آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:43ص

وفاء لودر وجفاء الرئيس

الأحد - 24 يونيو 2018 - الساعة 10:44 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


لاشك ان فترة حكم الرئيس هادي قد مرت بمنعطفين او عاصفتين كادت ان تهز عرش حكمه .. وكانت اولى تلك العواصف هي اجتياح القاعدة لمناطق ابين محافظة الرئيس وفي الوقت الذي كانت فيه القاعده تشن هجماتها على ابين كانت ابواق ومطابخ ومنابر عفاش الاعلامية تشن هي الاخرى اعنف الهجمات الاعلامية على الرئيس هادي وكان صالح يظهر فيها مغرورا متبجحا ومنتشيا ومصورا للناس ان هادي ضعيفا ولا يقوى على حماية مسقط راسه فكيف له ان يحمي كل مناطق البلاد.. وبينما صالح ورفاقه في اوج نشوتهم واذا بأبناء وشباب وقبائل لودر يفاجؤونهم بالتصدي لهجوم القاعدة وبل ودحرهم من لودر ومعظم مناطق ابين ... كانت ملحمة سطر فيها ابناء لودر اروع البطولات والتضحيات التي كانت كفيلة برد الاعتبار للرئيس هادي واخراص اللسنة صالح ورفاقه ..

العاصفة الاخرى التي عصفت بحكم هادي كانت الانقلاب على حكمه من قبل تحالف المليشيات الحوثية وعفاش ،ففي الوقت الذي كانت فيه قواتهم تجتاح الجنوب وفي الوقت الذي كانت طائراتهم تقصف مقر الرئيس هادي كان الشهيد علي الصمدي ورفاقه من ابناء لودر يقتحمون اسوار وقلاع معسكر الامن المركزي وسقافه في معركة استشهد فيها البطل علي الصمدي وواصل رفاقه تطهير المعسكر والمطار ومن ثم اتجهوا إلى العند لصد العدوان في معركة غير متكافئة من حيث العدد والعتاد وشابتها الخيانات والعشوائية الا انها كانت ركيزة وكافية واعطت المبرر الاساسي لتدخل دول التحالف في المعركة إلى جانب الرئيس هادي،فقد تيقنت تلك الدول من ان هناك مقاومة وستكون مقاومة اذا حصلت على الدعم والتنظيم وكان لها ماارادت...ودخلت فترة حكم هادي عاصفتي الحزم والامل ...
لودر كانت وفيه مع الرئيس في احلك الظروف ولكن الرئيس لازال يقابل ذلك الوفاء بجفاء ، اما آن له الاوان ينظر اليها بالوفاء..
اذا اراد هادي رد الجميل للودر وابناءها فلها مطالب حقوقية ونترك المطالب السياسية إلى حين .. وحتى لانتهم من قبل الابواق والمطبلين والمزامير من حول الرئيس باننا فوانيس وضد النظرية الدنبوعية ..
لودر اكبر مدينة مساحة وعمرانا وسكانا وتجارة في محافظة ابين ان لم تكن على مستوى البلاد ككل ومع ذلك تغرق شوارعها في مياة المجاري.... ومع ذلك ليس لديها سوى سيارة وحيدة متهالكة للنظافة وعاملين اثنين للنظافة... ومع ذلك بها محطة كهرباء قدرتها التسغيلية 6 ميجا واربع مديريات اخرى تتقاسمها تلك الطاقة... ومع ذلك بها مستشفئ بني على نفقة الكويت في سبعينيات القرن الماضي والحاجة ملحة لبناء مستشفا حديثا،، حتى ان مشفاها القديم حرم من منحه درجة الهيئة اسوة بمستشفيات اخرى صغيرة كمودية والوضيع..... ومع ذلك مكاتب الادارات كالشؤون الاجتماعية والبلدية والرياضة وغيرها تسأجر مقراتها من الموطنين.... ومع ذلك لاتصل بيوتها اي قطرة ماء الا ماجادت به الوايتات (البوز) والتي يصل سعر الوايت إلى اكثر من 10 الاف ريال..... ومع ذلك لم تشهد شوارعها رصف بالحجارة او الاسفلت اسوة باصغر المدن الاخرى..... ومع ذلك لازالت المنازل منتظرة للترميم من حربي القاعدة والمليشيات.... ومع ذلك فجبهة ثره التي تحمي المدينة من الغزاة المتربصين بها فلا تحصل تلك الجبهة على الدعم والعتاد اسوة بجبهات اخرى وصل الدعم بها لعرض شاشات لنقل مباريات كاس العالم .. كثيرا هي مطالب ابناء لودر وننتظر امل ان تتحقق مطالبهم وان ينتشل ذلك الوضع والحال المزري للمدينة...
سيدي الرئيس تلك الوفود التي تقابلها بأسم لودر ويقولون لك كل شئ تمام انهم لكاذبون وينافقون لأجل ماتجود به نفسك ويدك عليهم وهي تلك الوجوه التي كانت تقابل عفاش ومحسن والعيسي واخيرا الميسري فلا تهمهم لودر...
لودر ليست بخيرا وجراح الحربين لم تندمل .. والاسمراني المحافظ مشغول عنها بحب وغرام الدلتا وساحة الشهداء ومصنع الاسمنت..
سيدي الرئيس
اما آن لك الاوان لتبدل الجفاء بالعطاء والوفاء تجاه لودر...