آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:21ص

بين اخراجهم من صنعاء وذكرى جارالله عمر!! أنبش الماضي ام توثيقه؟

الأحد - 29 ديسمبر 2019 - الساعة 05:29 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس
- ارشيف الكاتب


فالتوثيق يعيد توازن ذاكرة الوطن اما النبش فيدل على خلاف لكن هل الخلاف على الوطن ام على حكم الوطن ..التوثيق يؤشر على مصلحة الوطن اما النبش فيدل على الرغبة الجامحة في حكمه!!

الجميع مع توثيق التاريخ ، فالتوثيق يحفظ الذاكرة من التزوير

ونحن بامس الحاجة لتوثيق الذاكرة الجنوبية لتشمل اعادة كتابة ما اقتطع منه بقرار سياسي من تاريخ الثورة ضد المستعمر واختزاله من عام ١٩٦٣م على جبهة واحدة لابد من العودة لجذور المشكلة وتصحيح المسار وارساء دعائم الشراكة من جديد فلسنا التجربة الوحيدة التي صبغت تجربتها السياسية الدماء والاقصاء 

توثيق  مرحلة تجربة الجبهة القومية / الاشتراكي ضرورة فهي مرحلة شكلت اول تاسيس لتجربة سياسية موحدة في الجنوب العربي وشهدت سلبيات قاتلة من يومها الاول لكن الانتقاء في التوثيق يضع علامات استفهام فلماذا اختار جزئية ماقيل انه خروج طرف جنوبي من صنعاء لرغبة طرف اخر عند اعلان الوحدة ؟ ولماذا لم يشمل التوثيق الا عينة من طرف واحد ممن شاركت في احداث يناير ولم ياخذ راي الطرف الاخر ؟ ولماذا لم يتسع ليشمل مرحلة سالمين والاحداث التي عصفت به؟ ولماذا لم ياخذ مرحلة قحطان الشعبي ..بل لماذا لم يشمل صراعات الاستقلال؟ 

لماذا لم يشمل الانتفاضات والتاميمات وغيرها من الكوارث التي اوصلت الجنوب مثخنا الى باب اليمن والكثير من عقلائه يعلمون انهم يسلمون ارضا دافع اهلهم واجدادهم عنها مئات السنين كلما حاولت الزيدية ان تجتاح الجنوب العربي يلاقي منهم مقاومة تكسر غزواتها 

 

الجانب الاخر يغرد مع ذكرى تصفية اخوان ابيمن للاشتراكي جار الله عمر ومعلوم دوره ودور جبهته في صرعات الجنوب وبالذات في احداث ١٩٨٦م من قتل على الهوية المناطقية كما قتل الطرف الاخر على الهوية المناطقية ايضا او ان بعضهم ينكر دور طرفه في تلك المجازر التي مازلت تجد من ينفخها ويحولها سم يهري الجسم الجنوبي كل ما قربت مرحلة استحقاق وطني ، مع ان التجربة على الهوية المناطقية جاءت من صنعاء في انقلاب عبد الرقيب عبد الوهاب وكان يكفي ان يقول الرعوي من اليمن الاسفل "بغره" فيقتل!!   

 

اغتيال جارالله عمر لم يكن ارهابا ،فمن تحالف مع الارهاب لا يعد من قتله ارهابيا انما قتله حليفه السياسي ، هم يعلمون ذلك ويعلمون انه اطلق رصاصة الرحمة على الحزب الذي طبع العلاقة مع صنعاء ولم تمر بضعة اشهر على انكسار الجنوب عبر لقاءات وكنفرنسات بدات بدمشق

ما حصل بعد اغتيال جار الله عمر ان تحولت علاقة الاشتراكيين بالاخوان المسلمين الى مايشبه علاقة الزوج الصايع العربيد بزوجته عندما تكون مقطوعة من شجرة يجرعها الذل والهوان وهي متمسكه به...فلا داعي لتمثيل "ذبح الاطه" على الطريقة المصرية

 

هناك رابط ما بين الذكريات وتمجيد "التابوهات" كلاهما لم يخرجا من ذلك المربع المؤلم فكل التجربة في القتل سواء لافرق بين طغمة وزمرة ولا ذكريات خروج قسري او تمجيد تابو قداسة لحزبيين في "بيات الضب الشتوي" يحلمون باعادة مجد الاشتراكيين

ان تجربة الاشتراكي كانت مرحلة استثنائية لن تعود يكفي من بؤسها ان اسقطت الحزب والجنوب لليمن بلا معركة ثم اسقطت الجنوب لليمن بمعركة

 

٢٩ /ديسمبر/٢٠١٩م

صالح علي الدويل