آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

ماذا لو دخل الحوثيون الجنوب؟!

الثلاثاء - 07 مايو 2019 - الساعة 07:22 م

توفيق حسين صالح
بقلم: توفيق حسين صالح
- ارشيف الكاتب


دأبت الأقلام الإنتهازية والمأجورة، طيلة الأربع السنوات الماضية منذ تطهير وتحرير المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثي والمخلوع عفاش حتى اليوم، الهجوم ومحاربة أي عمل جنوبي، والتشكيك بكل شيء جنوبي، ومحاولة تخويف الرأي العام والشارع الجنوبي، من القيادات والأفراد الجنوبيين الذين يسعون إلى إستعادة وقيام دولة الجنوب وعاصمتها عدن..

إن هذا الأسلوب لم يأت من فراغ؛ بل ناتج عن خطط مدروسة هدفها، إستهداف الداخل الجنوبي، وإفراغ الجنوبيين من الثقة في أنفسهم وفي كل شيء جنوبي، التي عادت إلينا بعد البطولات والإنتصارات الجنوبية في حرب 2015..

هدف حملات تلك الأقلام الإنتهازية المأجورة حد اللحظة، هي أن تقول للجنوبيين:
أنتم لا تصلحون لأي شيء، كما كان يقول نظام عفاش، وكما يقول بعض إخوتنا الشماليين الذين لا يريدون أن نستعيد دولتنا أساسا..
والهدف من كل هذا هو خدمة أي مشاريع غير جنوبية، سواء كانت لقوى قبيلة صنعاء التقليدية التابعة لشرعية الرئيس هادي، أو لمليشيات الحوثي السلالية الظلامية، فهم يعملون مع كل الأطراف..
كل الذي يريدون من وراء هذه الحملات هو قتل الروح والإرادة الجنوبية وإضعافها وإنهاكها، حتى يقبل الجنوبيون بأي مشروع آخر، وحتى لا يقاوموا و يدفعوا عن الجنوب في حالة ما فكر الحوثيون محاولة دخول الجنوب مرة أخرى.
وهذه الأقلام على إستعداد أن تعمل فيما بعد مع تلك القوى من أجل مصالحها الشخصية الإنتهازية، ولو قدر الله ودخل الحوثيون الجنوب سترونهم دون شك مهللين مرحبين بهم، وستكون أقلامهم في صف الحوثي...

لكن ماذا عنا نحن الجنوبيون لو دخل الحوثيون الجنوب؟!
وهذا من المحال، اللهم لو افترضنا ذلك.
لو دخل الحوثيون الجنوب، سيدعسون على كل جنوبي حر شريف وغيور، وكل الجنوبيين أحرار وشرفاء..
سيذيقون الجنوبيون سوء العذاب، سينتقمون من كل الجنوبيين أشد الإنتقام، مثلما يفجرون بيوت من وقف ضدهم، سيذلون الجنوبيون ذل لم يحصل ولم يحدث قط، لأن الجنوبيون هم من اذاقوا الحوثيون الذل والهزيمة والهوان، ومرغوا انوفهم في التراب في كل أراضي الجنوب، وداخل المحافظات والأراضي الشمالية..

في "حجور" القبيلة والمنطقة الشمالية الوحيدة التي ثأرت ضد الحوثيين، عندما دخلها الحوثيين بعد أن خذلها الجميع، بعد أن فجروا أغلب بيوت حجور، قام الحوثيون بقص رقاب كل أبناء حجور من الذكور فوق 12 سنة من كل العوائل والبيوت التي حاربت الحوثي.. إنتقاما من كل حجوري قاوم، وقاموا بما هو أسواء من هذا بكثير.

ماذا لو دخل الحوثيون الجنوب؟!
سنعود للتاريخ لمثل هذه المليشيات الكهنوتية السلالية عندما تنتصر على أعدائها ..

الدولة المهدية دولة "بني مهدي" التي اسسها على بن مهدي في جيزان وتعز وأب، والتي استطاعت ان تقضي على الدولة النجاحية "بني نجاح" في تهامة، بعد أن انضم إليها الزيود بقيادة الإمام الزيدي أحمد بن سليمان المتوكل.. وكانت اول مرة يقاتل "الزيدية والإباضية" في جبهة واحدة، عدوا مشتركا وهو الدولة النجاحية في تهامة حتى تم القضاء عليها "كما نرى اليوم قوى الشمال تتفق ضد الجنوب"
كان يقتلوا كل من خالفهم ويبيحون نسائهم وأولادهم وانتقموا من النجاحيين شر إنتقام..
جردهم من كل شيء، وأخرجوهم من بيوتهم، وجعلوهم يسكنون خارج المدن وعلى أطرافها، وحكموا عليهم أن يشتغلوا في المهن الحقيرة، أي فئات مهمشة، وهم من يسمون "الأخدام" في اليمن اليوم..
نعم ما تقولون لهم "الأخدام" اليوم، هم كانوا أسياد وحكام وكانت لهم دولة، لكنها الصراعات السياسية والميليشيات الكهنوتية السلالية الإمامية هي من جردتهم من كل شيء بعد أن انتصرت عليهم..
والسبب في جعل "بني مهدي" والإمام الزيدي أحمد المتوكل، النجاحيين أخدام وعبيد لهم، لان مؤسس الدولة النجاحية" بني نجاح" التي حكمت زبيد، هو حبشي وهو الأمير نجاح مرجان الذي كان حاجب أمير بني زياد، ومن ثم قضاء على دولة بني زياد، وأسس الدولة النجاحية.. وكذلك كونه الدولة النجاحية كانت سنية بعد أن تحالفت مع الدولة العباسية وهو ما جعل المناطق اليمنية السنية تلتف حولها خلال فترة حكمها والتي امتدت 150 عام تقريبا.

لو دخل الحوثيون الجنوب، فهذا يعني نهاية الجنوب، ونهاية كل شيء جنوبي.. وهذا من المُحال ومن المستحيل طبعا..