آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-01:36م

بين الحنكة السياسية للميسري والخطاب المتزن : (( قالت ابين كلمتها ))

الخميس - 07 فبراير 2019 - الساعة 05:34 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 

 هالني الكم الكبير من المنشورات التي نشرت ووزعت على منصات ومواقع التواصل والمواقع الاخبارية ، وكان ذلك قبيل 24 ساعة من انعقاد جلسة تجمع ابين التشاوري ، الكل نقل صورة عن ابين وفقا واتجاهاته وميوله السياسية و يطالبها بتبني تلك الميول في مخرجات وبيان تجمعهم .

  

  من يتفحص تلك المنشورات يجد ان غالبية مدونيها هم من ابناء أبين نفسها التي يطالبها بتبتي خياراته السياسية الذاتية ، في الوقت الذي لم يكلف نفسه يوما بتسخير جزء يسير من حبر قلمه لتبني احتياجات المحافظة ، قمة الانحطاط والبخل والأنانية لهؤلاء ، بل كان النفاق رديفهم ، فحين كانت ابين ترفع العلم الوحدوي يهللون ويكبرون لها ويصورون الأمر وكأنه فتح عظيم ابان فتوحات ( أورشليم ) و ( الأندلس) ، في الوقت الذي تجف فيه اقلامهم عن مساندة المحافظ ومطالبة الحكومة بتوفير موازنة لمشاريع التنمية والاعمار في المحافظة .

   كانت مطالب هؤلاء تتركز و تتمحور في تبني خطاب جهات سياسية معينة ضد جهات سياسية اخرى ، لايهمهم ان تكون ابين بلا كهرباء او مياة ، لا تهمهم ابين ان تكون مرتع للإرهاب أو ضده ، لا يمهم طفلا  يموت بمرض نتج عن انتشار البعوض حول بحيرات المجاري القريبة من منزلة ، لا يمهم ان تتمخض النساء و يموت مواليدهن في رحلة سفر طويلة وحرب مع الرمال والحفر في طرق المحافظة ، المهم عندهم إرضاء مأموريهم ومن يدفع لهم وضمان استمراريتها..

 

  قالت ابين كلمتها وكان قول فصل بعيدا عن ماكانوا يرجوه ويتمنوه ..

  قالت ابين كلمتها ولم تكن اسيرة لاهوائهم واهواء احزابهم ..

  نعم قالت ابين كلمتها وكان الميسري فارسا لها ولكلمتها .. الميسري الذي شب عن الطوق ، الميسري السياسي المحنك الذي بات يعي ويفرق بين الاعلام الغث والسمين ، بين الاقلام الحرة الهادفة والاقلام المأجورة ..

 

   قد ينتقدني البعض و يصفوني مطبلا لأبين والميسري ولكن نص بيان التجمع جاء بما لا تشتهيه سفن البعض ، فحين اراد البعض ان يكون التجمع ضد كل ما يتبناه المجلس الانتقالي بل ويحثون على اعلان التصادم معه مباشرة.. جاء خطاب الميسري والبيان مصادر متوافقا ومساندا لخطابات المجلس .. فحينما اعلنوا وقوفهم مع شرعية الرئيس فالمجلس لا ينكر ذلك بل وبن بريك يعلنها مرارا وشلال وصالح السيد وقادة الحزام يلتقون بالميسري في مكتبه تحت ظلال صورة الرئيس ، وحينما يعلن الميسري وبيان ابين انهم مع استعادة الدولة فقد كان هناك اتفاقا مسبقا مع هادي والتحالف بالحفاظ على مقومات الدولة ومؤسساتها ، لان الكل يدرك ان بديل ذلك هو الفوضى .. وكذلك محاربة الارهاب وكثير من النقاط المشتركة ..

 

 الذين يفقهون السياسة يعلمون ان هادي قال فلنستعيد الدولة وبعدها لكل حدث حديث ، ونائب المجلس الانتقالي يقول لن نستعيد الجنوب الا متى ماعادت الدولة والشرعية .

 

 الحنكة السياسية للميسري اوصلت الكثير من الرسائل للعدو والقريب ولكل المكونات في الشرعية وخارجها .. أبين هنا ولن تشذ او تكون تبيعة لأحد ..

 

أسفي على الذين كانوا حاضرين و لازالوا يظنون انهم حضروا مع الرئيس ضد المجلس الانتقالي ،، و أسفي على الانتقاليون الذين لم يحضروا ويظنون ذلك ايضا..

 

  خلاصة البيان الاعلان جهود ستبذل لمشاريع التنمية في المحافظة و لم يعلن الانفصال ولم يعلن التأييد للأقاليم ، وأروع ما فيه حذف مصطلح مليشيات الحزام والأجمل مساندة الرئيس حتى عودة الشرعية ..