آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:08م

مصلحة الجنوبيون في الوحدة

الأربعاء - 10 يوليه 2019 - الساعة 11:26 ص

حسين علوي
بقلم: حسين علوي
- ارشيف الكاتب


شخصياً أتفق مع هذا التوجة مع أني لست من جيل الوحدة أنا من جيل الطلائع جيل المبادرات المجتمعية جيل حزبك باقي يافتاح حزب العامل والفلاح جيل كان يؤمن بشعارات حزبية وفردية ، جيل كان يطبل للمنتصر في دولة يحكمها نظام الحزب الواحد المتقاتل.

لكي أوضح وجهة نظري سنأخذ الموضوع من بدايتة مع أن البداية كانت دموية قبيل مغادرة برياطانيا وأحكام سيطرة القوميين على الجنوب وإزاحة جبهة التحرير بعد أحداث دامية  ، عزيزي القارىء قد تسأل نفسك الآن ما فائدة هذه الملعومات وقد طوى الزمن أحداثها وتلملم جراحها ، عزيزي القارئ أننا نعيش لعنات تلك الأيام حتى اليوم والتاريخ يعيد نفسه.

 

هنا نقطة مهمة يجب التنبه لها وإدراكها  جيداً إلا وهي الجنوب المناطقي يجب أن تعرف عزيزي القارئ أننا خرجنا من دويلات وسلطنات ومشيخات لها كيانات دويلات ليست وليدة اللحظة لها مئات السنين تحكم لازال الحنين إليها يلازم أهلها منذ اللحظة الأولى من إنهيارها أنا هنا لست مؤيد لها أو ضدها ولكن لكي نكون منصفين الحنين وصل حتى لبريطانيا العظمى.

 

مشكلة الدولة الجديدة التي وحدها القوميين في الجنوب العربي إنها كانت دولة إشتراكية قمعية عسكرية فردية أشبه بأي نظام منغلق على نفسه وعلى شعبه غير متكيفة مع محيطها الداخلي والخارجي ماذا يعني هذا  ؟ بمعنى تم تجميد الجغرافيا والديمغرافيا في وقت واحد التدوير المجتمعي لم يحدث بين المحافظات الست لم نتعرف على بعضنا البعض لم نتقرب من بعض ومع بعض لم نتزاوج ونتصاهر كشعب واحد من دولة واحدة المهري لايعرف الضالعي و العدني لم يرى سيئون الجنوبين لا يجتمعون إلا في حالتين أما التجنيد العسكري أو الحرب غير ذلك كل واحد قابع في مدينته أو قريته يشاهد مناظر مكررة وجوه مكررة  في ظل نظام لا يعرف الانفتاح وفجأة وبدون مقدمات وبفرحة غامرة وجدنا أنفسنا في حضن دولة الوحدة الجديدة.

لاينكر أحد مدى السعادة التي غمرت الشعبين بتحقيق الوحدة لا أحد ينكر مدى الصدمة التي تلقيناها من شريك الوحدة طمعاً في الجنوب وثرواته وتصفية كوادره لن ننسى فتاوى تجار الدين وتجييش المشاعر ضدنا وجلب العناصر المتشددة لمحاربة الجنوب واهلة هذه التصرفات للأسف احدثت شرخ مع الشماليين حتى اليوم ووجدت مشاعر الجنوبيين من أجل التخلص من هذه الورطة مع الشمال بأي ثمن لاننا بالفعل وصلنا إلى حقيقة مفادها أننا ضيوف في وطننا.

 

الأنظمة الرأسمالية اختبار حقيقي لوحدة الشعوب ومدى إمكانية استمرارها الشراكة العادلة وإرساء دعائم العدل والمساواة هو الجزء الأهم في أي وحدة والتوزيع العادل للثروة وهذا الذي افتقدناه في دولة الوحدة كل هذه الارهاصات جمعت قلوب الجنوبيين ع بعض حتى عام 2011 وهنا بدأ التاريخ يعيد نفسة ويتشكل من جديد بين الجنوبيين أنفسهم وكأننا سنبدأ تاريخنا من حيث توقف الثلاثون من نوفمبر 1967 .

 

وجهة نظري أن الظلم وقع على الجنوبيين هذا لاخلاف عليه ولكن مشاعر الجنوبيين تجاة قضية الوحدة والانفصال هي مؤقتة بمعنى بأنتهاء هذه المعضلة وحلها بالانفصال ستنتهي وحدة الجنوبيين بينهم البين لأن ماحدث قبيل خروج بريطانيا أيضا حدث غصب عن الشعب نفسه  ، على الجميع إثبات نواياهم وترجمة طموحهم وإعطاء أنفسهم تجربة داخل دولة أقاليم بحيث أن أي فشل داخل دولة الأقاليم في اليمن الموحد سيعيد حسابات الجميع ولكن أن ننفصل ونفشل هذا سيجزء المجزء وسيعيدنا إلى نقطة البداية كما أسلفت وهي الثلاثون من نوفمبر 1967.