحرب أو سأفترض واتمنى ان يكون افتراضي خاطئ ، ان هناك اصابع إرهاب بيولوجي يمارس بصمت وذكاء شديد في عدن .

 

الارهاب البيولوجي ضرباته غير واضحة  وغير مباشره وخطرة ، بعض الأمراض الناتجة عنه  لا تتسبب في أمراض معدية وإنما أمراض قاتلة مبهمة السبب والمصدر ، وقد ترى دلائل على وجوده من خلال  انتشار مرض خطير فتاك غير مفهوم السبب والكثير من اصدقائك و اقاربك وجيرانك بسبب هذا المرض أما في المستشفيات " العناية المركزة " او في  "المقابر" وانت والكثير من الناس لا تدرون ما هو مصدر المرض وكيف يصيب الناس وكيف يدخل الى أجسادهم ، هل عبر استنشاق الهواء او الماء او من الادوية  الفاسدة او الاكل او من جرح بسيط على سطح الجلد او حتى بواسطة معجون الأسنان أو الحلاقة .

 

كل رحلة جوية ذاهبة من عدن الى القاهرة  يكون اكثرية ركابها من مرضى الذبحة الصدرية ، أما  صفحات التواصل الاجتماعي والصحف اليومية فهي لا تخلو من بيانات التعازي لشباب توفوا بسببها  ، في السنة الماضية فقط خسرت 4 من الاصدقاء الاعزاء وجميعهم ماتوا بسبب الذبحة الصدرية الفجائية اضف عليهم  8 أشخاص تمت معالجتهم في مستشفيات داخل وخارج البلاد ، والملاحظ ان انتشار الأمراض الفتاكة لا تقلق بال ممثلي السلطات الصحية في عدن  ، ولا تهتز لهم شعرة من ازدياد حالات الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض، ولست افهم هل هذه اللامبالاة ناتجة عن وجود مناعة سرية لديهم من هذه الامراض ام هو تكاسل او غباء مهني او تقصير متعمد  ، لا نه لا توجد لا تقارير ولا مؤشرات أن هناك من يقوم بدراسة وابحاث عن سبب انتشار الأمراض الفتاكة في عدن وما هي مصادرها ، والغريب ان هذه الامراض تحصد ارواح الرجال اكثر من النساء في عدن وبشكل ملحوظ وكأن هناك من يشتغلنا " جينيتيك  " يستهدف الذكور أكثر من النساء ، وربما من يدير او يشرف على هذه الحرب او الارهاب او المصيبة ليس فرد او جهة عادية او منظمة ارهابية ، بل طرف كبير في غاية القوة والذكاء والامكانيات ويستخدم أساليب الهجمات الغير المباشرة للإضرار المخفية كاستراتيجية  طويلة المدى عن طريق سموم صعبة الكشف تضرب أكبر عدد ممكن من الناس أغلبهم من حملة الجينات " الذكورية".

 

سيناريو التسميم الذكي قد يبدوا للبعض أمر من افلام الرعب أو الخيال العلمي ،  ولكن انا لا اعتقد ان بإمكان احد أن ينفي هذا الاحتمال وهو من الأشياء الممكنة واسألوا عن  حمى "وادي سان جوكوين " ولمن كانت مخصصة وهي من تجارب أربعينيات القرن الماضي ، والسؤال هو أين السلطات  الصحية والرقابة في عدن من الأغذية والادوية المزورة والمهربة ؟ أين الرقابة الصحية من سلامة مصادر المياه والمحاصيل الزراعية ؟ أين  الرقابة الصحية من التدابير الوقائية لأمن الأغذية ومن التلوث العمدي لها ؟ أين السلطات الصحية في عدن من رصد الأمراض الفتاكة والوقاية الوطنية منها؟ هل هناك اتصال وتعاون دوليين في قضايا الأمراض الفتاكة  بين اليمن ومنظمة الصحة العالمية ؟ وهل هناك نية في المستقبل القريب للاستثمار من الوقت والجهد والموارد لأمن الغذاء والماء والهواء ؟لماذا لا توجد إجابة علمية على سؤال لماذا تنتشر الأمراض الفتاكة في مدينة عدن بالذات  ؟ هل هناك من يحاربنا جينيا (الاسلحة العراقية) ام نحن حقل تجارب ؟ او النظام الصحي في عدن خارج الجاهزية والقائمين على أمور الصحة في عدن كذلك ؟

 

مشكلة تدهور الأمة صحيا هي أكثر المسائل  حدة وخطورة وأكثر أهمية من أي شيء آخر في كل دول العالم  وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي والحفاظ على تماسك البلاد والاقتصاد والعلاقات بين الأعراق .