جاهلة القرن 21 الحلقة 3 .. هل فعلا التحالف يخذل الشعب اليمني؟

روي أن عمر بن الخطاب لقي ناساً من أهل اليمن فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلين، فقال "بل أنتم المتآكلون الطالبون من الناس ما تأكلون لستم أنتم المتوكلين، إنما المتوكل: الذي يلقي حبة في الأرض ويتوكل على الله عز وجل.

إذا تتبعنا وسائل الإعلام المختلفة حول الشأن اليمني نجد أن غالبية ما ينشر هو انتقادات للآخر دون طرح حلول حقيقية ما عدى روؤية كل فريق الخاصة به للوصول للسلطة. هذا شاهد آخر على سذاجتنا السياسية وجهلنا لاجندات الدول.
الفشل الحقيقي هو فشلنا نحن وبخاصة الجنوبيون. وبدون مكابرة بالنظر إلى أداء الحوثيين في إدارة مناطقهم مع وجود خلاف كبير بين فريقي الإنقلاب الحوثي وعفاش ومقارنته باداءنا نحن أبناء الجنوب وخلافاتنا التي انعكست على امن وخدمات المواطن قد يكون فشلنا انعكس على أداء التحالف بصورة أو بأخرى . نحن الأولى بإصلاح وضعنا وليس التحالف. قيادات الحراك والانفصالي عاجزين أن يفعلوا ما فعله الحوثي، يريدون التحالف يسلمهم دوله ونظام على طبق من ذهب.

الخيارات الحقيقة ومن تاريخنا وواقعنا وواقع الأمم الأخرى وليس تمنيات أو هواء النفس هي : خيار "الاتكالية" ننتظر التحالف حتى يكمل سبع عجاف. أو الخيار الثاني بأيدينا لا بيد عمرو، قد يكون كما ذكرت في الحلقة (2) أو خلافه. الخيار الأخير كما فعل إسلافنا عندما انهدم سد مأرب، "الهروب في حالة العجز" كسر الحدود السياسية التي ما عرفها اسلافنا، بيننا وبين أبناء عمومتنا في دول الخليج "جزيرة العرب"، اللذين غالبيتهم ممن سبقنا بالهجرة بعد انهيار السد وما بعده ، فهم من السابقون ونحن اللاحقون .

الهجرة بمئات الألوف بل الملايين, نتتبع خطوات من سبقنا، ونذكرابناء عمومتنا "الخليجيون" بقوله تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".