سألت قبل فترة حراكي عتيد مضطلع عن تحركات الحراكيين وأهدافهم المستقبلية، وعن العلاقة بين جناحي الحراك آنذاك، حيث كان هناك جناح مناصر لهادي وجناح آخر مختلف معهم تماما ..قلت: كيف هي العلاقة مع الحراك الذي يدعم هادي؟أجاب: نحن رغم كل شيء لنا هدف واحد بس اختلفنا بالطريق فقط ..قلت: على أي طريق الخلاف بينكم؟أجاب: مثلا قدامك جبل وهناك طريقين تودي إلى قمة الجبل، نحن نريد طريق مختصرة، وهم يريدوا الطريق الأخرى والتي تعتبر أطول وفيها "ملاوي" كثيرة ..المهم أنا من يومها لي سنوات أتخيل الأمر قدامي وفي عقلي فريقين حراكيين يتصارعا أما مفترق طرق باسفل الجبل، هذا يقول "من هنا أقرب" والآخر يقول "علي الطلاق أن هذه أسهل وأفضل". التصوير اعجبني، واعجبني الحراكي "العتيد" بتلخيص فكرته وإيصالها إلى ذهني، وعليها بقيت أنا أنتظر وصول هذين الفريقين إلى القمة، ولكن للأسف اتسع الصراع أسفل الجبل ووصل إلى اشتباكات دامية، وبكل مرة يتطور أكثر فأكثر !كان واضح امامي أن أنصار هادي، يناضلون من أجل هادي، وهادي هو قمة الجبل بالنسبة لهم، ورغم ذلك كنت متعاطف معهم، بل وداعما لهم بمواقف كثيرة، كنت رغم كل الشواهد امامي اكذب نفسي وأعود إلى نظرية "الجبل" التي تلاها علي الحراكي، واطرد كل الأفكار الأخرى من رأسي لتبقى هي النظرية الوحيدة التي تنطلق منها مواقفي.وكلما سألني أحد عن الوضع بعدها نقلت له الصورة ذاتها وثبتها في خياله، إلى قبل فترة في مكالمة مع أحد الأصدقاء الذين غرست الفكرة نفسها في ذهنه، قال لي "الجماعة غرزوا أسفل الجبل" ضحكنا يومها على القصة وقلنا لعل وعسى أن يتفقوا على طريق تصل بنا جميعا إلى القمة.في يناير الماضي وحرب الثلاثة الأيام الدامية في عدن، اتصل بي نفس الصديق وقال "الجماعة تقاتلوا اسفل الجبل كيف لا تشوف؟" كنت يومها يائسا ومحبطا إلى درجة كبيرة أجبت "لا بقي من يشب النار" قدني طفشان منهم كلهم.المهم كان مايزال هناك لدى صديقي أمل فقال لي "يالله يمكن أن ينتصر أحد الأطراف ويجبر الآخر على طريق معينة ونخرج من مضيق اسفل الجبل" ضحكت والأسى يملى قلبي.آخرها في مكالمة مع صديقي اليوم والذي سألني عن رأيي وهل سيخرج الفريقين هذه المرة من مضيق اسفل الجبل، فأجبته "المشكلة أن نحن ما تأكدنا يا صديقي أي جبل يقصد!" قا:ل "ليش أيش قد حصل؟"قلت: الفريقان على طلعوا يتضاربوا على قمة نقم وأنا وأنت مساكين أعيننا على قمة جبل شمسان"