آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:58م

يا د. معين ابحثوا لكم على ( شعار آخر ). 

الأربعاء - 21 أغسطس 2019 - الساعة 09:20 م

د. محمد حسين حلبوب
بقلم: د. محمد حسين حلبوب
- ارشيف الكاتب



من وجهة نظرنا ان احداث عدن، قد الغت -- عمليا -- شعار ( استعادة الدولة )، الذي ظل مرفوعا من قبل ساسة واعلام الشرعية طوال الخمس سنوات الماضية.
وهذا الشعار كان يعني بان الحرب في اليمن، لن تتوقف الا ( بتحرير صنعاء)، والقضاء على الحوثيين. والعودة الى ذلك ( المسار )، الذي تعطل لحظة ( اعتقال مدير مكتب رئيس الجمهورية د. احمد عوض بن مبارك ).
لقد كشفت احداث عدن بان، شعار ( استعادة الدولة )، لم يعد يحضى بالقبول او التاييد، لا محليا، ولا اقليميا، ولا دوليا.
بهذا فان احداث عدن تمثل ( استداره ) اجبارية، باتجاه مسارات اخرى للحل، تتوافق مع متغيرات الواقع، وضروراته.
ومنذ البداية كانت وجهة نظرنا ترى في شعار ( استعادة الدولة )، شعارا غير منطقيا، ولا يساعد على تحقيق تطلعات المجتمع، لا في الشمال ولا في الجنوب. ولا يمكن من ايقاف الحرب والوصول الى حل سياسي قابل للتطبيق في اليمن.
و قد اوضحت مجريات الاحداث -- لاحقا --، ان فكرة ( استعادة الدولة )، تتعارض مع المتطلبات الاقليمبة والدوليه. ويمكن توضيح منطق وجهة نظرنا. بالتالي :--
١-- ان ( الدوله ) في اليمن لم تكن من الاصل موجوده. لذلك فان شعار استعادتها غير منطقي من اساسه. فلو كانت لدينا ( دوله)، ما كنا بهذا التخلف والفقر، ولا حصل ما حصل، ولا وصلنا الى ما نحن فيه. اي ان استعادة شي لم يكن موجود غير ممكن.
٢-- ان هناك اتفاق، تم في مؤتمر الحوار الوطني، باشراف اقليمي ودولي على استبدال ( الدولة المركزية)، ب ( دولة اتحادية). لذلك ليس من المنطق الاصرار على استعادة ( عمارة )، تم بنائها على اسس غير سليمه، اختلف شركائها منذ عام تاسيسها الثاني، وتقاتلوا في العام الرابع. وظلت في وضعية الآيله للسقوط ٢٥ عام، ثم انهارت.
وان المنطق والحكمة تلح بضرورة الاسراع في ( ازالة الركام )، و ( تسوية الارضية)، والتعاون في بناء ( فلل عبدربه). اي تطبيق الحل المتفق عليه بين ساكني تلك ( العماره) في مؤتمر الحوار الوطني.
٣-- ان مجريات الواقع السياسي، تؤكد بما لا يدع مجال للشك، ان الاصرار على تطبيق شعار ( استعادة الدولة )، يعني تمكين ( تحالف الفساد والارهاب )، من الاستئثار بالسلطة. وبالتالي استحالة بناء ( دولة اتحادية) حقيقية، كون ذلك يتعارض مع المصالح الخاصه لهذا التحالف.
٤-- ان شعار ( استعادة الدولة)، يعني عمليا، اعادة تهميش ( جماعة انصار الله)، و (جماعة المجلس الانتقالي). وبالنظر الى غياب ( الموتمر الشعبي العام )، وانقسام قيادته، فان هذا يعني ( تسليم )، السلطه في ( صنعاء )، ( بيضه مقشرة )، الى يد ( التجمع اليمني للاصلاح ). وهذا الامر لن يبني سوى ( دولة اتحادية شكلا مركزية في حقيقتها). كما انه يتعارض مع ( خطة محاربة الارهاب). وهذا الامر غير مقبول لا محليا ولا اقليميا ولا دوليا.
٥-- انه حتى لو تمكنت الآله العسكرية للتحالف من ( تحرير صنعاء) و ( تحرير عدن). وتحقق شعار ( استعادة الدولة )، فان ذلك لا يضمن قدرة ( الدولة التي ستعود )، على ضبط الامن والاستقرار الداخلي، وحماية ( حرية الملاحة الدولية )، في البحر الاحمر، وباب المندب، وخليج عدن.
وبهذا يتضح ان شعار ( استعادة الدولة ) هو شعار ( غير منطقي)، يتعارض مع ( تطلعات المجتمع )، ولا يساعد على ( ايقاف الحرب). ولا على ( مكافحة الفساد ). ولا على ( محاربة الارهاب )، و لا على ضمان ( حرية الملاحه الدولية) في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن.
لذلك فان على ( حكومة معين عبدالملك)، ان تراجع نفسها وتبحث لها عن ( شعار آخر). لانه من الواضح تماما بان المجتمع الدولي ليس على استعداد للوقوف معها و ( اعلان الحرب على شركائه في الجنوب ).