آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:48ص

حديث النازحين

الأحد - 08 يوليه 2018 - الساعة 10:30 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


يعتبر عقد التسعينيات من القرن المنصرم بداية لنشوء الحركات الاسلامية المتطرفة وتكاد تكون القضية الفلسطينية هي السبب الرئيس لبروز تلك الحركات في الوطن العربي ، اضافة إلى سوء تقدير الأنظمة العربية لعواقب تلك الجماعات والحركات ، بل ان حكوماتها قد تكون دعمت نشوئها بطريقة مباشرة او غير مباشرة .. وقد انظم كثير من شبابنا لتلك الجماعات بدافع الغيرة عن الاسلام في مواجهة الغرب الكافر .. وبدلا من الدفاع عن ألاسلام كانت اغلب النتائج سلبية وعكسية تجاه الاسلام والمسلمين وبسببهم ارتبطت فكرة الارهاب وشاعت بين شعوب العالم ولازال المسلمين المتواجدون في الغرب يعانون جراء ذلك واما بالنسبة للدول الاسلامية وشعوبها فإن النتائج قد تكون كارثية..

الشعوب بمختلف طبقاتها الاجتماعية ونخبها السياسية والاقتصادية لم تفكر مطلقا من ان تلك الحركات والجماعات هم اما افرادا او مجموعات قليلة داخل المجتمعات الاسلامية بل اصدرت الحكم على ارهابية المسلمين وتطرفهم وبالتالي فهم هكذا ينظرون ويحكمون على المجتمعات والاوطان ..

من المحزن والمخجل ان يتخذ البعض من قضية النازحين تجارة للتربح السياسي وسلاحا يصوبه تجاه خصومه .. الامر الذي يعد انحطاطا و انحلالا اخلاقيا وانسانيا واستغلالا رخيصا وفي ابشع صوره لآدمية وكرامة النازحين ..

ماينشره مثل هؤلاء في الصحف والمواقع الاخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي ان هناك مجاميع وفرقا امنية تابعة للمجلس الانتقالي والحزام الامني تمنع دخول نازحي الحديده إلى المناطق والمحافظات الجنوبية وأنها تعمل على اضطهادهم واذلالهم في مناطق الحدود.. وشن هؤلاء حملة شرسة شعواء كان حاضرا فيها النيل من المجلس الانتقالي فقط وغاب عنها البعد والهدف الانساني لقضية النازحين في حملتهم ..

لسنا هنا بصدد الدفاع عن المجلس الانتقالي ولا عن ماينشره هؤلاء ولكن من منطلق جنوبيتنا
فنحن هنا للدفاع عن انسانية المواطن الجنوبي وكرمه ونخوته ووازعه الديني ولا مجال للتفريط او حتى الشك فيها .. قد يكن فعلا حدث مثلما ينشرون لكنني اجزم يقينا انها حالات فردية قد تحدث هنا او هناك ولا تتطلب مثل تلك الحملة الاعلامية العوجاء والهوجاء والتي لا تستهدف فقط النيل من المجلس الانتقالي والحزام الامني كما يعتقد هؤلاء بل انها تستهدف النيل من سمعة المواطن الجنوبي في المحافل العربية والخارجية ..

لمثل هؤلاء كفاكم دجلا وتسلقا وارتزاقا على حساب المواطن الجنوبي وسمعته وهيهات ان تنالوا منه ومن انسانيته ..

ان ثلثي السكان المتواجدون على الارض الجنوبية هم من ابناء المحافظات الشمالية اما تجار كبار واما من صغار الباعة كبائعي الخضار ومحلات الملابس والبقالات والمطاعم وعمال الحرف بانواعها ويمارسون مهنهم دون ان يضايقهم احد من الجنوبيين كما انهم يقطنون هم واسرهم مختلف احياء وشوارع مدن الجنوب...فكيف لكم ان تطعنون في كرم ونخوة الجنوبيين وما دماء ابناءنا التي تسيل على ارض الحديده في سبيل تحريرها وتحرير المواطن الحديدي من بطش المليشيات لأبلغ تعبيرا ودحضا لزيفكم ودجلكم وافك ماتروجون له..


ياهؤلاء انما انتم فئة قليلة تفضل مصلحتها على مصلحة الوطن وانتم وماتروجون له انما يستهدفون به كل طفل وشاب وامراة وكهلا في الجنوب .. لان ماتروجون له يطرح انطباعا وفكرة واحكاما مسبقة سلبية وسيئة من قبل المنظمات والشعوب الدولية على الجنوب وشعبه الذي يتطلع لمساندة ودعم تلك الشعوب لينال حقه في استعادة وطنه ودولته وموقعها وكرسيها لدى تلك المنظمات والشعوب ..


تعلموا ياهؤلاء وخذوا العبر مما مضى فعندما تم تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك كان الهدف منه النيل من الامريكين ولكن لم يتم النيل منهم بقدرما تم النيل من الشعبوب العربية والمسلمة ..
وانتم كذلك تظنون انكم تهدفون للنيل من المجلس الانتقالي والحزام الامني ولكنكم بذلك تنالون من وطنكم وشعبكم ...

اف لكم ما اغباكم وما اجهلكم ..