آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:44ص

وداعا ايها الفقيد المناضل ابو صامد

الخميس - 25 يوليه 2019 - الساعة 03:49 م

العميد ركن مساعد الحريري
بقلم: العميد ركن مساعد الحريري
- ارشيف الكاتب


إن الموت أصبح يلاحق الناس هذه الأيام في كل مكان من الجو والبر والبحر, لم تسلم منه الناس حتى وهم في منازلهم الآمنة في الأرياف و المدن والشوارع وحيثما حلوا. وتعددت الوسائل التي أضيف لها مؤخراً الموت في المدن المحرره ولم يقتصر على الجبهات وتنوع الموت بسبب الجوع و عدم صرف الرواتب التي نعتمد عليها في المعيشه .ناهيك عن الانفلات الامني وغياب النظام والدوله .

 

 إلا أني حقيقة قد تفاجأت بالموت المفاجئ للأخ المناضل الفقيد البطل العميد الركن /  على مقبل قاسم الحريري

 

الذي فاجأته المنية في يوم الاثنين  الموافق 23يوليو2019م

 

 لقد كنت في تواصل مستمر مع الفقيد ابو صامد عبر الهاتف والواتس آب لإستشراف آرائه  حول الأوضاع السيئة الجارية في اليمن شمالاً وجنوباً حيث كان يعيش هنا في بيته المتواضع في حي الممداره بعد عودته من دولة الهند التى كان فيها    رحله علاجيه .

ضد المرض الذي  الم به ، وكان الفقيد قد تحسنت حالته الا انه في الاونه الاخيره اشتد به المرض والزمه الفراش الين انتقلت روحه الطاهره الى بارئها .

 

الفقيد على مقبل قاسم الحريري من مواليد محافظة الضالع مركز الحصين جبل حرير قرية عدينه .

 

كان الفقيد عضو في الجمعيه الوطنيه للمجلس الانتقالي ومن الشخصيات الاجتماعيه التى تحضى باحترام واسع بين صفوف المجتمع سوا في عدن او الضالع حرير ناهيك عن تالقه في  مهامه العسكريه التى كانت تسند  اليه .حيث كان يلقب برجل المهام الصعبه .لطبيعة عمله في الجهاز الاستخباراتي

وفي الاونه الاخيره اشتد فيه المرض وكان يراقب الأوضاع عن قرب بعينه البصيرة وتجربته الطويلة في النضال وفي العمل الوطني .

 

ولذلك ، فلم يكن ليبدي رأياً منذ بداية الحرب مغايراً كثيراً لما آلت وتؤول إليها الأوضاع السيئة الجارية اليوم في عدن . الكلام عن المناضل الجسور الفقيد ابو صامد ، لا يمكن أن يفيه حقه في هذه العجالة ، ولا أدري عما إذا كان قد ترك شيئاً مكتوباً عن ذكرياته وتجربته الطويلة والغنية في العمل الثوري و الوطني ، فهذا الأمر متروكاً لاولاده  للإجابة على هذا السؤال .

 

لكنه سواءً ترك شيئا  مكتوباً عن حياته النضالية ، أو لم يترك ، فإنه قد ترك ذكريات لا تنسى في ذاكرة الوطن ، ولدى رفاقه وزملاءه في العمل الثوري الحراكي والمجلس الانتقالي . الذين عايشوه وشاركوه في هذا العمل في المراحل المختلفة منذ قيام ثورة الحراك السلمي في 2007م وقبلها  عندما كان في صفوف  الجيش الجنوبي  الذي أنشئ بعد الاستقلال الاول نوفمبر 1967م.

 

لم يكن من المتسابقين لينال الرتب والمناصب التي سعى إليها الكثيرون ، ومنهم البعض ممن كانوا معه في كك المراحل ، ولكنه كان مدفاعا عن مبادى وقيم ثورة اكتوبر وسبتمبر وظل وفياً و مخلصاً لها طوال حياته. والتي تعرض بسببها إلى الكثير من الأذى والملاحقة والتشرد ، حيث زج به في السجون أكثر من مرة .

 

وقد كان آخرها عندما التحق بركب العمل الثوري الحراكي تاركا عمله ووظيفته في صنعاء رافضا العمل التعسفي والاستبدادي ضد ابنا الجنوب .من قبل طغاة النظام العفاشي بعد اجتياحهم للجنوب في حرب صيف 1994م وتم تسريح كل الكوادر الجنوبيه من اعمالهم ومناصبهم التى كانو يشقلونها قبل الحرب .

 

وعاد إلى عدن في عام 1994 عندما تلقى بلاغاً بأنه مطلوب للإعتقال الذي طال الكثير من زملاءه ورفاقه ،  من مختلف التوجهات السياسية,

 

فلولا أنه تمكن من مغادرة صنعاء في الوقت المناسب ، لكان الآن في عداد المفقودين ، إلا إنه مع ذلك لم يسلم من الملاحقة.

حيث تعرض للاعتقال من قبل قوات الامن المركزي في 2009 وادخل سجن الفتح وتم ايقاف راتبه المصدر الوحيد الذي كان يعيل به اسرته .

 

و تم نهب بيته المتواضع في الممداره ومصادرت جميع اغراضه ،مما اظطر به العوده الى مسقط راسه في الريف ليعيش في قرية عدينه جبل حرير . كما إنه  تم الحكم عليه غيابياً بالإعدام  آنذاك من قبل القضاء العفاشي وجهازه  القمعي . بحجة انه يقوم بدعم الحراك الجنوبي وكان حينها يعمل على مساعدة الجرحا وايصالهم الى  المستشفيات والتنسيق لعلاجهم والحبث عن المساعدات الماليه من رجال الخير والاعمال وايصالها  لجرحا الحراك الجنوبي الذي كانو يتعرضون للقعم والتصويب برصاص قوات الاحتلال العفاشي .

 

العميد الركن الفقيد علي مقبل الحريري لم يكن متهافتاً على المناصب ، كما فعل البعض ، ولكنه كان خير مثال لسلوك المناضل الذي لا يغريه مال ولا منصب عن المبادئ التي آمن وضحى من أجلها ، حتى عاد للنضال  من جديد اثنا  حرب 2015 المشؤومة التي شنت على الجنوب ظلماً وعدواناً ، حيث ظل مقاوما في كل الجبهات مدافعا عن العاصمه عدن مثله مثل اي مقاوم جنوبي . إلى أن وافته المنية.

 

في23يوليو2019م تغمد الله الفقيد واسع رحمته. والعزاء كل العزاء لزوجاته وأولاده ولجميع  أهله وذويه ومحبيه  .

 

كما   إننا نعزي أنفسنا وجميع رفاقه وزملاءه الذين شاركوه النضال طوال تلك المراحل العصيبة التي مر بها الوطن ، والتي لم يثبت فيها على مبادئه إلا ممن كان من أمثال الفقيد رحمة الله تغشاه. ألهم الله الجميع الصبر والسلوان وإنا  لله وإنا إليه راجعون.