آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:48ص

(شرف محفوظ) رئيساً للجمهورية ..!

الأحد - 04 نوفمبر 2018 - الساعة 11:56 ص

محمد علي العولقي
بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


 

الكابتن شرف محفوظ .. هذا الرجل ذكي جداً ، لأنه يعرف دائماً أين يضع نفسه ، فقد اعتزل الهداف الذهبي التاريخي (شرف محفوظ) كرة القدم قبل عقد ونيف ، لكنه لازال يرفع درجة حرارة شعبيته الجماهيرية إلى الدرجة القصوى.

* نادرون هم الذين يجيدون صياغة تعريف النجومية ، ولعل (شرف محفوظ) في طليعة هؤلاء الأذكياء الذين يحيون ذكراهم في قلوب الجماهير براً وبحراً وجواً على مدار الساعة ، إذ كلما مرت السنون يزداد الذهبي (شرف محفوظ) لمعاناً .. ولو قدر لي إعادة ترتيب عناصر الجدول الدوري لوضعت (شرف محفوظ) فوق البلاتين والألماس والذهب.

* لكن ما هو السر الذي يجعل من (شرف محفوظ) حبيب كل الملايين في الداخل والخارج ، رغم أن رأسه الذهبي قد تقاعد ، وقدمه توقفت عن الإنجاب ..؟
* دعوني أبوح لكم بسر هذا العشق الجنوني للنجم الدولي (شرف محفوظ) ، وهو سر يستطيع أن يوصل (شرف محفوظ) إلى رئاسة الجمهورية بنسبة تصل إلى مائة في المائة.

* يمتلك (شرف محفوظ) جاذبية مدهشة في التأثير على المزاج الشعبي جنوباً وشمالاً ، شرقاً وغرباً .. جاذبية ميزه بها الله عن باقي النجوم .. وهذه الجاذبية هي نفسها التي توجت الفنان (عبد الحليم حافظ) على عرش الغناء العربي بلا منافس ، رغم أنه رحل عن دنيانا قبل أربعين عاماً.
* قلتها بالأمس في عز مجد (علي عبدالله صالح) ، و أقولها اليوم في عهد (عبدربه منصور هادي) ، لو أن الانتخابات الرئاسية تتحكم فيها الأخلاق لاكتسح (شرف محفوظ) الصناديق ، ولفرض نفسه رئيساً على البلاد ، وزعيماً للعباد بالضربة القاضية.

* تبدو جاذبية (شرف محفوظ) في عيون شيوخ عرفوه ، وفي قلوب جيل ، أجمع على أنه ذو شخصية جذابة تدخل القلوب دون استئذان ، وفي جوانح أطفال ، ينهلون من نهر أخلاق هذا الإنسان ، الذي يستثمر نجوميته على بساط التواضع ، ويا عيني على البساطة.
* نجوم جنوبية كبيرة ربما فاقت (شرف محفوظ) كروياً ، لكن هؤلاء النجوم فشلوا في الاحتفاظ بمكانتهم في قلوب الناس ، منهم من تلون كالحرباء ، يوم مع (زيد) ويوم مع (عمرو) ، ومنهم من باع نجوميته في مزاد النفاق ، يوم (جنوبي) ، ويوم (وحدوي) وأيام مع (بطنه).

* تكمن جاذبية (شرفنا المحفوظ عن ظهر قلب) ، في مواقفه الثابتة تجاه قضية (الجنوب) ، مبدأه واضح لا يتزحزح عن قناعاته قيد أنملة ، لقد ضرب بكل المغريات السياسية عرض الحائط مفضلاً (جنوبية) الشعب على حساب (وحدة) السياسيين المنافقين.
* يمكن لفرسان المواقع الاجتماعية ، أن يدعون إلى استفتاء شعبي ، لاختيار رئيس للجمهورية ، وليضعوا إسم (شرف محفوظ) بين كل السياسيين المراوغين ، وهم الذين خربوا البلد ، وقعدوا على تلها ، ستكون نتيجة الاستفتاء أو الاستبيان ، إكتساحاً شعبياً للنجم الذهبي (شرف محفوظ) ، وسيتوارى أمامه سياسيون نهبوا البلاد ، وسرقوا العباد ، وقفاهم يقمر عيشاً.

* دعوا أي رئيس سياسي يخطب في نفس لحظة مقابلة تلفزيونية مع (شرف محفوظ) سيهرع الشعب عن بكرة أبيه وأمه لمتابعة (شرف محفوظ) ، ولن يستمع للسياسي إلا عائلة إبليس وإخوته من الرضاعة السياسية.
* شخصياً .. لم يدهشني الاحتفال الكبير الذي أقامته الجالية الجنوبية في (جدة) للهداف البارع (شرف محفوظ) لسببين :
- الأول : أن (شرف محفوظ) يحظى دائماً بإعجاب كل الناس أينما حل وارتحل ، بحكم مكانته كلاعب وكإنسان يقطر خجلاً.

- والثاني : أن أبناء (يافع) تحديداً والوفاء وجهان لعملة واحدة.
* يذهب (شرف محفوظ) إلى أي محافظة ، أو أي قرية نائية ، ستشكل زيارته حدثاً فريداً ، حيث سيُستقبل إستقبال الأبطال ، في حين يزورهم سياسي، ولا تجد حساً ، ولا خبراً لهذه الزيارة ، وهنا يكمن الفرق بين لاعب يُصدر الأفراح إلى الملايين وسياسي يصدر الأتراح والمآسي والفواجع ، كل ساعة وكل دقيقة إلى قلوب الناس ، راكضاً خلف الفلوس والملاليم.

* يُغادر الكابتن (شرف محفوظ) إلى الخارج فيصبح فاكهة المدن وحلاوة الجاليات ، والحدث الأبرز الذي لأجله تقام الاحتفالات والليالي الملاح.
* الرؤساء قديمهم وحديثهم ، عندما يزورون الجاليات ، يدخل الناس إلى بيوتهم ، وهم يقولون في هلع : يا ساتر يا رب .. أما (شرف محفوظ) ، فتفتح له الأبواب الموصدة وتتساقط البروتوكولات تحت قدميه.

* نفسي ومُنى عيني .. أن يبتعد الشعب عن مواويل رؤساء ، حكمونا بالدم ، ولنعط الفرصة للذهبي (شرف محفوظ) ، ليحكمنا بالقدم.
* لو أننا حقاً في بلد ديمقراطي ننتخب فيه من نريد ، دون تهديد ووعيد وقطع أرزاق ، لتمكن (شرف محفوظ) من تكرار تجربة (جورج ويا) النجم العالمي الذي أصبح رئيساً لدولة (ليبيريا).

* وآخر قولي مثلما قلت أولاً : شكراً لأبناء الجالية الجنوبية في مدينة (جدة) على هذا الدرس الرائع ، في تكريم الابداع والتألق، والشكر الكبير موصول لأبناء (يافع) خاصة الذين يؤكدون بنشيد دولتنا القادمة أنهم دائماً الرئة التي يتنفس منها الجنوب.