آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:29م

جاهلة القرن 21 .. كيف بمن صنع هبل يخشى تحطيمه؟

السبت - 01 سبتمبر 2018 - الساعة 08:03 م

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


كثير من علماء المسلمين يبدعون ويكفرون بعضهم البعض، القيادات السياسية في البلاد العربية عالقون في اتهامات متبادلة بالعمالة والخيانة. انعكس ذلك على شعوبهم، اختلفوا تبعاً لاختلاف تلك النخب الدينية والسياسية، والشعوب على دين ملوكهم. دفعوا الشعوب إلى ثورات دموية، البسوها عباءات دينية ووطنية وقومية ومناطقية فعمقت الخلافات. هذا ما حدث في عراقنا ويحدث في يمننا وشامنا، لا أحد ينكره وإن اختلفنا في وصفه وأسبابه وأهدافه.

ما السبب، وكيف الخلاص؟
لعلي أختصر الأسباب بل أجملها في سبب واحد جامع وهو ماذكره المفكر البارز - الفين توفلر- ووصفه ب"جهالة القرن 21" يقول : "الجاهل في القرن 21 لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، وألتعلم من جديد".

خصوصية القرن 21 هو التطور الكبير في الفضاء الإعلامي وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، مكن أمم متفوقة علمياً وماديا عبر المعلومات "المغلوطة" من كذب وتزوير وتظليل من السيطرة على عقول الشعوب وبلدانهم ونهب مقدراتهم. ما عرف بالحرب الناعمة أو الجيل الرابع من الحروب، صدمة وفوضى وعدم ثقة في الأوضاع القائمة انقلاب على السلطة السياسية بل والدينية بقصد خلق دولة فاشلة وبايدي أبناءها، ثم يأتي دور الراعي الرسمي المنتصر "العدو" لفرض إرادته وجني المكاسب على حساب الشعوب، كما يقال، المنتصر يأخذ كل الغنائم. فهل هناك جهالة بعد ذلك؟

"حروب" السيطرة على عقول الشعوب لتوجيههم لخلق الفوضى في بلدانهم، ليأتي "المنقذ" ليسطر على كل شيئ لم تعد نظرية تدرس في الأكاديميات، هي في العراق واقع وبابشع صور التحكم في مقدرات البلد ونهبها، لذلك قدرة الشعوب في التمييز بين الصدق والكذب، وقدرتهم على التعلم من جديد والتخلص من الأفكار المغلوطة التي تعج بها وسائل الإعلام الجديدة هي المحك اليوم. هي حرب جديدة أسلحتها العقول بدل نيران المدافع. كما قال عنها العديد من الخبراء أنها سلاح الدمار الشامل الحقيقي لهذا القرن، لأنها تسيطر على "العقول" قبل الأوطان. غزوا العراق بكذبة، وباعوا الأوهام للشعب فتبعهم، فماذا حصدوا؟
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف هذا الزمان: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ , وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ".
فكيف المخرج والخلاص؟