آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-08:07م

اللعب على التناقضات .. للوصول إلى الغايات

الثلاثاء - 05 نوفمبر 2019 - الساعة 08:18 م

نايف محمد المدوري
بقلم: نايف محمد المدوري
- ارشيف الكاتب


يوم غدا الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/١١/٥م إذا صدقت النوايا ستجري عملية التوقيع على اتفاق جدة في العاصمة السعودية الرياض بين الشرعية اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من قبل شعب الجنوب، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، وبحضور عدد من السفراء، والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

القارئ الحصيف يدرك أن ما بعد الاتفاق تتولد مرحلة جديدة مما يجب على قيادة الانتقالي، وشعب الجنوب قاطبة، العمل على الاستفادة من تلك الأوراق المعدة لتلك المرحلة، وأعادت ترتيبها بما يتوافق مع تطلعات شعب الجنوب.

فمثلا من أولى أولويات الاتفاق توحيد جهود الشرعية اليمنية، والمجلس الانتقالي، والتحالف العربي نحو تحرير العاصمة صنعاء، ولكن هل تلك أولوية ستصب في مصلحة الانتقالي، وشعب الجنوب؟ بالطبع لا وألف لا، لأنها في الأساس تصب في مصلحة الشرعية اليمنية، بل القوى اليمنية مجتمعة السياسية، والعسكرية، والقبلية، والدينية، ومن هذا المنطلق علي قيادة الانتقالي، وشعب الجنوب عامة، وضعها في سلة المهملات، وليس في أولى الأولويات حتى تعزز النقطة الأخرى التي تؤكد في حالة عجزت القوى اليمنية عن تحرير العاصمة صنعاء خلال فترة محددة، فإنه يحق لشعب الجنوب العودة إلى دولته المستقلة.

لا تحدثوني عن العاطفة، لقد وضعتنا العاطفة الاشتراكية الجياشة تجاه الوحدة اليمنية ٢٨ عاما تحت سلطات الاحتلال اليمني، وإذا اتبعنا العاطفة الدينية اليوم ستضعنا كذلك مرة أخرى ٢٨ عاما تحت الاحتلال، ولكن للجنة أهلها، ولنار أهلها، ولسنا شعب الجنوب منقذي البشرية من النار.

يجب أن نغرس في عقول شبابنا روح الانتماء، والتضحية، عن العرض، والأرض، والعقيدة السنية في أرضنا الجنوبية فقط لا غير، وأن المعارك التي تدور خارج الحدود الجنوبية هي شأن داخلي لدى أشقائنا اليمنيين، وهم أولى في تحرير أرضهم، والدفاع عن عقيدتهم، ومن يقاتل خارج الحدود الجنوبية من أبناء شعبنا فهو باغ، ومرتزق، ولكن يسمح لقواتنا أن تتوغل داخل الحدود اليمنية عشرة أو عشرين كيلو مترات حتى تومن الأراضي الجنوبية، وليس الذهاب إلى تغيير وضع أو تغيير المعادلة، لتخدم بذلك طرف يمني آخر على حساب تطلعات شعب الجنوب.

إيه الشعب الجنوبي العربي العظيم أترك التحالف العربي يعول على الإخوان المسلمين، والقوى اليمنية الأخرى، في تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، فإنهم لم ولن يحرروا أرضهم، ولو تركت لهم فرصة أخرى ٦ سنوات وليس بضعة أشهر، ولا تعطوا فرصة للآخرين بأن يتسلقوا على ظهوركم، لتحقيق مآربهم، وتطلعاتهم.

أن بقاء أشقائنا اليمنيين في وضع مضطرب كهذا، يخدمنا كثيرا في إعادة بناء البيت الجنوبي عسكريا، وامنيا، وسياسيا، واقتصاديا، وثقافيا، واجتماعيا، للوصول إلى الأهداف السامية، والغايات النبيلة، التي ضحى من أجلها شعبنا بقوافل من الشهداء على مسلخ الحرية، والعزة، والكرامة، والشموخ، لاستعادة الدولة، والأرض، والهوية، والتاريخ .