آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:55ص

انطباعات من زيارة إلى الضالع

الثلاثاء - 18 ديسمبر 2018 - الساعة 11:22 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


اكتب هذه السطور والانطباعات عقب أيام قلائل من زيارتي السريعة لمحافظة الضالع التي ذهبت اليها مطلع الأسبوع الحالي بصحبة صديقي النبيل العميد محمد إسماعيل حسن رئيس الشعبة المالية للمنطقة العسكرية الرابعة لتقديم واجب العزاء في وفاة المناضل والشخصية الوطنية والواجهة الاجتماعية والقبلية الشيخ مسعد ناصر المعكر الذي غيبة الموت أثر جلطة قلبية مفاجئة رحمة الله تقشاه. هناك وفي قرية الثبيب احدي مناطق الحميراء مديرية جحاف شمال الضالع مسقط رأس الفقيد استقبلنا إخوان وأهل ال المعكر وعلى رأسهم القائد العسكري البارز العميد علي ناصر المعكرقائد كتيبة الدبابات باللواء 33مدرع والشيخ صالح ناصر المعكر ونجله القائد الشاب البطل الجريح سياف صالح وجموع محبي المغفور له الشيخ مسعد المعكر وهم كثر جاو من مناطق وقرى ومديريات بعيده من الضالع وخارجها اكتظت بهم دواوين ومجالس منازل ال المعكر استقبلونا بحفاوة وترحاب حار في قريتهم الجميلة الواقعة على منحدر جبل يحيطها وادي الثبيب التي تزينه الأشجار المتنوعة بمافيها حيطان القات.

بعد تناولنا وجبة الغداء انتقلنا إلى إحدى الدواوين الممتلئة بالمعزيين لكن سرعان مانهض جزء منهم لإفساح المكان لنا جلسناء نتناول القات ونتجاذب الكلام الجانبي وفي تلك الأثناء صدح صوت شيخ سبعيني في العمر ليأخذ الحديث وشدني وهو يتحدث بتلك اللغة الرفيعة عن تجارب ودروس الماضي لمراحل وسنوات عجاف مربها الجنوب والأخطاء التي صاحبتها حتى دخولنا في نفق الوحدة بالعواطف.

وخاطب ذلك الشيخ الجميع بعدم تكرار تلك الأخطاء الكارثية وتوعية هذا الجيل من الانزلاق في ذلك أعجب الحاضرين بحديث الشيخ الشبية بالخطبة حتى قادر المكان كان برنامج الزيارة غير محسوم بين المبيت اوالعودة إلى عدن مسأ والأصح اتفقنا ورفيق الرحلة العميد محمد إسماعيل قبل وصولنا بالعودة قبل المغرب.

 لكن شعرنا بمتعة البقاء فانتقلنا بعد الصلاة إلى مجلس آخر كان يتواجد فيه المحافظ اللواء علي مقبل صالح والمحافظ الأسبق اللواء علي قاسم طالب دخلنا وكانوا يتأهبون للمغادرة لكن وصولنا حال إلى تأخرهم فكانت جلسة ثانية فيها نقاش متميز وتساؤلات كثيرة وكلام وذكريات لاتخلو من الفائدة لفت انتباهي حقيقة اللواء علي قاسم طالب وهو يتحدث بقلق عن المشهد الوطني مبديا قلقة من تردي الأوضاع ومن بعض الأخطاء والممارسات والخلافات بين القوى السياسية الجنوبية والتي قال يجب ان نتجاوزها ونكسر حواجز العزلة وقطع الطريق على مثيري الفتن مبديأ في الوقت نفسه بالعمل مع الجميع والمساعدة وتقديم المشورة الصادقة لمايخدم الوطن والمواطن في هذا الظرف الاستثنائي العصيب وعلى نفس النظرة الوعية  تحدث المحافظ علي مقبل فيما كانت إجابات العميد ابوعباس أكثر وضوحا وأهمية الحاضرين عن جانب إعادة البناء العسكري ولا داعي لتفاصيل.

حسنا من تلك النقاشات والحوارات في ساعات قليلة وجدت أن الغالبية العظمى من أبناء الضالع وأقصد هنا كبار القوم والعقلأ والنخب لديهم حرص شديد على لعب دور وطني واجتماعي بما يوحد الأطراف السياسية مع القيادة الوطنية الشرعية على كلمة سؤ بعكس مايحاول البعض وصفهم بالمتطرفين ويتهمهم بالتمترس في النزعة العنصرية والمناطقية وقناعتي الشخصية ومعرفتي بالنسيج الاجتماعي في الضالع وأبين ويافع وردفان وشبوة والصبيحة ووالخ أن فيهم او السواد الأعظم منهم يدركون الحقيقة أنه لن تقوم للجنوب قائمة أن لم يتوحدوا ويتنازلوا لبعضهم ويتحركوا في أوساط الشباب من جيل الوحدة التائة المتهور ومعهم الحمقى والمغرورين ويبصروهم عن مصالحهم ومستقبلهم في التماسك والتلاحم والقبول ببعضهم فإن كل شي ينتهي و سيخسروا ما بيدهم ولن يأتي الجنوب ولأغيره اذا كلنا نشتي مناصب وقيادات واستخدام القوة وأدوات الموت ضد بعضنا على حد تعبير طيب الذكر اللواء أحمد البصر وزاد ماقال العميد الخضر مزمبر اذا كنا نفكر بالتهان بعضنا ونعيد صراعات الماضي وسفك الدماء الغالية يفضل نذهب إلى بإصابات الرويشان لتنقلنا إلى باب اليمن .

وبالعودة إلى الضالع وناسها فإنني ولله اعرف فيها رجال وقيادات بحجم وطن ينظرون إلى بعيد وليس إلى بين قدميهم وتعمدت ذكر نسيج اجتماعي محدد وعدم ذكر حضرموت والمهرة وسقطرى لأنني أدرك أن هولا محصنين ومستحيل اختراقهم والزج بهم إلى مربع الصراعات فالتاريخ والجغرافيا لاتحتاج إلى يقول غير ذلك فيما عدن الحبيبة تدفع الثمن دون ذنب.

الضالع تمتلك خيرة الرجال قادة كبار وان كان لم تتح لهم الفرص للعب دور وطني في هذه المرحلة ولانعرف لماذا يتم تغييبهم والرئيس هادي ومحيطية يعرفونهم.

 الضالع ليست اللواء عيدروس الزبيدي وشلال شائع وعلي مقبل وصلاح الشنفرة وخالد مسعد وسيف صالح الضالعي وعلي قاسم طالب وواوسان العنشلي وعبدالدائم وعبدالناصر صبيره وصالح عبيد وفضل حسن وعدلان العتس وسيف سعيد عبيد وعلي المعكر وسيف علي صالح ابوعمر وسيف سكرة ووالخ هولا مناضلين ولن نقول في حقهم شيء بل إن الضالع التي أنجبت علي عنتر وقائد صالح وعلي شائع وصالح مصلح وسلطان ويحيى الشعيبي وسيف الضالعي ومحمد البشيشي وصالح حسين راشد وعواس والقذافي والكحيل وهولا منهم من رحلوا إلى جوار ربهم ولكن لهم رصيد مشرف في أعماق التاريخ وأبناء شعبنا جيلأ بعد جيل وآخرون مازالوا في صميم المعركة الوطنية وفي الضالع تبرز أسماء أخرى كما اشرنا سلفا أمثال محسن الداعري و وعبدالعزيز المفلحي ونبيل صبران وعبده المعطري وعبيد الاعرم وصالح الزنداني والعربي وفضل علي حسين ومحسن ناصر مثنى وعباس مسعد وعلي محسن عبيد وغيرهم كثر الذي تشعر وأنت أمامهم أن الدنيا بخير وان الوطن متعافي. على الأرجح لن تجد اسم قائد عسكري مهني معروف من الضالع حمل سلاحه واستعد للقتال في مواجهات 28يناير الماضي المؤسفة ومثل هذا النموذج الوطني أكان من الضالع اوابين اويافع أو غيرها هم من الجديرون بالمسؤولية كونهم كبار بعقولهم بايجابياتهم. وماذا بعد الحديث قد يكون خرج بعض الشي عن انطباعاتي في زيارتي إلى محافظة الصمود الضالع الذي أردت من حلاله توجيه بعض الرسائل لمن يقراها صح وليس لمن لايفقة معانيها لكن أحس اني قد تعبت من الكتابة على الجهاز واعد باستكمال الانطباعات وللحديث بقية ودمتم والوطن بالف خير وأمن واستقرار وازدهار والله الموفق