آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-07:05م

الدولة بناء لاشعارات

السبت - 24 نوفمبر 2018 - الساعة 01:42 ص

احمد الحاتلة
بقلم: احمد الحاتلة
- ارشيف الكاتب



كتب: احمد الحاتلة


لطالما قلنا ان الوزير الجيد من يمتلك شيى اسمه (الخطوة التالية) القادر على تفعيل وزارته والدفع بها نحو الانتاجية رغم الصعوبات والعوائق ورغم كل شيى
وعلى النقيض منه الوزير الطفيلي الذي لايعتاش سوى على احلام ومعاناة الناس وبيع الاوهام والخداع للبسطاء!

سنوات طوال من الشعارات الثورية ورفع الاعلام الجنوبية على مباني قطاع النقل ومبنى مطار عدن الدولي لم تسقي شهيداً شربة ماء او تنقذ جريحاً يوماً من الاعاقة!

وزيران جنوبيان على التوالي جاءوا الى وزارة النقل باسم القضية الجنوبية لم يقدما للناس شيى سوى تلك الأعلام المعلقة والشعارات الحماسية والكثير من منشورات الواتس اب والفيس بوك!
مات المئآت من اخواننا امام تلك اﻷعلام المعلقة والشعارات الثورية بانتظار رحلة شكلت يوماً الفرق بين الحياة والموت وبين الاعاقة او العيش بعنفوان!

غادر الوزيران ولم يبنيا طوبة واحدة او يفتتحا مكتباً واحداً في الوزارة ناهيك عما هو ابعد من ذلك
رحلا مخلفين الكثير من الكوارث والفساد وعجزاً تجاوز الـ 30 مليار ريال يمني!
رحلا مع الكثير من العمائر في العواصم العربية والفلل المنتشرة في كل المحافظات وبقي المواطن البسيط على نفس الرصيف الواقف عليه منذ اعوام لم يتغير من واقعه شيى وتغيرت حياتهم في كل شيى!

منذ تحرير عدن ونحن في صراع مرير مع الامارات وادواتها الانتقالية لسيادة الدولة على منافذها وجزرها وعلى كل شبر في اليمن شماله وجنوبه بعد ان باعها حُماة العرض اولاد الحرام!
اُغتيل من اغتيل واُخفي من اخفي في السجون السرية ومن بقي ضل هدفاً مشروعاً لقنواتهم الاعلامية ولـ مرتزقتهم يمسي على تهمة ويصبح على اخرى وكان عزاؤنا انها ارضنا منذ فجر البشرية!

اليوم نرى الوزارة تُدفع للامام الى اقصى حدودها من الوزير القادم من ضواحي لندن الدكتور صالح الجبواني مدشناً نهضة مؤسسية صادقة لخدمة البلاد والعباد وتحسين حياة الناس واجمل مافي الامر ان ذلك يحدث بدون ان نرى أعلام معلقة او شعارات مرفوعة لخداع الناس والبسطاء!

اليوم باتت اغلب قطاعات النقل تحت سيادة الدولة وبات اغلب الهيئات والمؤسسات والشركات التابعة للوزارة مفعّلة او جاري تفعيل ماتبقى منها،
اليوم اصبح السقف الزمني لتنفيذ المشاريع التطويرية في قطاع النقل لايتعدى المائة يوم بعد ان كان بالسنوات!

بالامس شاهدنا جميعاً الطائرة سقطرى على ارض الواقع قبل مشاهدتها على المواقع الاعلامية!
ورأينا القاطرة البحرية وادي حسان وسط ميناء عدن بلا ضجيج اعلامي وبلا ترويج مثلما عودونا لصوص الوطن وفقهم الله!
بالامس كانت عشرة ايام فقط مابين توجيه الوزير بحل الاشكالية الامنية في مطار عدن الدولي وبين استقبال منظومته الامنية!

مانريد قوله ان الاوطان تُبنى بالحقائق لابالاوهام والقادرون على البناء تستطيع الاستدلال عليهم بالحقائق والارقام
ومن يريد خدمة الناس بصدق واخلاص لايحتاج لبيع الوهم تارة والارتهان للعمالة تارة اخرى!!
دمتم بعافية..

بقلم/ احمد الحاتلة
مسؤول الملف الامني للمقاومة الجنوبية