آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

إمنع التسييس يا فخامة الرئيس ( 2 )

الأربعاء - 03 أبريل 2019 - الساعة 03:35 م

رواء عبدالله مجاهد
بقلم: رواء عبدالله مجاهد
- ارشيف الكاتب


 


خذلان .. نعم إنه الخذلان
لقد خذلت قضاة اليمن يا فخامة الرئيس مثلما خذل القائمون على الشرعية الوطن .

أُتهم قُرابة الفين قاض بأنهم مواليين للإنقلابيين ، و حرموا من حقهم الأصيل بالترقيات و التسويات بالمخالفة للدستور و القانون .
و الخلل ليس في قضاة اليمن يا فخامة الرئيس ، و لكن الخلل بالرأس . إنه مجلس القضاء الأعلى .
قل لي يا فخامة الرئيس ماذا فعل مجلس القضاء الأعلى بشأن محاكمة من إنقلب على الشرعية الدستورية ؟
قل لي ماذا فعل مجلس القضاء الأعلى عندما عمل الإنقلابيين على محاكمتك و استصدار حكم بإعدامك ؟
قل لي ماذا فعل مجلس القضاء الأعلى عندما وجهتهم بالتوجيه الصادر منك المؤرخ 2018/ 9/17 م و الذي تضمنت بنوده تكليف مجلس القضاء الأعلى بالتحقيق فيما صدر من جماعة الحوثي من إستبدال في أعضاء اللجنة العليا للإنتخابات و الاستفتاء و إحالة كل من يقبل من القضاة بالعمل بتعليمات جماعة الحوثي للتحقيق و اتخاذ القرار القضائي بشأنهم وفقا لقانون السلطة القضائية ، و كلفت النائب العام بالتحقيق مع مغتصبي السلطة الصادرة عنهم هذه الأفعال اللادستورية و اللاقانونية و تقديمهم للعدالة ؟
قل لي ماذا فعل مجلس القضاء الأعلى عندما أعدت عليهم الكّرّة في قرار فخامتكم رقم (22) لسنة 2019 م المؤرخ 2019/2/3 م بشأن نقل مقر اللجنة العليا للإنتخابات و الإستفتاء للعاصمة المؤقتة عدن ، وخاطبتهم في متن قرارك بذات التوجيه و التكليف ؟
قل لي ماذا فعل مجلس القضاء الأعلى عندما تم إعادة تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ؟

الإجابة على كل هذه التساؤلات أنهم لم يفعلوا شيئا و لن يفعلوا . و كل ما فعلوه أنهم فردوا اجنحتهم على أربعة مستضعفين من القضاة فقط ممن تم تعيينهم كاعضاء بلجنة الانتخابات و الاستفتاء ، و تناسوا من عينهم ، و غضوا الطرف عن أعضاء مجلس القضاء الأعلى المعيينين من الإنقلابيين و كل رموز الإنقلاب على الوطن . و ذهبت بقية توجيهاتك أدراج الرياح ، فلم يحرك المجلس ساكنا !!!

و ها أنت الآن تُعاد محاكمتك من جديد من قبل الانقلابيين بمعية دولة رئيس الوزراء
د.معين عبدالملك ، و سيستتبع ذلك محاكمة كل رموز الشرعية تباعا فماذا سيفعل المجلس ؟ الإجابة لا شيئ .

يالهول جبروتهم ، الصقوا تهمة موالاة الإنقلابيين زوراً و ظلما و عدواناً بالاف من قضاة اليمن و نفوها عن أنفسهم .. ما هذا الذكاء .. بل إنه الخبث في أبشع صوره و اقذرها . أُجزم ان ابليس ينحني و يخلع قبعته توقيرا لهم !

فخامة رئيس الجمهورية ..
ان قيادات السلطة القضائية لها قُرابة ربع قرن و هم يديرون السلطة القضائية بفشل ذريع ، و التغيير فيهم لا يتجاوز عملية تبديل الكراسي فيما بينهم ، و لم نجنِ منهم إلا تبوّء القضاء اليمني المركز الأول بالفساد عالمياً .
فمجلس القضاء الأعلى هو الجهة المباركة للإضراب ، و هو الجهة الراعية لكل إخفاق . فلو كان هؤلاء يعملون على خدمة القضاة ، لعملوا على منح القضاة حقوقهم المهدورة منذُ زمن ، و لعملوا على قطع شريان الكيانات المناطقية لا أن يكونوا الجهة المغذية لها كما هو حاصل .
و لو كان هؤلاء يفقهون معنى الشرعية الدستورية ، و يحافظون على هيبة و قدسية القضاء لعملوا على محاكمة الإنقلابيين على الشرعية الدستورية ، لا ان يلصقوا تهمة موالاة الإنقلاب لقضاة اليمن ، و يحرموا الالاف منهم من الترقية .

فخامة رئيس الجمهورية ..
لقد تم لوي ذراعك باسم الجنوب ، و النتيجة أنك وأدت شرعيتك بيمينك ، و انتهكت الدستور بإنتهاكك للمبدأ الدستوري العظيم مبدأ استقلال القضاء ، و لم يكن مجلس القضاء الأعلى ناصحا أمينا لك ، بل جعلوا منك فزاعة تبرر انتهاك الدستور و القانون ، و أوقعوا فخامتك بخطأ تاريخي يوصمك بعار إنتهاك الدستور و انت الرئيس الشرعي بموجب ذات الدستور .

فخامة رئيس الجمهورية ..
ما يحدث في السلطة القضائية كارثي وبامتياز ، فمجلس القضاء الأعلى يقف مع العنصرية والمناطقية ، و يوالي الطائفية.. و لا حاجة للعدالة بهم .
اتخذوا قرارات مخالفة للدستور و القانون ، و عملوا على قطع رواتب كثير من القضاة اللذين ليس لهم في العمل السياسي لا ناقة و لا جمل .

جعلوا من هيئة التفتيش القضائي هيئة ديكورية ، بينما في الأصل ووفقا لأحكام قانون السلطة القضائية أن كل قاض شذّ عن صراط العدالة بتدخله في الأعمال السياسية
وانحرافه عن منهاج القضاء المستقل يُحال للمحاسبة عبر هيئة التفتيش القضائي ، لا أن يقطع راتبه أو يحرم من الترقية بشكل عبثي كما هو حاصل .

أخذوا حقوقهم وخاصتهم كاملة غير منقوصة ، و منعوها عن قضاة الميدان .
عملوا على تدمير القضاء العسكري و بشكل ممنهج بتعيينات مخالفة للقانون .
حولوا القضاء و وظائفه إلى ملكية وراثية ، و استولوا على اشتراكات القضاة لثلاث سنوات على التوالي دون حسيب .
همشوا من كفر بالانقلابيين و آمن بالشرعية ، و من استجار بهم من القضاة اللذين لجأوا للعاصمة المؤقتة عدن و طرقوا أبواب السلطة القضائية و طلبوا تعيينهم في المحافظات المحررة لم يستجاب للكثيرين منهم ، و حرموهم من الترقية بالرغم من أنهم يستلمون رواتبهم من ديوان عام وزارة العدل و من مكتب النائب العام ، و لم تشفع لهم هجرتهم لمحراب عدالة الشرعية .

السلطة القضائية تحتضر وفي الرمق الأخير لأنك يا فخامة الرئيس سلمت مقاليدها لمن لم يقم بحقها ، فأصبحت كالجوهرة بيد نخاس .

فخامة رئيس الجمهورية ..
لا خير في قضاء مسيس ، ولا خير في مجلس لا يفقه معنى استقلال القضاء . فقضاة اليمن لا يعرفون مناطق محررة أو غير محررة ، و لا يعرفون جنوب و شمال ، و جلّ ما يعرفوه فقط هو الدستور و القانون .
أتمنى ان تسمع ما قلته باذن واعية ، و الا ترضخ للنعرات المناطقية الموالية للطائفية فكلهم لا يؤمنون بالوطن .

موعدنا بإذن الله في ساحة العدالة و استحلفك بالله ان تستجيب حينها للدستور و القانون لأنهم مصدر شرعيتك التي نؤمن بها جميعا .
و لأجل كل ذلك فإننا نقول إمنع التسييس يا فخامة الرئيس .

ابنتكم القاضي .د/ رواء عبدالله مجاهد