آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

هادي المنصور .. ومعركتين بحجم الوطن

الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 07:10 م

جهاد حفيظ
بقلم: جهاد حفيظ
- ارشيف الكاتب


كما كانت الأحداث تتحدث عن نفسها في نساق ليس بالهين من الانتصارات والتضحيات في ميادين المعارك لمختلف الجبهات المترامية الأطراف في اليمن وكما هو حدث تحررت مناطق الجنوب من سيطرة الانقلابيين وتلك بطولات بحد ذاتها الا أنها لم تستكمل للحفاظ على تلك الانجازات لان القيادات المتعاقبة لم تبدأ لإعادة مقومات الدولة بشكل حقيقي بل ترسخت ثقافة المنتصر والذي يمن على وطنه ودفاعه عنها بل تكونت كانتونات صغيرة من التحالفات الغير طبيعية ولعل ماتشهدة عدن قد حذرنا منه منذ تقلد الأستاذ نائف البكري لقيادة محافظة عدن وحجم التراكمات الأمنية والخدمية وترك الأمور كما هي مما خلق ظروف غير مناسبة لإعادة دولة القانون بل ظل المتنمرين يجلدون أنفسهم بطرق مختلفة نتجت عنها استبعاد عودة خطوط دولة مثلما استمر الحال عليه في مأرب وظهرت مأرب كدولة مستقلة لها نظامها وقوتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والعسكرية فانظر الفرق بينهما ..

لقد كان الرئيس هادي منهمك في إشرافه المباشر على سير المعارك والاعدادات في مختلف الجبهات وتركت عدن لهكذا مماحكات سياسية نسفت الثقة والتلاحم الذي ظهر ايام الحرب حين توحدت كل القوى السياسية والاجتماعية في مواجهة ذلك الاحتلال الغاشم والانقلاب حينها تفشت في العاصمة المؤقتة ثقافة بليدة مناطقية حتى ولو اخفينا ذلك ولكنها تكرست واقعا معاش من التسلط والقتل والاخفاء والازدواخ وتاخر عودة القضاء والنيابات العامة واقسام الشرطة وظن المواطن أن كل ذلك هو نتاج الحرب وقد ينتهي ذات يوما ولكن بعض المقاومين واشك أنهم جزء من المقاومة قد تجاوزوا حدود صلاحياتهم وتركوا المتربصين حرية السطو على الأراضي العامة والخاصة وساهمت بعض الأطراف لتزويد تلك الجماعات نكاية في مشروع الدولة وتلك القشة التي قسمت ظهر البعير داخل البلد ومما اضاف اعباء اضافية من فلح في الخروج إلى خارج البلد وتكدست قيادات خاملة لاتنتظر الا موعد الدائرة الخاصة والرواتب وكلًا على ليلاه يغني ..

هنا يأتي اليوم مانعانية نتيجة طبيعية لحالة الاتكالية والتربص بالحكومة أو العكس وهذا ماجعل كل المعايير الاقتصادية في الحفاظ على سعر الريال اليمني مقابل العملات الصعبة اصبح من الصعوبة تفاديها الا بإعادة الموارد المالية إلى خزينة الدولة وتقنين المصروفات والتقشف في صرفيات الوزارات وربط الأحزمة حتى تعود بوصلة الاقتصاد المنهار ولن يتاتي ذلك إلا باسهام القوى السياسية التي يظن بعضها أن تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية هو خسارة للحكومة الشرعية فقط بل هي نكبة للمواطن المطحون فهم مخطئون تماما والرئيس هادي يخوض معركتين معا في وضع حلول مناسبة وإعادة تعيين حكومة تكنوقراط عاجلة للحفاظ على ماتبقى من الاقتصاد المنهار مع الحفاظ على زخم سير المعارك في مختلف الجبهات ومسالة مباحثات السلام وانهاء الحرب التي تلوح بها بريطانيا وعبر المبعوث الدولي في بداية سبتمبر القادم وحجم الضغوطات الدولية في ظل تعنت الانقلابيين وجاهزية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستمرار العملية العسكرية حتى تطهير جميع المناطق ..