آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-09:34ص

الحراك : لسفراء دول النقض الفيتو ( التحرير والاستقلال )

الخميس - 06 ديسمبر 2012 - الساعة 06:45 م

محمد الهاشمي
بقلم: محمد الهاشمي
- ارشيف الكاتب


تنبه سفراء الدول العظمى في اليمن بما يجري في الجنوب,  في حشود جماهيرية مليونية خرجت تطالب بتحرير واستقلال وطنهم,  وسارعوا في الوصول إلى عدن عاصمة الجنوب للالتقاء بقيادات الحراك فيها، والسماع لمطالب الشعب الجنوبي عبر قياداتهم, إن هذا دليل وتأكيد على أهمية القضية الجنوبية لدى الدول الكبرى، باعتبارها قضية الشعب  والوطن والدولة الجنوبية.

 

لقد سئم المجتمع الدولي من أكاذيب حكومة الوفاق وأحزاب المشترك اليمنية التي تدلس عليهم في عدم وصول المعلومة الصحيحة، التي أوصلتها وخرجت ملايين الجنوبيين من اجلها، وقد عبرت إرادة الشعب الجنوبي  المطالبة  باستعادة ارض ودولة الجنوب، وطن ودولة ذات سيادة، تُحكم من أبنائها الجنوبيين متعاونة مع محيطها الإقليمي، والمجتمع الدولي.

 

 إن المجتمع الدولي قد تحرك فعلا ويقيناً ولامس قضية الجنوب عن قرب،  بعد ما رأوا الخروج المليوني في مناسبتي يومي 14 أكتوبر و30 نوفمبر لعام 2012م, وأحسوا إن  قضية الجنوب لا بد من الوقوف بجانها والقرب منها, وها هم اليوم، في لقاء مع قيادات الحراك يسمعون منهم طرح استعادة ارض ودولة الجنوب وجها لوجه، على طاولة مستطيلة.

 

إن لقاء قادة الحراك الجنوبي مع سفراء دول النقض ( الفيتو ) داخل مدينة عدن, قد زاد حماسنا، وتطلعاتنا لقيادة الحراك المتمسكون باستعادة ارض الجنوب، في ظل دولة ذات سيادة  تقام على أرضنا ارض الجنوب، دون وصاية من حكومة الوفاق، أو من أحزاب المشترك اليمنية.

 

باسمي، وباسم كثير من الجنوبيين الذين يريدون استعادة الجنوب، وطن ودولة ذات سيادة تحكمها العدالة والقانون, اشكر كل من حضر هذا اللقاء الذي تميز بطرح كل المتحدثين فيه باسم الحراك الجنوبي، الذي واجه السفراء بحقيقة ما يريده الشعب الجنوبي, وكانت كلمتهم واحدة هي تحرير واستقلال الجنوب , رافضين أكاذيب حكومة الوفاق, وأحزاب المشترك اليمنية، التي  تطرح قضية الجنوب من ضمن وطن آخر. لا صلة لنا به إلا إنه الجار الجغرافي.

 

تحليل عن ما طرح من السفراء في هذا اللقاء:-

 قال سعادة الوزير البريطاني : --- لم نأت هنا لنفرض عليكم أي شيء أو أن نقرر بدلا عنكم فانتم أولا وأخيرا من يقرر ما يخص قضيتكم.

الحقيقة إن الوزير البريطاني كان أكثر وضوحا وصراحة من زملائه, ويبدوا إن سعادة الوزير تفهم  في هذا اللقاء، عن الكثير الغائب عنهم بما يدور في ارض الجنوب, وقد أشار سعادة الوزير إشارة واضحة وملفته. وهو يتكلم بالجمع وليس بالمفرد، بقوله لم نأتي لنفرض عليكم أو نقرر بدلاً عنكم, في دلالة واضحة إن القرار أولا وأخيرا يعود للجنوبيين، فيما يخص قضيتهم,  وبفضل الله ثم بفضل الشعب الجنوبي, الذي اخرج الملايين وحرك ضمائر الدول العظمى، التي لا تقبل وحدة الأكاذيب اليمنية  بفرض القوة.

 وقال سعادة السفير الأمريكي : --- نحن نقر إن ما حدث في الجنوب كان أمر سيء، ونحن ألآن بصدد دعم جهود تعويض الجنوبيين وحل مشاكلهم، في ظل وجود الرئيس عبدربه منصور هادي.

 نشكر سعادة السفير الأمريكي على شهادته، فيما حصل على الجنوب من وحدة القهر اليمني من إساءة على شعب الجنوب, إن الإساءة، تحمل في طياتها  الكثير من المعاني,                إن احتلال الجنوب إساءة وجريمة, والقتل اليومي للجنوبيين جريمة وإساءة, وتجويع الجنوبيين عمداً إساءة وجريمة, وتشريد الجنوبيين إساءة وجريمة, ونهب وسرقة أراضي الجنوبيين إساءة وجريمة, ونهب ثروات الجنوبيين الذي حرموا منها إساءة وجريمة, وتسريح مئات الألآف من مدنيين وعسكريين جنوبيين إساءة وجريمة, يا سعادة السفير, هل التعويض المادي الذي تفكرون فيه, في وجهة نظركم، يعوض الجنوبيين, لا, لا, لا, لا يعوض الجنوبيين غير وطنهم الجنوب في دولة ذات سيادة، الذي سلب منهم بدون استفتائهم, أما سيادة الرئيس عبدربه منصور فهوى جنوبي ورئيس لليمن, ولكنه لا يمثل الجنوبيين, إلا باستعادة ارض الجنوب وسوف نرشحه رئيساً للجنوب.

 

وقال سعادة السفير الروسي : ---  يجب على الجنوبيين الاستفادة من فرصة الحوار الوطني مؤكدا أنها فرصة للجنوبيين لكي يطرحوا ما يريدون.

 
لم أتوقع ما قاله سعادة السفير الروسي, إن الحوار اليمني فرصة للجنوبيين, لا اعلم كيف سعادة السفير يطرح الحوار اليمني في لقائه مع الحراك الجنوبي,  والحراك  يرفض الحوار تحت مضلة الوحدة اليمنية، بل يرفض الحوار جملة وتفصيل بموجب قراري مجلس الأمن الحامل للمبادرة الخليجية, هل الفكر الروسي لا زال شمولي في عهد تخلى عن الشمولية.

 

وقالت السفيرة الأوربية :--- يجب على اليمنيين الاحتذاء بتجربة الاتحاد الأوربي.

 

يبدوا سعادة السفيرة متفائلة جداً إن يكون اليمن، مثيل لتقدم الدول الأوربية, يا سعادة السفيرة أنا اعلم انك تخاطبين أساتذة وسياسيين في قيادة الحراك الجنوبي، يدركون معاني الكلمات, وفي اعتقادي انك تريدين تخاطبي الشعب اليمني الذي تعلمين به، علم اليقين إن هذا الشعب  أمي لا يقرءا ولا يكتب بنسبة أكثر من ثلثيه تدغدغين مشاعره حتى يصدق إن اليمن سوف يكون متقدم مثل دول أوروبا, يا سعادة السفيرة إنا قرئت لك في أكثر من مناسبة، وأنتي  تكررين أكثر من مرة, يجب على الشعب اليمني أن يحذوا حذو تجربة الاتحاد الأوربي, ونحن نعرف إن الاتحاد الأوربي نسبة الأمية فيه صفر, ولم يتم في أوروبا اتحاد اندماجي بين الدول الأوربية, بل اتحادهم في (عملة اليورو) والدخول والخروج بالبطاقة فقط. ونعرف كل دولة في أوربا, دولة ذات سيادة, لها رئيسها وعلمها وجيشها ووزاراتها واقتصادها, واليوم الاتحاد الأوربي يعاني من دمج ( عملة اليورو) في الدول الأوربية، ما عدا ألمانيا. كيف لو تم اتحاد اندماجي بينهم في دولة واحدة، كانت كارثة في القارة الأوربية ورجوعها إلى العصور الوسطى، كما كانت. يا سعادة السفيرة لكم في المثل الذي يضربه اليونان في انهيار اقتصاده الذي تورط في اندماجه في (عملة الاتحاد الأوربي اليورو) ولم ينقذ الاتحاد الأوربي اليونان المنهار بأسباب توحده مع عملة الاتحاد الأوربي.

 

في الختام اكرر شكري لقادة الحراك الجنوبي الذين اظهروا لشعب الجنوب، إن لديه قادة لا يفرطوا في وطنهم مهما كانت العقبات أمامهم، كما اشكر سفراء دول النقض الفيتو في اليمن, على زيارتهم إلى عاصمة الجنوب عدن، في بادرة بالتعاون المثمر إلى عودة الأوضاع كما كانت قبل عام 1990 م على نموذج ديمقراطي تعددي بنظام يحمي الحقوق الوطنية والإقليمية والدولية وحماية البحر العربي وخليج عدن وباب المندب، والتعاون الأمني ضد الإرهاب بما يضمن الاستقرار في المنطقة, والنهضة بكل المؤسسات الأمنية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية نحو مستقبل أفضل يشار له بالبنان لكافة المجتمع الجنوبي وللإقليم والعالم.