آخر تحديث :الأربعاء-22 مايو 2024-11:33م

ولائِنا للجنوب وشعبه .... وليس للقادة

الأربعاء - 19 سبتمبر 2012 - الساعة 06:34 م

محمد الهاشمي
بقلم: محمد الهاشمي
- ارشيف الكاتب


 

كثر التطاول والهرج والمرج واللغط والفرقة والتشتت على رأس قضيتنا الجنوبية ليس من خصمنا المحتل فحسب بل من أبنائنا وأخواننا المثقفين والكتاب والمسيسين الجنوبيين, الرسول عليه الصلاة والسلام من ضمن حديث له قال: (من كان يؤمن بالله وباليوم الاخرفل يقل خيراً او ليصمت) رواه الصحابي ابو هريرة رضي الله عنه.

 

فعلينا الصمت اذا لم يكن لدينا رؤية وقدرة على الحل, ولا نروج الفتنة على هذه الشخصية أو تلك. ثم تنعكس هذه الفتنة على الشعب الجنوبي دون مراعاة لما يعانوه من المحتل, وعلينا أن نترك الحل والفرصة في يد أبناء الجنوب في من يريدوه قائداً يخدم قضيتهم, هم من أوصلوا صوتهم ورفعوا قضيتهم عالياً؛ ليس داخل وطننا فقط ! بل أخرجوها من محيط وطنهم إلى العالم ووضِعت في سياسة دول الجوار, ومنظمة الأمم المتحدة, وذلك كي نجتمع تحت سقف كلمة واحدة, وصوت واحد, وهدف واحد لننال احترام العالم.

 

وكلنا على يقيين أن بداية انطلاق الحراك الجنوبي كان نتيجة معاناة شعب صبر طويلاً, وخرج وثار ثورة الاستقلال لإستعادة وطن سلب من أيادي أهله دون رغبتهم؛ وإستعادته سوف يكون في كيان دولة نموذحية ذات سيادة يشار اليها بالبنان, لم نرى أي شخصية قيادية في الخارج تخرج تعمل لهذا الوطن حتى من عاد إليه لم يترك له بصمة عمل يشار له بالبنان لا بعلاقتهم الدبلوماسية ولا بخبراتهم الماضية, وأنا على يقين أنهم لا يملكون أي علاقة سياسية مع أي دولة أو حتى مع أي شخصية دبلوماسية ويا اسفاه !

 

ولما خرج الشعب الجنوبي وأبرز قضيته على الساحة الداخلية والساحة العالمية لتحرير وطنه, تسلق المتسلقون ممن يزعمون أنهم القادة على الشعب الجنوبي في الداخل والخارج, تسلقوا على أكتاف هذا الشعب ليخطفوا حراك ثورتهم ويعبثوا بها كما عبثوا في ماضي حكمهم. وما أشبه الليلة بالبارحة, نظام صنعاء خطف ثورة اليمن وأفشلوها وحكموا, وهؤلاء يريدون يخطفون استقلال الوطن ليسعون في فشله ! هل يعتبروا من ماضيهم ويسلموا أمرهم لله ثم لهذا الشعب الذي أراد الاستقلال درء للفتنة بين الجنوبيين؟ أم أنهم سيكابرون ويظنوا بأن الشعب ملكهم في الماضي والحاضر ويكررون اخطائهم عليه !

 

لا يجوز لي ولا يجوز لأي انسان إهانة اخوه الإنسان سواء كانت هذه الشخصية قيادية أم مواطن يحب وطنه وله رؤية.  مهما كانت هذه الإهانة بمقال أو تهكم لفظي أو جدل ومماحكة لا تخدم الوطن, المشكلة في مثقفينا وضعوا القيادة هم الشعب الجنوبي ولم يفكروا أن هذه القيادة هي من ضمن الشعب, ومن ثم كوّنوا لهم خصومة وعداء مع هذه الشخصية أو تلك على ماضيها أو تصرفها ونسوا ولائهم لشعب الجنوب وقضيته, فالماضي لا يعيد لنا وطن ! وإنما إعادة الوطن بخبرات الماضي والحاضر, وبالترابط والتلاحم, وطرح الرأي السديد, وتقديم النصيحة, وتقويم الاعوجاج السياسي بالرؤية التي تصدر من القلب الى القلب, وبذلك قد كسبنا إخاء بعضنا وصححنا أخطائنا.

 

إذا أردنا تقييم الوضع بانصاف داخل وطننا وما تعصف به من عواصف بمن يسمون قيادة في الداخل والخارج, علينا تقييم ما يحصل في وطننا بانصاف وليس بحقد على هذا الشخصية أو تلك والحقد لا يولد الا مثله, والود لا يولد الا مثله. لقد اجمع الكثير من الجنوبيين أن هذه القيادة تريد خطف الحراك ولن تستطيع خطفه, وإذا أرادت هذه القيادة أن يكون لهم احترام وبصمة عمل لإستعادة الوطن؛ عليها أن ترجع إلى المرجع الأساسي الذي اظهر الحراك وعانى من ويلات المحتل, عليهم الرجوع للشعب الجنوبي ولهذه الشخصيتين التي لها الفضل بعد الله في ارساء التحرير والاستقلال وهم (حسن احمد باعوم, وناصر علي النوبة) وهاتين الشخصيتين عليهما شبه اجماع إن لم اقول اجماع كامل, حتى ينتهي زهايمر الزعامة.

 

ومن واجبنا توجيه رسالة إلى المتصارعين على الزعامة والقيادة والفوز بها لاجهاض حراك الجنوبيين, نقول لهم حب الوطن ثم حب الوطن ولن نرضى حبكم للذات الذي اسقطتموه عنكم في تشديدكم على حب الوحدة اليمنية من عام 1971 م حتى سلمتم وطننا عام 1990م وجعلتم شعب جارتنا العربية اليمنية شعبكم وشعب الجنوب ليس له وطن ! ثم نشدد ونلّح عليكم التماسك والالتفاف الى جانب قيادة الحراك والمراجع الحقيقيون لاستقلال الجنوب (حسن باعوم, وناصر النوبة), كونوا لهم عوناً مستشارين لإخراج وطننا من هذا المحتل ودون هذا الأمر فأنتم سوف تضيعون وطننا في قاع المحيط وغياهبه.

 

ولي رؤية تحدثت بها مع بعض الأصدقاء, اذا أردنا توضيح الحقيقة كما تنبغي للجمهور الجنوبي وبدون مماحكة القيادات باظهار كل قائد نفسه انه الافضل لتفرقة الجنوبيين وتناحرهم, علينا أن نبدأ مع القيادات في مناظرة تلفزيونية حوارية في أي قناة محايدة, أو في قناة الجنوب عدن لايف ويكون حوار علني أمام الجمهور حتى يعرف الجمهور من يملك الحنكة والسياسة ومن يُقدم أفضل برنامج سياسي لاستعادة الوطن والسير به للاستقلال, ويتم شرط على قناة عدن لايف أن يكون المذيع المحاور من الصحفيين العرب الذي يملك فراسة اللغة الحوارية دون تدخل القناة في سياسة هذا البرنامج, وتقديم اسئله من الجمهورلهم وبهذا يكون الجمهور هو الحكم لمن يعطيه الثقة, ويعمل ميثاق شرف على طرح البرنامج السياسي الذي اجمع عليه الجنوبيين بدون ترك الأمر مقابلة وانتهت  في طي النسيان, ويتم توثيق ما طرح كتابياً وتكون بمثابة وثيقة مُلزمة على القادة وأبناء الجنوب للعمل بها.

*عدن الغد