آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:08ص

مليونية الوفاء

الثلاثاء - 03 سبتمبر 2019 - الساعة 02:31 م

حسين البهام
بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


هل وصلت الامارات إلى محطتها الاخيرة في الجنوب ، بعد جريمتها الوحشية التي ارتكبتها بحق قوات الجيش الوطني للشرعية لتبحث لها عن تأييد شعبي في جنوب الوطن الحبيب عبر أذرعها في الانتقالي الذي اوجدته على الساحة الجنوبية لتغطية جرائمها ..

وهل وصل الأمر بالاخوة في الانتقالي إلى هذا الارتماء من العمالة ليدعو إلى مليونية الوفاء والاحتفال على جثث إخوانهم المرمية على قارعة الطرقات بين عدن وأبين ..؟!!

اي نوع انتم من البشر أيها الرفاق حتى ترقصوا على أصوات الأمهات وهن يبكين على ابنائهن وازواجهن التي احرقتهم نيران التحالف ..؟!

كان الأجدر بكم بعد السيطرة على عدن أن تدعوا الى مليونية التعايش والتسامح الذي به ستكسبون حب الشعب .. لكن مع الاسف الشديد لازلتم في غيكم تعمهون ، لقد ختم الله على قلوبكم بالغشاوة ليبعدكم عن شعبكم الذي تدعون بأنكم اتيتم لنصرته ، ليفضح الله امركم أمام العالم أجمع بعد بيعتكم الأخيرة للجنوب بملحمة محمد بن زايد الذي شهده العالم بين ابين وعدن التي لازالت جثثها مرمية الى هذا اللحظة ..

كم كنت اتمنى من الأخوة أن ينفضوا غبار تهمة العنصرية التي عليهم بعد السيطرة على شوارع عدن بمدرعات وأطقم بن زايد وأن يتوجهوا للملمت النسيج الاجتماعي الذي مزقوه بسبب طيشهم السياسي وحبهم للسلطة والوصول آليها على جثث وحرمات شعبهم المغلوب على أمره ..

ايها الرفاق ..
لم تدركوا ولن تدركوا بأن شعب الجنوب لازال ضحية لإرث سياستكم الخاطئة في التسعين حين هرولتم للتوقيع على الوحدة كي تبقى مصالحكم مدعين بأنكم حققتم أهداف ثورة أكتوبر وسبتمبر التي عملتم اليوم على طمسها من صحيفة ١٤ اكتوبر ..

اي وطن تبحثون عنه و أي وطنية تدعوناها يارفاق لقد اختزلتم الوطن في مديريتين .. فصار الوطن هو انتم وانتم الوطن مادون ذلك فهم داعشي ، إصلاحي ، قاعدي ، عفاشي أوحوثي ، لن تبقوا كثير وليس هناك مكان للهروب إليه بمشروعكم الضيق العنصري فالجنوب لوحة لمن اراد ان يرسم عليها أن يستخدم كل الالوان كي يظهر جمالها ، فأنتم لم تحسنوا ولن تحسنوا أن ترسموا تلك اللوحة لانكم تملكون لون واحد فقط
فالجنوب أكبر منكم ومن عصبيتكم المقيتة ..

كم هي الحياة رخصية عندما تجد من يدعون الوطنية يبيعون وطنك بأرخص الأثمان كي يكسبون بقاء وجدوهم على عرش السلطة .. ومن هنا اقول لكم ما هكذا تدار الاوطان اوتباع ، فالسلطة لها رجالها العظماء الذي انذرو أنفسهم لخدمة وطنهم وشعبهم ..

ايها الرفاق عدن اكبر من ان تحكمها شلة مناطقية عنصرية ، فعدن مدينة التسامح مدينة التعايش عدن طيف من الألوان الجميلة فلن تقبل العابثين بها ، فعودوا الى التاريخ وتمعنوا فيه ، لعلكم تعودوا إلى صوابكم الذي فقدتموه بسب جشعكم وحبكم للسلطة ..