آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

فؤاد راشد الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه

الخميس - 21 نوفمبر 2019 - الساعة 11:11 م

قيس الشاعر
بقلم: قيس الشاعر
- ارشيف الكاتب


كثيرة هي الشخصيات الجنوبية التي أفرزتها المرحلة و اصبح لها شأن و تمتع بالشهرة الواسعة في أوساط الجنوبيين الان معظم تلك الشخصيات التي أنتجتها الحرب تفتقر لدهاء و الحنكة السياسية و العقلية و القدرة على قراءات الواقع و اتخذ الخطوات الصحيحة للوصول الى الهدف نتيجة لقصر فهمهم للواقع فهم صحيح و اتخاذهم التكتيك وسيله لنيل الهدف القريب المتمثل بالمصالح الشخصية .

كما ان المرحلة ايضا حافظة على المكانة السابقة  لشخصيات و أظهرتهم بشكل الذي ظهروا عليه في السابق  نظرا لما يتمتعوا به من سمعه ودور سابق في تأسيس الحراك الجنوبي في أوساط المجتمع الجنوبي حازوها نتيجة لم كانوا يتمتعوا بها من مسؤوليات حزبية تقلدوا من خلالها عدد من المناصب القيادية خسروها فيما بعد و تحديدا بعد حرب صيف 94 التي دارت بين إطراف الوحدة اليمنية و انتهت بهزيمة الجنوبيين .

و يضاف الى ذلك ان انتمائهم لمناطق جنوبيه تشكل الثقل القبلي في الجنوب خدمتهم بشكل كبير و ساهمت في شهرتهم و تسيدهم للمشهد و تشكيل شخصياتهم كقيادات جنوبية يشار لها بالبنان .

و رغم امتلاكهم لعقليه سياسيه جيده منحتهم اباها المراحل المختلفة التي مر بها الجنوب الا ان ذلك لم يكمن مانعا من ان يلتهمهم رجال مرحلة ما بعد الحرب و الذين كان جزء منهم يعارضون ويرفضون اهدف و مطالب الثورة الجنوبية و اصبحوا فجاءه هم اكثر من يتغنى بها ويتخذوها كشعار في مواجهة خصومهم في السلطة لنيل بعض المكاسب الشخصية التي تحولت فيما بعد الى استحقاقات لشراكه في السلطة بعيده كل المبعد عن مطالب الشارع الجنوبي الذي تم استغلاله و تزييف أرادته و أظهرها كالتفويض يعطيهم مشروعيه لتمثيله .

و لا يستطيع احد انكار ان التكتيك الذي اتخذه رجال مرحلة ما بعد الحرب كان ناجحا و مكنهم من حيازة تأييد قاعده شعبية واسعه و قوة عسكرية لمواجهة خصومهم و لكن هذا لا يمنحهم وحدانية التمثيل للجنوب و القضية الجنوبية في ظل و جود مكونات و قيادات تحلق خارج سرب تحالف قيادات و شخصيات ما بعد الحرب الذين يحتكروا احقية التمثيل الجنوبي فيهم معتبرين غيرهم لاحق لهم و متهمينهم بالعمالة و الارتزاق و التبعية لطرف المعادي لهم رغم انهم تم تجاوزهم عنوه و بشكل متعمد ولم يتم أشاركهم في مكونهم المدعي احقية التمثيل و معظمهم جنوبيين كان لهم دورهم في وضع مداميك و اسس القضية الجنوبية الا أنهم لم يسلموا من التخوين و كيل التهم .

عدا البعض ممن تم ضمهم كونهم راو فيهم انهم يمكن سقلهم وتوظيفهم بالطريقة التي تخدم مشروعهم ممن كان لهم دور كبير في مراحل الحراك الجنوبي و هم الشخصيات التي تربعت على عرش القيادة في مختلف مراحل الثورة الجنوبية و أصبحت فيما بعد جزء من مشروع شخصيات مرحلة ما بعد الحرب  .

و من ابرز تلك القيادات الجنوبية التي تم التقليل من شانها من قبل حاملين شعار القضية الجنوبية الجدد بل افضلهم هو فؤاد راشد الذي كان من أوائل من اخذو على عاتقهم القضية الجنوبية كقضية عادلة .

حيث صنعت المراحل الطوال التي مر بها الجنوب من فؤاد راشد رجل سياسي يجيد فهم و قراءة الواقع وتحليله تحليل صحيح ينطلق من العقلية و الخلفية السياسية التي جعلت منه ابرز و افضل الشخصيات الجنوبية التي تجيد فن الممارسة السياسية .

و أثبتت المرحلة الحالية ان راشد بحق رجل سياسي قادر على فهم وقراءة فصول المرحلة الحالية و ما سينتج عنها من احداث و تطورات سياسية و هذا يتضح من خلال الدور الذي لعبه في انتشال المجلس الاعلى للحراك الثوري لاستقلال وتحرير الجنوب من الوقوع في فخ التذويب و الاندثار الى غير رجعه كما حصل مع بقية المكونات الجنوبية الذي كان المجلس الأعلى للحراك الثوري اقواها و أبرزها من حيث القاعدة الشعبية و التأييد في كل محافظات الجنوب ....

و لطالما راهن الكثير على فشله وعدم قدرته على انقاذ سفينة المجلس الثوري من الغرق و إخراجه الى بر الامن فأثبت عكس ذلك و اعاد بجهوده الجبارة التي بدلها المجلس الثوري الى الواجهة متخطيا كل العراقيل التي وضعتها بعض الإطراف إمامه بهدف إفشاله الا انه تجاوزها  في سبيل الحفاظ على المجلس الثوري الذي مثل خلال معظم المراحل لسان الشعب الجنوبي المطالب باستعادة الدولة الجنوبية و الحامل السياسي لها .

وفي الحقيقة لا نبالغ اذا قلنا ان فؤاد راشد اصبح اليوم يشكل بتراسه للمجلس الأعلى للحراك الثوري و خطواته و تحركاته ثقل سياسي لا يمكن الاستهانة به البوم كلاعب استحق بجدارة ان يكون رقم صعب لا يمكن تجاوزه .