آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:31م

لابد ان نكون اوفياء لهذا الشعب

الثلاثاء - 10 ديسمبر 2019 - الساعة 11:13 م

صدام الدعوسي
بقلم: صدام الدعوسي
- ارشيف الكاتب


‏الأوطان لأ تموت من ويلات الحروب ، ولكنها تموت من خيانه ابنائها 

لا تقل لهم إنك تتألم على وطنك، بل قل إنك تحلم بوطنا يأوي الجميع، ولا تخبرهم بأحلامك تجاه وطنك ، لأنهم يقتلون احلام الشرفاء، فما زالت الأحلام تولد وتنتظر التحقيق،  حين يصبح الظلم عادة .

ظلم الناسِ للناسِ من موجبات غضب الله تعالى وسخطه، فهو الذي حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين شر وعيد. والظلم بين الناس أشكال ودرجات، فليس من ظلم وندم وطلب العفو وأعاد الحقوق لأهلها فتاب كمن ظلم واستمر في ظلمه فتجبر وطغى. ولعل أعتى الظالمين والطغاة عبر التاريخ كانوا من الحكام وممن وُكلت لهم أمانة العدل بين الناس والسهر على أمنهم وأمانهم وعيشهم الكريم. فبقدر ما عرف التاريخ حكاما عادلين أدوا هذه المسؤولية الجسيمة بأمانة واستحضروا مراقبة الله عز وجل، بقدر ما برز حكام آخرون استغلوا سلطتهم وطغوا في البلاد فعاثوا فيها فسادا واستبدادا وظلما فجعلوا معيشة شعوبهم ظنكا .
  
نتحمل جميعا مسؤولية تفشي الظلم وسلب الحقوق، فلو اعتبرناه منكرا فأنكرناه بيننا، وغيرناه بقلوبنا وساهمنا في تغييره بألسُننا ثم تعاونا على تغييره بأيادينا لما طغى الظالم، ولو تكلم المظلوم عن مظلوميته ولم يسكت لما تجاوزه ظالمه لضحيةٍ أخرى فظلمه واستمر في ظلمه. ربما الخوف قد سيطر على مجتمعاتنا منذ عقود وقرون، وربما طغت المصالح الفردية للناس على فطرتهم في الدفاع عن المظلوم والوقوف معه ضد الظالم، وربما أصبحت مصالح الناس تُقضى عند من يعرفون أنه ظالم دون قدرتهم على الإقرار بذلك، وربما أيضا قد يُعتبر الظالم مظلوما والفاسد المُفسد صالحا ومصلحا نتيجة لسياسة تضليل الرأي العام وترويج المغالطات والتعتيم على أصحاب الحق .