آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:10ص

أيها المتصارعون على الثروة والسلطة رفقا بنا!

الخميس - 25 أكتوبر 2018 - الساعة 08:39 م

يحيى محمد القحطاني
بقلم: يحيى محمد القحطاني
- ارشيف الكاتب


أيها المتصارعون على الثروة والسلطة: هل تعلمون أننا ضمن أفقر دول العالم وأفشلها والسبب ليس في الثروة الطبيعية ولكن لأننا نفتقر للحكم الرشيد ولثروة الإنسان والعقل.

لاتتحدثون أن لدينا أماكن سياحية.. وأبرز الصور التي ينقلها عنا العالم هي صور الجثث في الشوارع ...

لاتتحدثون أن لدينا بترول وديزل وغاز.. لان المستفيدين من صفقات البيع لهم أشخاص.. بنما موظفين الدولة بدون مرتبات منذ عامين.. والملايين من الشعب اليمني يعانون من الجوع والفقر المدقع.. مع أن قيمة الدبة من البترول والديزل والغاز لدينا بضعف السعر العالمي.

لاتتحدثون أن أرضنا زراعية ونحن تستورد البر والدقيق من استراليا والرز من الهند وأمريكا وحتى الثوم من الصين...

لاتتحدثون عن ثروة الأحجار الكريمة ونحن لاتستخدمها إلا للمتارس في القتال.

لاتتحدثون عن ثروة اليمن البشرية والمعدنية.. ونحن مشحونون بالحقد والعنصرية والسلالية والمناطقية.

ﻻ تتحدثون عن بلد كل اهتماماته في الماضي السحيق.. مؤتمراتة العلمية والصحية والمالية.. كلها تصب في موضوع الوﻻية و البطنيين.. وسقيفة بني ساعدة.. وظلم بني أمية والعباسيين.. وخﻻفات علي وعمر وأبوبكر وعثمان ومعاوية.. وقتل الحسن والحسين.. وشيطنة إبن العاص ويزيد.. ومعارك أبولهب وأبوجهل وأبوسفيان، ضد المسلمين في بدر وأحد.. ومعركة صفين والجمل، وتفسيرات القرطبي، وإبن حجر.. وأحاديث البخاري وابوهريرة...إلخ.. تلك المرويات واﻷحداث.. إلتي مضى عليها أكثر من 1400عام...

بينما معظم جميع دول العالم المتحضر.. في اوروبا وأسيا وأمريكا.. تناسوا فيما بينهم مآسي الحرب العالمية اﻷولى والثانية.. بالرعم أن عدد القتلى منهم في الحربين.. ما يقارب من 100 مليون شخص.. وهاهم اليوم في تجمعات اقتصادية وصناعية.. ومع ذلك تناسوا الماضي ويعملون بجد واجتهاد للحاضر والمستقبل.. فتطوروا وتقدموا وطلعوا المريخ.. وصنعوا الطائرات والصواريخ عابرات القارات.. بينما نحن كنا وﻻزلنا عالة على غيرنا من اﻷمم  والدول.. ونحن محلك سر في ذيل القائمة في كل شيء.

تلك الدول المتطورة كانت وﻻ زالت تولي العنصر البشري جل اهتمامها.. فطورت مناهج التعليم في المدارس والجامعات.. واهتموا بصحة اﻷفراد.. وفي معيشتهم.. و مساكنهم.. وفي الضمان اﻹجتماعي.. لكل فرد في المجتمع.. وجعلوا اﻹنسان لديهم هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً...

 

بينما نحن الشعوب المتخلفة.. كنا وﻻ زالنا نهتم ونبحث عما هو موجود في باطن الأرض وماالذي سنستخرجه من البترول والغاز.. كي نأكل ونشرب.. وحولنا بلداننا إلى بؤر لﻹرهاب والقتل والفساد والفاسدين.. ونشرنا فيما بينناالحقد، والكراهية، والجهل، والفقر، والمرض، والموت، والخراب ليس إﻻ...

أيها الحكام العرب المستبدون.. في كل أقطار الوطن العربي.. في شرقها وغربها.. هل تعلمون أن إنسان واحد مثل "بل غيتس" مؤسس شركة مايكروسوفت.. يربح في الثانية الواحد 226 دولار.. اي أن ما تملكه جميع الدول العربية.. بما في ذلك دول الخليج البترولية من احتياطي للثروات لن تستطع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب...

وهل تعلمون أن مدخول شركة مثل شركة سامسونج في عام واحد 327 مليار دولار نحتاج لمائة سنه لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي.

أخي اليمني في الشمال والجنوب.. أخي العربي في كل مكان.. والواهم بأن لديك ثروة في باطن اﻷرض.. من بترول وغاز وذهب.. ستجعلك في غنى.. وبدون الحاجة الى عقلك.. لذلك فدع عنك أوهامك...

أيها الحاكم أيها المواطن اليمني والعربي.. نحن بحاجة ماسة إلى الديمقراطية وإلى العدالة اﻹجتماعية والمساواة.. وإلى اﻹهتمام باﻹنسان معيشيا وصحيا.. وباالعلم والصناعة.. ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. وفي توقيف الحرب.. وعدم إشعال الفتن والحروب. . و إثارة الفوضى والنعرات الطائفية والسﻻلية.. فيما بين أفراد الشعب اليمني الواحد.. وفي عدم نبش الماضي السحيق.. فانا وانت مسئولين فقط عن الحاضر والمستقبل.. وغير مسئولين عن مشاكل الماضي.

فلا ثروة مع عقلية الثور.. والبندقية والزوامل.. والحرب إلى يوم القيامة ..!!

هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية...

وفي أقل من خمسين عامًا انتقمت من العالم بالعلم والتقنية...

وهزمت ألمانيا كذلك شر هزيمة.. ووضعت تحت الوصاية الدولية.. وقسمت بين الشرق الغرب.. وخﻻل 50 عاما أصبحت من أوائل الدول السبع الغنية والصناعية...

وبقي الأغبياء والجهلاء يسألونك من بيت من أنت؟ أو من أي قبيلة أنت.. وهل انت شمالي او جنوبي؟ دحباشي وإﻻ حضرمي؟  تعزي وإﻻ إبي؟ شافعي وإﻻ زيدي؟ سني وإﻻ شيعي.. عدناني، قحطاني.. اصلاحي، اشتراكي، حوثي، مؤتمر، ناصري.. إلخ.. تلك الهرطقات التي قتلتنا وأخرتنا إلى ما شاء الله تعالى...!!!

الي متى  سنستمر بهذه العقلية؟؟       

وهي رسالة لكل اليمنيين بشكل خاص وإلى العرب والمسلمين بشكل عام.. بأن يحرروا عقولهم.. وأنفسهم.. من الجهل.. ومن الماضي .. افلا يعقلون...

حقيقة مؤلمة بالفعل...!!!