آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-07:42ص

القضية الجنوبية بين مقصلة الإخوان وتناحر المكونات الجنوبية

الأحد - 30 ديسمبر 2018 - الساعة 05:25 م

أحمد قليم
بقلم: أحمد قليم
- ارشيف الكاتب


وصلت القضية الجنوبية إلى منحنى حاد ومرحلة استثنائية صعبة بالغة التعقيد في فترة يتحكم بها تيار إخواني غاشم لايعترف بحقِِ ولايتقيد بحد ولايعترف بأحد غيره ولايؤمن بنظام ولاقانون غير مشروعه الايديولوجي المجنون الذي تتحكم به المصلحة الحزبية المتطرفة القائمة على إقصاء ونفي الآخر وعدم قبولة ، والذي يجعل من العنصرية الطائفية المقيتة شعارا ويتخذ من قانون الغاب اسلوبا مميزا للقضاء على كل مخالف للحزب، لضمان بقاء الحزب الاخواني واستمرار المشروع الاخواني التوسعي وإزالة القضية الجنوبية التي اثقلت كاهلهم وأرقت أجفانهم ويعملون في سبيل ذلك جاهدين ليل نهار ولم تُترك وسيلة إلا واستخدمت،

وبالتالي بعد ان أصبحت القضية الجنوبية أمام هذا التحدي الاخواني الكبير الذي يتطلب وحدة الصف الجنوبي ولملمة أوصالة للوقوف صفا واحدا بوجه الاعداء اختلفت بعض المكوانات الجنوبية وتباينت آرائها فيما بينها وبدلا من بحث الجميع عن اسباب الاختلاف لإيجاد حلول جذرية لـها انشغل كلاً منهم في البحث عن سبب ليخون الآخر وبدأوا بتراشق التهم وصرف صكوك التخوين وتناسوا الهدف الرئيسي غير مدركين لحجم المؤامرة التي تحاك لإشعال نار الفتنة بين ابناء الجنوب،

فيعمل الاعداء على ارسال صورة للعالم عن مدى تشرذمنا وتشتتنا منتشيا فرحا ومستفيدا من حالة التخلخل التي بين الفصائل الجنوبية إلا ان لكل مرحلة عاقلها وقائدها الذي يعمل النهوض بالأمة وتضميد جراحها ويرص صفوفها ويوحد كلمتها إلا ان كل الجهود المبذولة في سبيل توحيد الصف الجنوبي لن يكتب لـٍها النجاح إذا لم تتواجد حسن النوايا وتعزز الثقة المتبادلة بين كل الفصائل والعقول المتسعة التي تتقبل الكل بصدر رحب وتستوعب كل الاطياف بشتى اختلافاتها وتوجهاتها وتحتوي جميع الاختلافات والتباينات دون قيد او شرط،

وإلا فان القضية الجنوبية ستكون على المحك اي بين مقصلة الاخوان وتناحر والفصائل والمكونات الجنوبية وبهذا تكون القضية الجنوبية ضحية ممحكاتنا واختلافاتنا مالم تحتوى كل التباينات وتزال كل العقبات والمعظلات وتقدم مصلحة الوطن العليا على كل المصالح الشخصية والمماحكات السياسية الضيقة التي لاتسمن ولا تغني من جوع غير إحلال الفرص للأعداء للتمكن منا،
فان القضية الجنوبية ستكون اما امام مقصلة الاخوان للنيل منها وتنفيذ مشروع اليمننه وإعادة الاحتلال بالقوه ، واما ستكون ضحية الفتنة والتناحر بين ابناء الجنوب.