آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

يجب وقف الحرب فوراً!

السبت - 15 يونيو 2019 - الساعة 12:02 م

العميد ركن مساعد الحريري
بقلم: العميد ركن مساعد الحريري
- ارشيف الكاتب


نهى ديننا الحنيف عن الحرب إلا عند الضرورة وعند بدء العدو بذلك لأنه لا شيء يأتي من الحرب سوى الموت ويشتد فيها الخصام والنزاع والقتل.

لم تكن هناك حرباً تحفظ الأبرياء والأوطان فالحرب تلتهم الأرض وتدمر الأوطان وتقتل البشر وتخلق اللصوص وتصمت القوانين وتظهر الفوضى وتستباح الأنفس الحرب لا تحدد من هو صاحب الحق،وغاية الحرب هي السلم يمكن للمرء أن يكون بطلا دون أن يدمر الأرض ويقتل الإنسان.

تعد هذه الحروب  من أطول حروب القرن الواحد والعشرين، وأكثرها دموية وشبه طائفية، أثرت في نفوس الشعب وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، ومن قال إن هناك نصر فهو واهم؛ وغير مدرك لما يحصل بالفعل، هي حرب استنزاف، لقد غرست الطائفية في نفوس الشعب شيعة وسنة.

لنتكلم بواقعية وقراءة ثلاثية الأبعاد، لما نعيشه؛ بعيداً عن الظنون وترهات الإعلام والطائفية وغيرها من القراءات المغلوطة للواقع.

وبدأ العد التنازلي؛ لتحويل المجتمع المدني إلى مجتمع عسكري. لغته الرصاص والبندقية، وشاع الجهل وعدم الاهتمام بالجانب التعليمي والتربية، وتدني مستوى الثقافة، وأصبح العنف والعصبية هي اللغة السائدة.

ناهيك عن الأزمة الاقتصادي التي تأثرا بها الشعب نتيجة الحرب، التي أدت إلى تدني الدخل الشهري للفرد وارتفاع الصرف للعملة الأجنبية، لإجبار الشباب على الانخراط بالسلك العسكري، واستنزاف طاقة الشباب، في تأسيس جيوش مرادفة لبعضها البعض. أدى إلى استشراء الفساد في المؤسسة العسكرية، فضلا عن الدوائر المدنية، التي غرقت بالفساد  ونهب الأموال العامة، وانتشار ظاهرة المحسوبية في الوزارات والدوائر الحكومية.

هذه الحروب؟! نحن ندفع ثمنها  منذ أكثر من عقدين ونصف من الزمن ، أي منذ حرب عفاش في صيف 1994 عندما اجتاح  الجنوب وبعدها قيام الثورة السلمية للحراك الجنوبي في 2007م وختى حرب غزو الحوثي للجنوب في 2015م  والى اليوم ونحن نخوض الحروب، جميعها.

بمعنى أننا نؤسس مرحلة غير طبيعية للتعايش السلمي بين الأجيال  ولسنوات قادمة انشاء جيل في ظروف صعبة ومرحلة غير مستقرة نتيجتها حرب مدفوعة الثمن خسرنا بها  شباب واقتصاد ودمرنا وطن ، لإرضاء دول الخليج وأمريكا،

اصبحنا وقود لحرب طائشة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، قدمنا فيها الاف من الشهداء والمعوقين؛ من شباب الجنوب والشمال معا ، يدفعون ثمنها إلى اليوم ..

إن الحل السياسي هو الحل الوحيد لوقف الحرب  باليمن، وعلى أطراف النزاع تحكيم العقل والمنطق والعودة الى الحوار بحيث يتم وقف، العمليات العسكرية في كافة الجبهات.وحقن دماء المقاتلين والحفاظ على ارواح الابرياء وتسهيل وصول المساعدات إلى كافة مناطق اليمن.