آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:52ص

اتفاق جدة وحرق المراحل

الإثنين - 28 أكتوبر 2019 - الساعة 07:07 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس
- ارشيف الكاتب


قال الشاعر الشعبي :

ماعلم جينا من بلاد الحاضنة 

لزوا علينا ودخلونا في القيود

 

باتنشد العقال واهل المعرفة 

من لزته لعدا يجود أو ما يجود

 

✅ حوار واتفاق جدة صممه التحالف ودول الثقل الدولي التي بيدها ملف الحرب بما يتوافق ونجاح وإنجاح مهتها ..والذكاء السياسي أن تحصل على اقصى ما تستطيع في ظل حرب وتدويل ووصاية وفصل سابع ودول جاسرة قادرة .. كانت هذه ظروف مباراة الانتقالي السياسية التفاوضية في حوار جدة.

 

✅ بقدر ماهو لا تلبي كل اهدافنا فانه يمثل صدعا في جدار مشروعهم فهم لايسمونه توقيع بل وقيعة وآخرون يسمونه مسمار !!

النصوص عائمة ، كنصوص أية اتفاقيات، وهي البداية الحقيقية لمشوار نضال جنوبي شاق وما وراء نصوصها يحتاج نخب سياسية جنوبية متمرسة تملك دهاء وجودة رأي وقدرة على ان تصرف عدوها عن مقصده بقدراتها السياسية ام الرفض فيحسنه اي واحد .

✅ لم يكن أكثر الناس تفاؤلا يعتقد أن مبادرة الحوار التي رعتها المملكة بين الانتقالي والشرعية كانت لاستعادة دولة الجنوب العربي أو جاءت حتى للاعتراف بالقضية الجنوبية،فمازال العالم والتحالف ملزم شكليا بالمرجعيات يعلم أنها لم تعد سقفا للحلول ، فمخارج حوار جدة لم تفرض في بنودها على الجنوب اليمن الاتحادي كما ان التوقيع مع الانتقالي الجنوبي هو اعتراف بصفته حاملاً لقضية جنوبية ليست بالمفهوم الذي قبل به " مكون ياسين مكاوي" في حوار صنعاء .

✅البعض يقول ان الانتقالي كان يملك سلطة أمر واقع وانها افضل مما حصل عليه في الحوار لكن تلك السلطة في ظل الحرب وصلت إلى مرحلة تصادم مع التحالف ولن يكون الانتقالي ولا قضية الجنوب منتصرا فيها ، فسلطة الأمر الواقع للانتقالي كسلطة الامر الواقع للحوثي في صنعاء فقد ظلت في حالة تنازع وصراع مع قوى اليمننة في الشرعية التي حولتها إلى كابوس على عدن خاصة والجنوب عامة فظل مسرح صراع إرادات منذ تحريره بين مشروع الاستقلال والشرعية اليمنية بكل نخبها واحزابها وشرعيتها .هذا الصراع انعكس جنوبا بشكل صراع الكل يعرفه ، وانعكس في الشمال جمودا في جبهات القتال ضد الانقلاب فكان حوار او فيتو التحالف والدول ذات الثقل هو البديل الذي يحفظ الجميع حتى تحقيق هدف التحالف ومن ثم الوصول الى مفاوضات الحل النهائي مايعني ان مخرجات الحوار والمرجعيات لم تعد سقفا للحل !!

✅ إن الاتفاق من الفه الى يائه لم يتحدث عن الشمال وقوات الشمال بل كان الحديث عن الجنوب وقوات الجنوب 

اشير الى سحب القوات والالوية الى جبهات الحوثي والمعنى واضح تخرج من الجنوب الى الشمال وتتولى الامن في الجنوب القوات الامنية والنخب والشرطة والنجدة والقوات الخاصة وقوات حماية المنشاءات..الخ ستتخذ طابع رسمي في مؤسسة جنوبية لن يدخلها عنصر شمالي 

وقوات الانتقالي ستظل تحتفظ بوحداتها وشخصيتها ولن يتم تفكيكها او دمجها مع غيرها والاتفاق واضح انه اعادة تنظيمها واعطائها الطابع الرسمي اسميا تحت غطاء وزارة الدفاع او الداخلية وفعليا تحت إشراف التحالف!! 

✅ التاكيد على ان حماية المنشآت وطبعا فيها النفط والغاز تحرسه قوات جنوبية خالصة .. بموجب الاتفاق صار التحالف صاحب سيادة وهذا لن يجعله سلاحا بيد اليمننة أو الأخونة ضد الجنوب وان العلاقة مع التحالف في مدى الجدية ضد الحوثي 

✅ المكاسب إن كل القوات المتحركة في الجنوب جنوبية ولا وجود في الاتفاق لسلطة البرلمان ولا له اي رقابة وخرجت اخرجت التيار الوحدوي المتشدد الذي خلق الصدامات الاخيرة في عدن واخرجت الوجود العسكري الشمالي من الجنوب وكذا دور الاحزاب اليمنية في الجنوب 

✅ الاتفاق فيه مزايا ومداخل قانونية كثيرة لصالح الجنوب واعطى شرعية واعتراف قانوني دولي واقليمي بالمجلس الانتقالي ممثل رسمي للقضية وقطع مشاريع التنصيب والتفريخ الذي ظلت اليمننة وطرفيتها من الجنوبيين تنتجه في كل استحقاق.

وهو لايعني عدم التواصل معها لكن في إطار انها شكل من أشكال منظمات العمل المدني والحقوقي والنسوي التي حدد مندوب الأمين العام انها اشكال مجتمعية سيتم التواصل معها.

 

✅ التعاون مع التحالف العربي امسكه اخوان اليمن ومشاريع اليمننة الأخرى باسم الشرعية من اليوم لأنه لم يكن في الجنوب أي مكون سياسي او قوة جنوبية متماسكة لا اثناء الحرب ولا بعد التحرير كانت مقاومة قوية ولكنها غير مهيكلة وأعادت نفس إنتاج خلاف واستحقاق مكونات الحراك فسلم الجنوبيون انتصارهم العسكري فاستثمرته اليمننة في الشرعية سياسيا ضد الجنوب فكان الحوار فرصة للانتقالي لتصحيح المعادلة ، فلو بقيت بيد لا اعداء او أعيدت لهم مرة أخرى فسيسحقون قضية الجنوب

 

✅ ‏استعادة استقلال الجنوب تتطلب جهد جنوبي جنوبي يتجاوز كل الخلافات مهما عظمت ، وحوار مع الكل حتى مع الأصوات التي تبدو نشازا ووضع الجنوب فوق الجميع لتكن اسس بناؤه واضحة للجميع ، فاستعادت الجنوب ليست مسؤولية الانتقالي فقط ولن تتحقق بمكونات لايهمها الا "اين موقعي" الصراع مع اليمننة سيكون مضني وشاق .