منذ تحرير عدن من مليشيات الحوثي وعفاش .. ظلت عدن حلبة لصراع الأغبياء ومسرحا لتهريج المهرجين وشوارعها ساحات لصراع الثيران ..يتصارعون على عدن .. كلا يريد اغتصابها قوة .. لم يحاول احد منهم كسب ودها او حتى استرضاءها .. غرقت شوارعها في بحر من المجاري و اغلقت طرقاتها وأزقتها بجبال من القمامات والنفايات ..ليلها ظلام دامس حالك السواد الا من بضع من السويعات ان جاد بها عقال الكهرباء .. نهارها حرا وسفك دماء ونهب وتقطع وارتزاق ..
جعلوا اللص فيها قاضيا والكلب سيدا .. اذاقوا ناسها كل صنوف العذاب ... كلما اشتد صراعهم زاد عذاب المواطن ... نسوا المدينة وناسها وهم يتصارعون على الفشل ... نعم على الفشل .. فشلت الحكومة في كل شئ عدى نجاحها بأمتياز في الفساد والنهب ونخر مقومات البلد والمدينة ... فشل المجلس الانتقالي في ان يقدم نفسه كبديل لحكومة الفساد بل ورهنوا قرارهم للأمارات والتحالف ... فلا ذقنا بلح الانفصال ولا عنب اقاليم الشرعية...
يبدو ان الرئيس ادرك المعاناة التي تعيشها عدن جراء صراع الفشل هذا .. اوقف هذا الصراع عندما قلص صلاحيات حكومته ويحاول بنفسه تصحيح المسار ويحاول عدم الدخول او الاستمرار في تلك الصراعات .. فحين وقع لأنشاء محطة الكهرباء بقدرة 500 ميجا انما يحاول الرجل طمئنة الناس في عدن وانه قد آن اوان النظر لمعانتهم ومغادرة بن دغر لعدن انما هي رسالة للفريق الآخر ان لا مزيد من الصراعات الغير مجدية كما ان خطابات الرئيس وعدم خوضه في مسائل الاختلاف انما هي اعلان هدنة غير معلنة لأتاحة الفرصة لجهود تحسين الخدمات لمواطني المدينة .. ورغم صعوبة الوضع وتداخل المشكلات وتراكمها كالعملة والنفط والوضع الأمني انما اجمالا فالرئيس لديه النية ويفتح باب الامل من جديد ...
اتمنى من المتصارعين ان يعطوا الرئيس هادي الفرصة للعمل على انتشال ذلك الوضع البائس لعدن وليعتبروها اجازة واستراحة محارب وليقدموها هدية مجاملة لعدن وناسها ..
