آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:58م

الإنسان قوي وكثير بأخوانه

الأحد - 04 نوفمبر 2018 - الساعة 12:10 ص

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


كنا الجنوبيون ولازلنا الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية اليمنية وإن تهيأ للبعض خلاف ذلك. خدعنا وهزمنا سياسيا في طريق الوحدة، وسحقنا عسكريا في حرب الإنفصال 94. دخلنا الوحدة متفرقين، وخضنا الحرب أعداء. فهل تعلمنا أين موقع قوتنا أو ضعفنا، وسبب هزائمنا المتكررة؟؟؟

مناسبة هذا الكلام، صوت دولي يتردد ويعلو لوقف الحرب وبدأ المفاوضات. لسنا ضد وقف الحرب والسلام، ولكن اي سلام؟
حكومة شرعية "جنوبية" نحن الجنوبيون أكثر من ساهم في إضعافها. مجلس جنوبي يقصي العديد من أبناء الجنوب، ويدعي أنه مسيطر على الأرض "المحررة" ومع ذلك الخلل الأمني فيها كبير، والخدمات في أسوء حالها. عملنا على إسقاط رئيس وزراء جنوبي ليحل محله شمالي، هل تحقق للمجلس الانتقالي ومناصريه أي هدف نحو الإنفصال بإسقاط بن دغر، أم كان لخدمة أجندات أخرى؟ مع أنني ضد مثل تلك الأصوات الجهوية، واتمنى التوفيق لكل من يتولى هذا المنصب مهما كان جهته الجغرافية أو انتمائه السياسي.
جنود جنوبيون يحاربون في غير أرض الجنوب، وجنود شماليون يتمركزون في أرض الجنوب وفي تبات الشمال الساكنة الهادئة.

مفاوضات السلام يبدو أنها قادمة وقد تكلم الكبار، وأسسها المدعومة إقليميا ودوليا واضحة، والمثل يقول "الإنسان قوي وكثير باخوانه"  وأكمل ومن اتخذ من إخوانه أعداء فكيف يكون حاله؟
شخصيا أنا مع وحدة الأقاليم على سلبياتها، ليس لأني ضد انفصال الجنوب، بل لأننا كجنوبيين أخطأنا طريق الإنفصال.
كنا بحاجة لكلنا وليس لبعضنا. بحاجة لتحسين ظروف المواطن وليس للعبث بها لأهداف سياسية تأتي بعكس الشعارات المرفوعة. ليس القوي من يكسب الحرب، ولكن الضعيف من يخسر السلم. الخسارة قادمة لمن كان يسعى في أضعاف ذاته بعلم أو بجهالة. حتى الجنان يشتي له عقل.